الأحد , نوفمبر 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / دعوا إلى مواصلة التعاطي باحترافية مع الأزمة، خبراء الاتصال::
“نلمس انخراطا لوسائل الإعلام الوطنية في جهود مكافحة كورونا”

دعوا إلى مواصلة التعاطي باحترافية مع الأزمة، خبراء الاتصال::
“نلمس انخراطا لوسائل الإعلام الوطنية في جهود مكافحة كورونا”

يؤكد خبراء في علوم الاتصال والإعلام على الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام في المساهمة في إدارة وتسيير أزمة “كورونا”، من خلال تنوير الرأي العام بالمعلومة الصحيحة والدقيقة، ونشر الوعي، وأشاروا إلى أن هناك انخراط واضح لوسائل الاعلام في الجهود الوطنية الحثيثة المبذولة لمكافحة وباء “كوفيد 19″، حيث شددوا على ضرورة أن يكون الاعلام عنصرا مساعدا لهذه الجهود، لا أن يكون عنصر أزمة يضاف إلى الجائحة.

تلعب وسائل الاعلام دورا جوهريا في إدارة الأزمات، من خلال توفير المعلومة الصحيحة وتوجيه الرأي العام نحو الحقيقة للمساعدة على تنويره وطمأنته من جهة، ومساعدة السلطات على تخطي الأزمات التي تواجهها من جهة أخرى، وقد بذلت وسائل الاعلام الوطنية بمختلف أنواعها مجهودات كبيرة خلال الأزمة التي تعيشها البلاد جراء انتشار فيروس كرونا، من خلال بحثها عن المعلومة الصحيحة من مصدرها ومحاربة الإشاعات التي خلفت هلعا، وعملت على إعلام الرأي بكل الإجراءات المتخذة والوقائية خطوة بخطوة، كما كانت لها مساهمات في زيادة التوعية من خلال بث ونشر الاستشارات الطبية وأراء الخبراء والمختصين، ورغم بعض الانتقادات التي طالت كيفية تعاطيها مع الأزمة في بدايتها، والتي كانت بسبب “فجائية” هذه الأخيرة، حيث لم يكن أحد يتوقع أن يكون هذا الفيروس بهذه الشراسة والرعب، إلا أنها تمكنت بسرعة وبفضل إمداد القنوات الرسمية لها بالمعلومة الصحيحة والتواصل اليومي مع الهيئات المعنية بمتابعة الوضع الصحي، من التحكم في المعلومة وتنوير الرأي العام بمهنية، وقد شدد خبراء في الاعلام على ضرورة أن تواصل وسائل الاعلام القيام بدورها باحترافية دون تهويل، وأن تكون أداة ربط بين المختصين والمواطن، وأن لا تتحول إلى مصدر أزمة تضاف إلى أزمة الجائحة، بنشر معلومات قد تحتوي مغالطات أو تهويل ووجب عليها أن تكون عنصرا مساعدا للجهود الوطنية في مكافحة الوباء.

زغلامي: “على وسائل الاعلام أن تبقى متقيدة بالاحترافية في التعامل مع الأزمة الصحية”
وفي هذا الصدد، يقول أستاذ الإعلام والإتصال بجامعة الجزائر 3، العيد زغلامي في تصريح لـ”الجزائر”، أنه في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد وكغيرها من بلدان العالم، جراء انتشار فيروس “كورونا”، وجب على وسائل الاعلام الوطنية، سواء كانت عمومية أو خاصة أن تكون في غاية الاحترافية، لأن هذا الظرف “استثنائي وجد حساس وصعب للغاية”، ويجب أن “تلعب دورها بكل مهنية وأن لا تتحول إلى مصدر لأزمة إضافية تضاف إلى أزمة الجائحة كوفيد –19″، وتابع زغلامي أن الأساس اليوم هو أن تمتثل وسائل الإعلام لقواعد الاعلام والقيم الإنسانية والمهنية، وأن تستقي المعلومات من مصدرها.
وأضاف أستاذ الإعلام و الإتصال، أن أي وسيلة إعلام وجب أن تفتح أبوابها وقنواتها إلى أهل الاختصاص في الميادين سواء في الطب، باحثين في علم الأوبئة، اخصائيين اجتماعيين ونفسانيين وغيرهم، لتكون بذلك صلة الربط بين هؤلاء المختصين والمواطنين الذين ينتظرون كل جديد حول هذا الوباء.
وأضاف الأستاذ زغلامي، أنه “يجب على الاعلام تسليط الضوء على الأسئلة التي تطرح ومحاولة البحث على الإجابة عنها”، فمثلا-يقول- هناك أسئلة تطرح حول المنحنى التصاعدي –الجزئي- لفيروس كورونا، ولذلك حسب الخبير في الإعلام والإتصال التطرق الى الأسباب، هل تتعلق بعدم احترام المواطنين للحجر الصحي المنزلي مثلا، أم أنهم لا يحترمون إجراءات الوقاية الأخرى، أم أن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة وجب تعزيزها بأخرى ؟؟، أم أن هناك أسباب أخرى ؟؟.
وأكد المتحدث في السياق ذاته، أنه “لا بد من التدقيق في مثل هذه المسائل من قبل وسائل الإعلام، للتمكن من إيجاد حلول أو إجراءات” أخرى يقول زغلامي، الذي أضاف أن دور وسائل الإعلام يتمثل في تحصيل المعلومة الصحيحة من أهل الإختصاص.
كما اقترح المتحدث ذاته، على وسائل الإعلام البحث أكثر مع المختصين في ربما العوامل التي تؤدي إلى هذا المنحنى التصاعدي، إن كانت للظروف الاجتماعية للعائلات دور في هذا الجانب، أو الثقافية من غياب الوعي، مؤكدا أن المجتمع بحاجة إلى أن تسلط وسائل الاعلام الضوء على هذه النقاط.
ويرى زغلامي أن وسائل الاعلام “تقوم بمجهودات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين وإقناعهم بالإجراءات التي تقوم بها السلطة، وإرشادهم حول الإحتياطات الواجب اتباعها لحماية أنفسهم وغيرهم”، مبرزا أنه من المفروض أن كل وسائل الإعلام “تتجند لإقناع المواطنين”، وكما يرى أن وسائل الإعلام بكل أنواعها سواء من قنوات تلفزيونية، أو إذاعة، أو صحافة مكتوبة أو الإلكترونية، تبذل مجهودات، كل حسب ظروفه وإمكانياته، وعلى العموم فالأزمة الحالية جراء هذه الجائحة هي أزمة خانقة في العالم أجمع وليس في الجزائر فحسب، فعلى هذه الوسائل تسخير كل طاقاتها البشرية وتسخير الإمكانيات المتاحة للمساهمة في حل هذه الأزمة.
وأكد زغلامي على أهمية أن تدمج وسائل الاعلام ضمن استراتيجيتها العمل بوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأخرى، لمحاربة الاشاعات والأخبار التي تضخها وسائل التواصل الإجتماعي، وقال إنه وجب على وسائل الإعلام استخدام الأدوات نفسها التي تستعمل منصات التواصل الاجتماعي لمحاربة الإعلام الكاذب وأن لا تقتصر في المنهج التقليدي الذي اعتدنا عليه، وهذا حتى تضمن بدورها تواجد أكبر على هذه المنصات والوسائط وتتمكن من إقناع أكبر عدد من المواطنين في مختلف مناطق الوطن سواء بالمناطق النائية أو الريفية أو المدن، بإعطاء المعلومة الصحيحة وتكذيب الخاطئة وتنوير الرأي العام.

ربيج: “هناك وعي ومسؤولية تحلت بهما وسائل الاعلام في معالجة الأزمة الصحية”
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالمدرسة العليا للعلوم بالجزائر، علي ربيج، في تصريح لـ”الجزائر”، أن “العملية الاتصالية هي من بين أدوات إدارة الأزمات، والجزائر اليوم كغيرها من دول العالم تعيش أزمة جراء تفشي فيروس كورونا، فإذا ما ركزنا على العملية الاتصالية في إدارة هذه الأزمة، سنجد أنه من الجانب الرسمي، أي ما تعلق بمؤسسات الدولة وقطاعاتها، وحتى رئاسة الجمهورية، فنلاحظ أن هناك جهد مغاير عما كنا نعهده في الأزمات في العهد السابق، فاليوم نلاحظ وجود إعلام وجانب اتصالي، في حين سابقا كان هناك خلل في تسيير الأزمات في هذا الجانب- الإتصالي”.
وأوضح المتحدث ذاته، أنه بالنسبة لإدارة أزمة “كورونا” من الجانب الإتصالي للمؤسسات الرسمية هناك “شبه تركيز يمر عبر وسائل الإعلام”، وأشار إلى الندوة الصحفية التي تباشرها يوميا لجنة متابعة ورصد فيروس “كورونا” التي يشرف عليها خبراء ومختصين، ومتابعات وتصريحات وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر، واعتبر أن هناك من ناحية المؤسسات الرسمية تحسن في العملية الاتصالية والإعلامية.
وعن دور وسائل الاعلام في إدارة الأزمة الحالية-الوباء- فيرى الأستاذ ربيج، أن هنا الأمر مرتبط أكثر بما يسمى الإعلام الجواري التوجيهي، حيث ينتظر خلال الأزمات أن تلعب وسائل الإعلام دور مع المؤسسات لتخطي الأزمة، ولاحظنا-يقول المتحدث ذاته- أنه “لوسائل الإعلام الثقيلة وعي ومسؤولية وحضور من خلال الإعلانات، والانخراط الواضح أيضا من قبل مختلف وسائل الإعلام الأخرى في هذه الحملة الشرسة ضد الفيروس”.
وإن كان هناك اختلال أو تقصير من قبل وسائل الإعلام في المساهمة في معالجة الأزمة، قال ربيج “نقول ربما نعم، لكن لا ننسى أن الأزمة فجائية ولم يكن أحد يتوقع أن يكون هذا الفيروس بهذه الشراسة والرعب، وهذا ليس في الجزائر فحسب إنما في مختلف دول العالم”، وقال إنه في البداية “كان هناك خلل وراجت معلومات خاطئة بسبب التأخر، وحتى القنوات الرسمية-المؤسسات- لم تكن تدرك حجم خطورة الفيروس وهذا على المستوى العالمي ككل، لذلك كانت بعض وسائل الاعلام تعتمد على المعلومات المستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي وهذا أكبر خطا قد يساهم في ديمومة الأزمة وليس معالجتها”.
وعن المادة الإعلامية التي تقدم اليوم لمواجهة “كورونا”، قال المحلل السياسي، إنه “لوحظ خلال الحجر الصحي المنزلي أن أول مشكلة تواجه المادة الإعلامية هو نقص تدفق الإنترنت، فأغلب القنوات تفتح مع الخبراء والمختصين اتصالات عبر “سكايب” أو غيره لتواجه بعدها مشكل التدفق الضعيف للإنترنت ما يضعف هذه المادة الإعلامية المقدمة”، كما اعتبر ربيج أن ما تقوم به وسائل الإعلام حاليا في هذه الفترة ورغم أنها مبادرات تشكر عليها، إلا أنها “لم ترق إلى المستوى المتوقع في مثل هذه الأزمات”، وأشار إلى البرامج التي تركز عليها خاصة بعض القنوات التلفزيونية والتي بدلا أن تركز في برامجها على موضوع الساعة والذي هو كيفية مواجهة كورونا”، والإجراءات التي تكون جديدة للوقاية منها، لجأت إلى برامج الترفيه بحثا عن تسلية المواطن الموجود في الحجر الصحي بالمنزل، وأصبح هناك تنافس بين هذه الوسائل الإعلامية على مثل هذه البرامج على حساب موضوع الساعة.
كما تطرق أستاذ العلوم السياسية إلى المنافسة الشرسة التي تشكلها أيضا وسائط التواصل الاجتماعي بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية، في ظل استفحال ظاهرة ما يسمى “المواطن الصحفي”، غير أن هذه الوسائل-وسائط التواصل الاجتماعي- ورغم المادة الإعلامية التي تقدمها وسرعة انتشارها، إلا أنها “تحمل مغالطات، ما يستوجب على وسائل الإعلام محاربة المعلومة الخاطئة بالمعلومة الصحيحة”.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super