تحل اليوم الذكرى السادسة والعشرين لوفاة الممثل والمخرج والكاتب المسرحي عبد القادر علولة.
ولمع علولة بشكل خاص مباشرة بعد استقلال الجزائر، حيث أسهم في تأسيس المسرح الوطني، وصار أحد أعمدته رفقة الراحلين مصطفى كاتب، ولد عبد الرحمان كاكي، عبد الحليم رايس ورويشد.
وكان علولة السبّاق رفقة كاكي بإدخال شخصية “المداح” أو “القوال” (الحكواتي) العلامة الأبرز لمسرح الحلقة، حيث يتوجه “القوال” إلى الجماهير في جوٍ حداثي موشى بنظرة اجتماعية ناقدة وفكاهة لاذعة جعلت المتلقين يتجاوبون بحماس مع العروض، تبعا لاعتمادها على الارتجال والفرجة ضمن حيز شعبوي حميمي يغرف من تراث الشعر الملحون والأقوال المأثورة.
وسمح تعيين علولة كمدير لمسرح وهران الجهوي سنة 1972، بالانفتاح على المزيد من التجارب الجديدة مثل إسقاطاته لرؤى المسرحي الألماني الشهير “برتولدبريشت” ونظريته حول كسر التباعد وتحطيم الجدار الرابع، مثلما اهتم علولة أيضا بالعمل الجماعي وهو ما جسّده على صعيدي التأليف والإخراج….
ولعلولة كم هائل من المسرحيات المميّزة، أشهرها مونودرام “حمق سليم” (1972)، ثلاثية القوّال (1980)، الأجواد (1985) اللثام (1989)، إضافة إلى مسرحيات “التفاح” (1992)، “أرلوكان خادم السيدين” (1993) والعملاق (1994) التي لم يكمل كتابتها بسبب رحيله التراجيدي برصاصات إرهابية غادرة في الثاني عشر مارس 1994.
وظلّ علولة إنسانا متجذرا في مجتمعه، وكان رجلا ذو بنية كبيرة سواء من حيث الجسد والفكر والجانب الإنساني، وتختصر أعمال علولة عبقرية إبداعية وارتباط وثيق بالمجتمع، مما يجعل مسيرة علولة تجربة رائدة في المسرح الجزائري الحديث، إذ اعتنق أب الفنون ممثلا، ومكنه اجتهاده وبراعته من الخوض باقتدار في الكتابة الدرامية والإخراج.