كشف رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي أن مسودة تعديل الدستور التي أفرجت عنها رئاسة الجمهورية الخميس الماضي، تضمنت العديد من المقترحات الإيجابية التي كانت تشكيلته السياسية قد طالبت بها، غير أنها لم تجد لها آذانا صاغية في العهد السابق، داعيا إلى ضرورة التعامل الإيجابي مع هذه الوثيقة، لكن جيلالي سفيان استطرد ليقول أنها “حملت معها بعض النقائص والتي ستكون ضمن المقترحات التي سيقدمها الحزب حيث ستعكف عليها اللجنة القانونية لجيل جديد”.
وقال سفيان جيلالي في تصريح لـ”الجزائر”: “استلمنا مسودة تعديل الدستور وسيفتح نقاش كبير حولها بغرض الخروج بمقترحات الحزب، حيث قدمنا هذه المسودة للجنة القانونية للحزب المكونة من خبراء في القانون وغيرهم من إطارات الحزب بتقديم موقفنا النهائي من هذه الأخيرة مع صياغة مقترحات جيل جديد وفي انتظار ذلك قراءتنا الأولية للمسودة أنها إيجابية وضمت العديد من المقترحات التي طالبنا بها وسجلنا تقدما وتعزيزا للحقوق والحريات ولاحظنا إعادة النظر في مسألة التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية”.
وأشار جيلالي سفيان في معرض حديثه: “من الأمور الإيجابية أيضا تقليص إمكانية التشريع لرئيس الجمهورية عكس ما كان معمولا به في العهد السابق ودسترة الهيئة المستقلة للإنتخابات وتحرير القضاة من قبضة السلطة التنفيذية والدستور هو لبنة من اللبنات الأساسية لبناء دولة القانون”.
وأشار ذات المتحدث إلى أنه رغم هذه الإيجابيات التي حملتها مسودة الدستور غير أن هناك بعض النقائص لكنه رفض الخوض فيها في الوقت الراهن مفضلا إدراجها في جملة المقترحات التي سيقوم “جيل جديد” بصياغتها بعد دراسة معمقة ومستفيضة للمسودة التي وزعتها رئاسة الجمهورية على الأحزاب السياسية، وذكر في هذا الصدد: “مسودة تعديل الدستور تضمنت نقائصا أيضا وهو الأمر الذي سنقدمه في مقترحاتنا بعد دراستنا المعمقة للوثيقة غير أننا ندعو للتعامل بإيجابية مع هذه المسودة لاسيما وأن التعديل الدستوري يأتي في ظل مرحلة جديدة تعيشها الجزائر”.
“جيل جديد” طلّق المعارضة الراديكالية
وردا على الانتقادات التي وجهت للحزب في الآونة الأخيرة، بالتراجع عن نهج المعارضة بعد مواقفه الأخيرة أبرز سفيان جيلالي أن حزبه “لا يزال في خط المعارضة” غير أنه طلق “المعارضة الراديكالية” المعروفة بانتقاداتها ورفضها لكل شيء، مؤكدا في السياق ذاته، أن النظام السابق انتهى والجزائر تعيش مرحلة جديدة بسطت فيها السلطة للحوار وأبدت نيتها في الذهاب لبناء الجزائر الجديدة وهناك العديد من المؤشرات التي تدعونا للمساهمة والمشاركة ومادامت البيئة متوفرة ووفق قناعاتنا وتوجهاتنا فلماذا نظل في سياسة الرفض، مضيفا في السياق ذاته، “نحن لم نطلق المعارضة ومواقفنا الأخيرة ما هي إلا تكيف مع مستجدات المرحلة التي نعيشها اليوم والتي ساد فيها الحوار وتوفرت فيها شروط المشاركة.. نحن طلقنا المعارضة الراديكالية التي تبنيناها في عهد النظام السابق والتي كانت مواتية لتلك المرحلة التي غاب فيها الحوار وإشراك الجميع في صنع القرار السياسي والإجماع والتوافق ما دفعنا لانتقاد ما يجب انتقاده والرفع من سقف المطالب لبناء دولة القانون التي كان يحلم بها الجزائريون غير أن التضييق وسياسة تكميم الأفواه كانت فارضة نفسها بقوة”.
زينب بن عزوز