جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تنتهي اليوم اللقاءات الثنائية التي برمجتها وزارة التربية الوطنية مع كافة الشركاء الاجتماعيين حسب رزنامة دامت من 20 فيفري إلى اليوم، حيث التقى بأغلبية النقابات الناشطة في القطاع، وجدد وزير التربية الوطنية محمد واجعوط التأكيد أنه بصدد إعداد إستراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة، لتنفيذ مشروع النهوض بالتربية الذي من شأنه تحسين ظروف تمدرس التلاميذ وعمل الموظفين، مشيرا إلى أن هذا يلزم الاستعانة بدعم ومساعدة الشريك الاجتماعي، فيما تنظر النقابات في رد وزير التربية، حيث في حال كانت الردود سلبية فإن هذه الأخيرة ستتحرك وتدخل في إضرابات خلال الفصل الثالث، وتكون بذلك أعلنت الحرب على واجعوط.
وأكدت نقابات التربية أن واجعوط بصدد دراسة ملفاتهم ووعدهم أن الرد على جل المطالب المطروحة سيكون في القريب العاجل، حيث تم الموافقة المبدئية على بعضها والبعض الآخر بعد القيام بدراسة عميقة مع الإطارات في قطاع التربية الوطنية، وخلال هذه اللقاءات تم تناول المواضيع والملفات المتعلقة بانشغالات النقابات ذات الطابع التربوي، البيداغوجي والاجتماعي المهني والتي تم طرحها ومناقشتها.
من جهته، قال واجعوط خلال إشرافه بمقر دائرته الوزارية بالمرادية، على لقاء جمعه بالأمين العام للنقابة الجزائرية لعمال التربية والذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب الوطني للنقابة أن الإصلاح في المنظومة التربوية يبدأ من تشخيص الاختلالات والفجوات، التي تعتلي الحياة المدرسية، والتي ستمكن من اقتراح حلول عملية مجدية، لمختلف مشاكل الجماعة التربوية، من تلاميذ وأوليائهم، وأساتذة، وإداريين وعمال، موضحا أن هذه الإستراتيجية من شأنها تحسين ظروف تمدرس التلاميذ وعمل الموظفين، وهذا يلزم الاستعانة بدعم ومساعدة الشريك الاجتماعي الذي تبني وزارة التربية تجاهه النية الصادقة لتفعيل اللقاءات الحوارية الثنائية بصورة دورية، سواء على المستوى المركزي، أو على المستوى المحلي الجواري، بلا تمييز أو إقصاء لأي طرف، وتنتظر النقابات تحرك الوزير للقضاء على الفساد حل النزاعات التي عصفت بالقطاع بعد انتهاء اللقاءات اليوم.
وذكر الوزير أن الجميع اليوم أمام مرحلة فاصلة في تاريخ البلاد يتحتم على كل واحد تحمل مسؤوليته تجاه المدرسة والتلاميذ، من أجل تهيئة ظروف نهضة المدرسة الجزائرية، من خلال تجويد وتحسين النظام المدرسي، بما يتماشى ومتطلبات التنمية المستدامة للبلد، ويضاهي تطلعات الشعب الجزائري، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق العمل على استقرار القطاع، وتهدئة الأوضاع، وإرساء ثقافة الحوار، وتوحيد وجهات النظر.
وأكد المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية أن اللقاء هذا يأتي كبداية للقاءات تشاورية ثنائية دورية، والتي سيتم العمل معا من خلالها على تكريس مبدأ الحوار البناء، في حدود صلاحيات كل طرف، بحسب ما تمليه النصوص التشريعية والتنظيمية المعمول بها، وهذا بغية التكفل بانشغالات الجماعة التربوية، مع تثمين مجهوداتها المبذولة، وخصوصا التضحيات التي يقدمها الأساتذة، في سبيل نشر العلم، وهذا في خضم الصعوبات التي تواجه مستخدمي قطاع التربية.
وفي سياق متصل، كشف الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية “ساتاف” بوعلام عمورة، أن أعضاء نقابته قاموا برفع ملفات فساد ثقيلة تورط فيها إطارات في وزارة التربية ومديرو القطاع ذاته، مشيرا إلى أنه في حال عدم تحرك الوزارة سوف يستعدون للدخول في إضرابات خلال الفصل الثالث دفاعا عن القطاع.
وأوضح عمورة في حديثه أنه في إطار اللقاءات الثنائية التي تعقدها وزارة التربية مع النقابات، فإن هيئته قامت بتقديم ملفات فساد تورط فيها إطارات ومديرو التربية، مضيفا أن نقابته قامت أيضا برفع انشغالات موظفي قطاع التربية خلال اللقاء ذاته.
وقال المتحدث ذاته أن الوزير واجعوط أكد أنه جديد في القطاع ويحتاج الآن لسماع كل النقابات ومطالبها وبعدها سوف يتم الرد عليها، قائلا: “بما أن الحكومة جديدة فنحن ننتظر من وزير قطاع التربية أن يتخلص من الفساد والمشاكل الذي يتخبط فيها القطاع، حتى وإن كانت هناك أمور ليست من صلاحيته فدوره هو أن يقدمها للحكومة حسب تصريحاته.
وأضاف المتحدث ذاته أنه ، مردفا بالقول: “سننتظر الوزير إلى غاية الانتهاء من اللقاءات الثنائية مع الشركاء الاجتماعين والتي ستنتهي اليوم، حيث ستمهل هيئتنا الوزرة وقتا إلى غاية سماع رد وزير التربية واجعوط على جميع الملفات التي قدمتها النقابات.
وحسب بيانات وزارة التربية بعد كل لقاء نظمه الوزير، فإن الوزير قد برمجة هذه اللقاءات الثنائية مع الشركاء الاجتماعيين تترجم صدق نية الوزارة في تفعيل وبعث اللقاءات التشاورية، والعمل التشاركي مع جميع الشركاء، من دون استبعاد أي طرف، للإصغاء إلى الانشغالات المطروحة والسهر على التكفل بها قدر المستطاع.
أميرة امكيدش