أعطى وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، إبراهيم بومزار أمس، إشارة انطلاق مشروع نموذجي لتعميم تكنولوجيا الألياف البصرية إلى المنزل التي تعرف بـ FTTH بولاية الجزائر العاصمة بهدف ضمان نوعية تدفق الانترنت واستقراره.
وعقب اختتام مراسم انطلاق أشغال توزيع الألياف البصرية بشارع العربي بن مهيدي، أكد السيد بومزار في تصريح له “لقد أقدمنا فعليا على إطلاق مشروع عصرنة الإرسال متعدد بتقسيم الزمن أو TDM بالجزائر العاصمة، بالنظر لطبيعة هذه الشبكة القديمة والمهترئة، وهو مشروع تجريبي يتمثل في استبدال إرسال الـ TDM بتكنولوجيا الألياف FTTH التي تضمن تدفقا حقيقيا يبلغ 100 ميغا”.
وأبرز الوزير في خرجته الميدانية رفقة المدير العام لاتصالات الجزائر، منير جواهر، أن شبكة الهاتف والانترنت لا تزال تستعمل الألياف النحاسية بالجزائر العاصمة وهو ناقل “لا يمكنه ضمان تدفق مستقر للإنترنت”.
لذا، يضيف الوزير، فإن “معالجة هذا الوضع اقتضت منا اقتناء أجهزة مقسمة الخط البصري أو OLT جديدة والتي بإمكانها إيصال آلاف المشتركين بألياف الـ FTTH، على اعتبار أن هذه التكنولوجيا هي واحدة من التقنيات الأكثر نجاحا التي تضمن استقرار الاتصال بشبكة الانترنت لأنها تتوفر على تدفقات أكثر سرعة وتفسح المجال لاستعمالات جديدة للانترنت والوسائط المتعددة والخدمات المتصلة، وذلك بفضل تدفقات تفوق تدفقات الخط المشترك الرقمي غير المتناظر أو ADSL.
وبهذا الصدد، أكد المسؤول الأول عن القطاع أنه “سيستفيد من تقنية الألياف البصرية FTTH أكثر من 320.000 بيتا في ولاية الجزائر من بين المتصلين بنظام الألياف النحاسية القديم”.
واستطرد يقول “سنتمكن بفضل القدرات الهامة لمحطات الخط البصري، من تغطية 256 منطقة بيضاء بالجزائر العاصمة (مناطق غير مغطاة حاليا بالهاتف والانترنت)”.
وأوضح بومزار أن أشغال نشر الألياف البصرية قد بدأت أولا على مستوى شارع العربي بن مهيدي “لأن هذه المنطقة، كما يقول، مزودة بالشبكة السلكية النحاسية التي تعد أقدم شبكة بالعاصمة ب17.962 مشترك”. وسيمس مشروع العصرنة هذا أيضا شرق الجزائر العاصمة حتى الرغاية وغرب العاصمة بما فيها المدينة الجديدة سيدي عبد الله وأولاد فايت، اللتان لم تستفيدا بعد من الانترنت.
وبالنسبة للجزائر الوسطى، سيخص مشروع عصرنة شبكة الإرسال المتعدد “17 موقعا على مستوى كل من بئر توتة وبئر خادم وبن مهيدي وبئر مراد رايس وحيدرة ومصطفى وعين النعجة بمجموع 56.717 منفذ”.
وطمأن الوزير أنه “قبل نهاية سنة 2020، سيلمس مواطنو العاصمة أولى نتائج هذه العملية الرامية إلى توفير تدفق عالٍ ومستقر بأفضل جودة خدمات”.كما أشار إلى أن هذه العملية ستطلق في مرحلة ثانية بولاية قسنطينة قبل تعميمها فيما بعد على باقي الولايات.
وأكد بومزار في هذا الصدد بقوله “أعطيت تعليمات لنشر الألياف البصرية في كل أقطار الجزائر. فمن الناحية الاقتصادية، يعتبر هذا الاستثمار على المديين المتوسط والطويل أقل تكلفة وأكثر ربحا”.