الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / المؤرخ الفرنسي، أوليفيي لوكور غراندميزون::
“فرنسا تأخرت في الإعتراف بالجرائم التي اقترفتها في الجزائر”

المؤرخ الفرنسي، أوليفيي لوكور غراندميزون::
“فرنسا تأخرت في الإعتراف بالجرائم التي اقترفتها في الجزائر”

قال المؤرخ الفرنسي أوليفيي لوكور غراندميزون، أن صمت السلطات الفرنسية، تجاه المجازر التي تعرض لها مئات الآلاف من الجزائريين سنة 1945 و كذلك خلال الثورة التحريرية ما بين 1954 و1962، أمر “مؤسف”، واعتبر أن فتح جميع الأرشيف وإنشاء مكان للذاكرة خاص بالضحايا “مطالب به”، ويرى أنه بمقارنة فرنسا بالمستعمرين السابقين الذين اعترفوا بالجرائم التي اقترفت في مستعمراتهم، فهي “متأخرة”.
وتأسف المؤرخ الفرنسي المختص في مسائل “المواطنة إبان الثورة الفرنسية” والمسائل ذات الصلة بالتاريخ الاستعماري، تزامنا مع احياء الجزائر الذكرى الـ 75 لمجازر 8 ماي 1945، في مقال نشر على مدونته تحت عنوان “الصمت الفرنسي حيال تلك المجازر” ، التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية، لصمت سلطات بلاده، وقال إن “ذرية أولئك الضحايا لا زالوا ينتظرون اعتراف فرنسا بتلك الجرائم”، وأوضح في ذات الصدد، أنه لا “فرانسوا هولاند -رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق، ولا حتى ايمانويل ماكرون –الرئيس الفرنسي الحالي- التزما بهذا النهج”، وذكر أن ماكرون كان قد صرح خلال زيارته للجزائر كمرشح للانتخابات الرئاسية في فيفري 2017، على قناة تلفزيونية جزائرية خاصة، بأن “الاستعمار كان جريمة ضد الإنسانية”.
وأشار المؤرخ أن ماكرون، قد أقر في سنة 2018 بأن عالم الرياضيات الشاب والمناضل في الحزب الشيوعي الجزائري، موريس أودان “قد مات 1957 تحت التعذيب، جراء النظام الذي طبقته فرنسا في الجزائر”، معربا عن أسفه لكون “هذا الاعتراف الهام لم يتبع بأي عمل آخر” من قبل ماكرون.
واعتبر في هذا الصدد، أن الأمر يتعلق بـ”خطة تكتيكية كلاسيكية” تتمثل في “التنازل عن نقطة واحدة للحفاظ على الأساسيات بشكل أفضل”، وذكر بأن المجلس المحلي بباريس قد صادق في 2015 بالإجماع على وثيقة، تنص على أن مجازر سطيف وقالمة وخراطة تعتبر “جرائم حرب” و”جرائم دولة”.
وتابع ذات المؤرخ قوله، أن فتح جميع الأرشيف وإنشاء مكان للذاكرة خاص بالضحايا “أمر مطالب به”، مشيرا إلى أنه تم وضع لوحة تذكارية بمدينة مرسيليا تذكر بما حصل في الجزائر، في شهر جويلية 2014، وتدشين ساحة 8 ماي 1945 بمدينة غيفورز بفضل مثابرة منتخبة بالمجلس المحلي آمال قصة.
وتابع لو كور غراندميزون، أن هناك “تقدما ملموسا وشجاعا من جهة، وانعداما للإرادة والمضي في الإنكار والازدراء من جهة ثانية”، وأضاف المختص في التاريخ، أن سفير فرنسا بالجزائر هوبير كولين دي فارديار، كان قد تحدث سنة 2005 بسطيف، عن “مأساة لا تُغتفر”، ثم خلفه برنار باجولي الذي أكد خلال زيارة إلى قالمة، بعد ثلاثة سنوات، على “المسؤولية الكبرى للسلطات الفرنسية لتلك الفترة، في “اهتياج الجنون القاتل” الذي خلف “آلاف الضحايا الأبرياء”.
كما أكد مستشهدا بتصريحات برنار باجولي، أن “تلك المجازر تعتبر إهانة للمبادئ المؤسسة للجمهورية الفرنسية”، و”قد لطخت تاريخها بوصمة لا تمحى”، وأضاف أنه “من حينها لم يصدر أي تصريح من السلطات الفرنسية العليا، يؤكد تلك التصريحات”.
في السياق ذاته، وفي معرض مقارنته فرنسا بالمستعمرين السابقين الذين اعترفوا بالجرائم التي اقترفت في مستعمراتهم، أكد المصدر نفسه أن فرنسا “متأخرة”، مشيرا خاصة إلى ألمانيا بسبب “الإبادة الجماعية سنة 1904 لقبائل هيريرو وناماس في الأراضي الجنوبية الغربية من إفريقيا -ناميبيا حاليا- وبريطانيا بالنسبة للمجازر التي اقترفت من أجل القضاء على ثورة قبائل الماو ماو بكينيا، خلال سنوات 1950.
رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super