ألقى فيروس “كورونا” بظلاله على التظاهرات الوطنية والعلمية والرياضية وغيرها والتي تقرر تأجيلها بسبب إجراءات الحجر الصحي، للتمكن من محاصرة هذه الجائحة، ويحتفي العمال لهذا العام بعيدهم العالمي “عن بعد” عبر منصات التواصل الإجتماعي من خلال ندوات أو محاضرات بالنظر للظرف الحالي والذي فرض عدم تنظيم مسيرات وملتقيات وتكريمات ووقفات احتفالية وحتى احتجاجية للمطالبة بتحسين ظروفهم .
لأول مرة ..العمال يواصلون نشاطهم في الحجر الصحي
فرضت إجراءات الحجر الصحي المتخذة من قبل الدولة لمجابهة فيروس “كورونا” ومنع انتشاره واقعا جديدا لدى الجزائريين، حيث تعايشوا مع “الحجر المنزلي” الطوعي وراحوا يسيرون أمورهم وأعمالهم عبر شبكات الإنترنت، ويرى متتبعون أن التوجه للرقمنة “حتمية” تفرض نفسها في الوقت الراهن، هذا ويصادف تاريخ الـ1 ماي اليوم العلمي للعمال والذي سيحتفلون به لأول مرة في “الحجر الصحي”.
وستغيب الندوات والمحاضرات والوقفات الإحتفالية أو الإحتجاجية والتكريمات لأبرز الوجوه “العمالية” والتي ناضل أغلبها في سبيل النهوض بالإقتصاد الوطني عن احتفالات عيد الشغل لأول مرة بسبب “كورونا”، وينتظر أن يحيي العمال عيدهم العالمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالنظر للظرف الحالي الذي تعيشه الجزائر.
المركزية النقابية: “مشاورات لتقييم الوضع الإقتصادي والإجتماعي”
وفي إطار المشاورات القطاعية التي أطلقتها الحكومة للتمكن من مجابهة الأزمة الصحية التي ضربت العديد من القطاعات، كشف الأمين العام للمركزية النقابية، لعباطشة سليم، عن انطلاق مشاورات مع رؤساء المؤسسات وأرباب العمل والحكومة لتقييم تداعيات أزمة وباء “كورونا” على الجانب الاقتصادي والاجتماعي، مضيفا أن هذه المشاورات “تمخضت عن تأجيل دفع الضرائب والقروض بالنسبة للمؤسسات”، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على المؤسسات وعلى قدرتها على دفع أجور العمال، ومقترحا إعادة النظر في نسب الفوائد بالنسبة للقروض البنكية.
وقال لعباطشة بمناسبة اليوم العالمي للعمال إن “الاحتفالات هذا العام باليوم العالمي للعمال تأتي في ظرف استثنائي تتعذر معه التجمعات وهو ما دفع بالمركزية النقابية إلى إقرار تعليمات للاكتفاء بالمنشورات والمشاورات حول الوضع العام”، مضيفا لدى حلوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى أن المركزية “باشرت مشاورات لا مركزية مع الحكومة وأرباب العمل لتقييم انعكاسات الوباء العالمي على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر”، مقللا في الوقت ذاته، من تداعياته على الجزائر لما تتسم به التوجهات الاجتماعية للدولة الجزائرية من صمام أمان ضد الانعكاسات الكبيرة كتسريح العمال وإيقاف الرواتب، مضيفا أن المشاورات “تسعى إلى مساعدة المؤسسات التي تأثرت بشكل كبير”، مشيرا إلى الإجراءات التي أقرتها الحكومة حول تأجيل دفع الضرائب والقروض دون أن يترتب على ذلك عقوبات مالية تجاه المؤسسسات.
“لحد الآن.. لا يوجد تسريح للعمال في الجزائر”
فيما أكدت المركزية النقابية أنه لم يتم تسريح العمال بسبب تداعيات الأزمة الصحية، وقال لعباطشة في هذا الشأن: “لحد الآن لا يوجد تسريح عمال في الجزائر”، كاشفا عن فتح ورشات مع المؤسسات في القطاعين العمومي والخاص لحماية المؤسسات الوطنية وإرجاعها إلى نشاطها الطبيعي بعد أزمة كورونا، وأضاف أن الاجتماع الثلاثي بين أرباب العمل والمركزية والحكومة “خرج هذا العام من طابعه المركزي وتحول إلى مشاورات تبدأ من القاعدة عبر تشخيص وتقييم الوضع وتقديم مقترحات من قبل رؤساء المؤسسات والفروع النقابية لترفع للحكومة”.
خديجة قدوار