عبر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” مصطفى خياطي، عن أسفه لضعف المنظومة الصحية الجزائرية والتي أثبتت اليوم عجزها أكثر في مواجهة “فيروس كورونا” بالرغم من ميزانية قطاع الصحة التي تضاعفت ثلاث مرّات عما كانت عليه، مشيرا في السياق ذاته، أن هذا الوباء العالمي “كشف عورات المنظومة الصحية الجزائرية”.
وأوضح فورام، لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة ” ضيف الصباح ” عبر أمواج الإذاعة الوطنية، أن مواجهة فيروس كورونا “تقتضي اليوم تعزيز من الإجراءات الوقائية ومعها الرفع من وتيرة التحاليل اليومية في محاولة لتقليص هذا الوباء العالمي الذي يأخذ يوما بعد يوما منحنى تصاعدي من الذهاب لتوسيع الحجر الصحي لولايات أخرى مع التركيز أكثر على الرفع من وتيرة التحاليل”، وقال في هذا الصدد: “المعروف عن هذا الوباء منذ ظهوره أن له منحنى تصاعدي ولنا صور كثيرة في العديد من الدول التي تعاني من هذا الفيروس إيطاليا والصين قبلها وحظ كبير بالنسبة للجزائر أننا اتخذنا بعد الإجراءات الإحترازية الإستباقية لتفادي هذا المنحنى الخطير، صحيح أنه تم اتخاذ إجراءات احترازات ولكن اليوم في حاجة لإجراءات أخرى والإجراء الأول وهو توسيع وتيرة التشخيص التي تعد بطيئة في الوقت الراهن ولا تمس سوى 150 تحليل يومي إذا ما تمت مقارنة العدد مع دول أخرى ففي كوريا الجنوبية 25 ألف تحليل يومي وتونس الشقيقة بـ 5 آلاف تحليل في الأسبوع وألمانيا 500 ألف تحليل في الأسبوع”.
ورد بالموازاة مع ذلك على التأخرالمسجل في الإعلان عن نتائج التحاليل في معهد باستور، قائلا: “مشكل تأخر النتائج راجع بالدرجة الأولى للتقنية المستعملة في التحليل و التي و إن كانت أحسنها غير أنها تتطلب وقت لظهور نتائج التحاليل بمعدل 6 ساعات و بالوتيرة يضاف لها نقص في الأطقم الفيرولوجية لحد الآن لدينا مخبر واحد للفيروسات على المستوى الوطني و هذا قليل جدا ومن المفترض أن تحوي كافة المستشفيات الجامعية على مخبر خاص بالفيروسات سيما وأن العالم عرف في السنوات الأخيرة ظهور العديد من الفيروسات”، وتابع :” وهناك أيضا عوائق بيروقراطية لم تسمح لكل برامج البحث العلمي أن تطبق على أرض الواقع من نقص التمويل والعقار لبناء المخابر و تكوين المشرفين على هذه الأمور جدا والاحتكار الذي لعبه معهد باستور خلال السنوات الأخيرة خاصة أنه غير من وجهته من مركز للبحث لمركز تجاري وأعطيت صلاحيات شراء اللقاحات وتوزيعها وأصبح اختصاص لقاحات فقط”.
وعن الطاقم الطبي الصيني الذي استعانت به الجزائر لمواجهة فيروس “كورونا”، شدد خياطي على ضرورة الإستفادة من تجربتهم لا جعلهم المسيرين للمستشفيات المكلفة بمعالجة المصابين وقال: “صحيح أنه احتكاكنا بالتجربة الصينية مهم جدا في هذه الآونة لأنهم خاضوا معركة قبلنا و نجحوا في احتواء هذا الوباء و تجربتهم من الناحية الإستراتيجية مهمة جدا بالنسبة إلينا أما كون هؤلاء الأطباء هم الذين سيسيرون المستشفيات هذا خطأ لأننا نريد من هؤلاء الأطباء الاستفادة من تجربتهم ويعطون الطريقة التي تغلبوا على الوباء وخطتهم في ذلك و التي أعطت نتائج طيبة”.
أدعو لاستعمال “الكلوروكين” على حاملي أعراض “كورونا”
ودعا خياطي لإستعمال دواء الكلوروكين على من تظهر عليهم أعرض الإصابة بفيروس الكورونا في محاولة للتقليص من تفشيه سيما بعد أن أثبت بعض فعاليته و انخرطت 40 دولة في خارطة الطريق التي وضعتها منظمة الصحة العالمية حول تبني هذا العلاج الوحيد لغاية الآن التي أجريت حوله الأبحاث و ذكر :” هذا الدواء هو قديم جديد استعملناه في الجزائر و الكثير من الأطباء يعرفون طريقة استعماله و قدتم استعماله في معالجة داء المستنقعات الملاريا و كان يعطى كدواء احترازي لكل الجزائريين المسافرين إفريقيا و لكن اليوم أظهر فعاليته من حيث إنقاص الفيروسات الموجودة في الدم و يقلص من خطورة المرض وأعيد استعماله في الكثير من الدول في أمريكا وألمانيا فرنسا في كوريا و الصين و الذين شرعوا في استعماله “و تابع في السياق ذاته :” و لكن إستعماله اليوم كعلاج لفيروس كورونا يعد تجربة طبية لعديد الدول لحد الساعة لكون إستعماله اليوم كعلاج هو أمر جديد و المنظمة العالمية للصحة وضعت أرضية للتجربة و انخرطت فيها أكثر من 40 دولة لإستعمال هذا الدواء لأن بعض الأبحاث العلمية أثبتت نجاعته لغاية اليوم غير أن هذه الإيجابية لا ينبغي أن تغطي على السلبيات و الأعراض الجانبية لهذا الدواء الذي هو خطير في الأصل إذا استعمل بعيد عن وصف و معاينة الطبيب وله أعرض قد تصل حتى توقف القلب”، وتابع في السياق ذاته: “غير أنه لما يكون عندنا ضررين نأخذ بأقل الضررين و أقل الضررين هو هذا الدواء الكلوروكين”.
وطالب خياطي بضرورة رفع وتيرة استعماله لحاملي أعراض هذا الفيروس لتوقيف تفشي هذا الوباء العالمي على أن يكون الأمر تحت عناية طبية وقال: “مادام أن الكلوروكين أثبت فعاليته فلا بد أن ترفع الآن وتيرة استعماله حتى لحاملي أعراض هذا الفيروس وأؤكد يستعمل لمن لهم أعراض فقط وليس كإجراء وقائي للأصحاء للتقليل من انتشار هذا الفيروس وتفادي الوصول لوضع الكارثة”.
زينب بن عزوز