يتوقع الخبير الاقتصادي، أحمد طرطار، تحسن أسعار النفط في الأسابيع القادمة بفعل الضغط الأمريكي على المملكة العربية السعودية، وإمكانية توصل اجتماع “أوبك+” المزمع عقده غدا الخميس، إلى اتفاق لخفض الإنتاج، ويعتقد أن الأسعار سوف تتراوح خلال ظرف شهر أو شهرين على الأكثر في حالة تم التعافي من آثار فيروس “كورونا”، ما بين 40 إلى 70 دولار للبرميل، وهو “السعر المرضي” –حسبه- لجميع الدول.
وقال طرطار، أمس، في تصريح لـ”الجزائر”، إن “هناك مؤشرات تلوح في الأفق تبشر بإمكانية تعافي أسعار النفط خلال الأسابيع القادمة، وذلك بسبب الضغط الذي تمارسه الإدارة الأمريكية على كبار منتجي للنفط وبالخصوص المملكة العربية العربية من أجل كبح إنتاج النفط وذلك بسبب تضرر الشركات الأمريكية جراء الكميات الكبيرة من مخزون هذه المادة الطاقوية”، ويرى الخبير الاقتصادي، أنه وإن “كانت هناك نوايا صادقة من ترامب اتجاه حلحلة مشكلة زيادة الإنتاج، خاصة من جانب السعودية التي هي الأخرى تعاني عجز موازنة، وبالتالي سيكون من مصلحتها هي الأخرى كبح الإنتاج والدخول في اتفاق “أوبك +” وبروتوكول الجزائر الذي وقع في 2018، فإن سعر برميل النفط سيعرف تعافيا” وقد يترواح خلال الفترة القادمة-أي خلال شهر إلى شهرين حسب الخبير- ما بين 40 إلى 70 دولار للبرميل، وهو السعر “الذي يخدم جميع الأطراف” يضيف الخبير الإقتصادي، غير أن هذه التوقعات يقول طرطار تبقى مرتبطة بعامل أساسي آخر يتعلق بالتعافي العالمي من فيروس كورونا –كوفيد-19، وعودة مصانع الصين أكبر مستهلك النفط لنشاطها.
للإشارة، تجتمع منظمة “أوبك” وشركائها من خارج المنظمة إضافة الى منتجين آخرين غدا، من أجل البحث والتوصل إلى اتفاق لكبح الإنتاج وعودة إستقرار الأسعار التي انهارت في الأسابيع الأخيرة جراء انتشار فيروس كورونا وفي ظل حرب الأسعار التي شنتها كل من السعودية وروسيا بعد انهيار التحالف النفطي بين المنظمة وروسيا.
هذا وكانت روسيا، قد قالت أول أمس الاثنين، أن تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية “رهين بمشاركة كل الدول المعنية بالإنتاج والتسويق”.
وبعد أن أكد الكرملين، الاثنين، أن مؤتمر “أوبك+”، الذي كان من المقرر عقده أول أمس، قد تم تأجيله إلى الخميس غدا، رأى أن تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية رهين بمشاركة كل الدول المعنية بالانتاج والتسويق.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ، دميتري بيسكوف ” أن المؤتمر تأجل إلى الخميس لأسباب تقنية، والإعداد جاري لانعقاده”، مبرزا أنه يجب مشاركة الدول الأخرى التي لم تشارك من قبل في عملية تنسيق استقرار سوق النفط، وأن “الحديث يدور حول أنه من أجل تحقيق الاستقرار في السوق، سيتطلب الأمر مشاركة الدول التي لم تشارك من قبل في التنسيق، وأولئك الذين هم الآن على اتصال بالعملية”. وأضاف بيسكوف: “لن أقدر على تحديد هذه الدول وأعتقد أنه يجب على الجميع أن ينتظروا عقد هذا المؤتمر “أوبك+” هذا الأسبوع”.
وكانت المملكة العربية السعودية من جانبها، قد دعت إلى اجتماع طارئ لدول “أوبك +” من أجل إيجاد حل لأزمة أسعار النفط العالمية، وأشارت السعودية إلى أن “هذه الدعوة تأتي في إطار سعي المملكة لدعم الاقتصاد العالمي في هذا الظرف الاستثنائي ، وتقديرا لطلب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب وطلب الأصدقاء في الولايات المتحدة”.
في حين ذكرت وزارة الطاقة الأمريكية أول أمس، أن الخلاف الحالي بين السعودية وروسيا على الحصص بسوق النفط العالمية له “تداعيات كبيرة” على الولايات المتحدة والعالم بأسره، مبرزة أهمية التوافق بين البلدان من اجل خفض حصص انتاج النفط لدعم اسعار الخام ، حسبما أوردته وكالة “رويترز”.
وصرح وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت لشبكة “فوكس بيزنس” إنه بعد حديثه إلى وزيري الطاقة السعودي والروسي يأمل “أن ينهي البلدان حربهما على الحصص بسوق النفط الأسبوع الجاري”.
وأضاف برويليت في نفس السياق، إن الولايات المتحدة تشجع السعودية، رئيس مجموعة العشرين هذا العام، على عقد اجتماع لوزراء طاقة المجموعة قُرب نهاية الأسبوع.
وأوضحت وزارة الطاقة الامريكية أن “النزاع” السعودي الروسي على الحصص بسوق النفط العالمية له “تداعيات كبيرة” على الولايات المتحدة والعالم، وهذا يعني -تضيف وزارة الطاقة الأمريكية- أن انخفاض مستمر لسعر النفط سوف يضر بعدد كبير من منتجي النفط الصخري ذوي المديونات العالية الذين هم مهددون بالإفلاس والعاملين بالقطاع قد يفقدوا وظائفهم.
وفي هذا الشأن قالت الوزارة إن وزيري الطاقة الأمريكي والسعودي اتفقا على مواصلة التباحث بخصوص أسواق النفط العالمية أثناء اجتماع لمجموعة العشرين في المستقبل القريب”.
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / الخبير الإقتصادي، أحمد طرطار لـ"الجزائر"::
“نتوقع تعافي أسعار النفط بعد اجتماع أوبك+ هذا الخميس”
“نتوقع تعافي أسعار النفط بعد اجتماع أوبك+ هذا الخميس”