دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأسرة الجامعية لعودة النشاطات البيداغوجية حضوريا في الأسبوع الثالث من شهر أوت المقبل في حال تحسنت الوضعية الصحية في البلاد.
وأوضحت الوزارة الوصية في تعليمية تحوز عليها “الجزائر” أن “الوضعية الصحية التي تمر بها البلاد فرضت على الأسرة الجامعية والمؤسسات التعليمية التعليق المؤقت للنشاطات البيداغوجية حضوريا في مؤسسات التعليم والتكوين العاليين”، وشددت الوزارة على إكمال المسار التعليمي عن بعد، مشيرة أنه على إثر ذلك “تم اللجوء لمواصلة التعليم عن بعد وذلك عبر منصات بيداغوجية مخصصة بالإضافة الى وسائل رقمية للاتصال”.
وأكدت الوزارة أن الأساتذة “ساهموا في دعم هذا الاختيار واللجوء إلى التعليم الالكتروني والانخراط التدريجي للطلبة في هذا النمط التعليمي الجديد، والمساهمة في استمرارية النشاطات البيداغوجية لمؤسسات التعليم والتكوين العاليين”، مشددة أنه “يجب تدعيم هذا الجهد بغرض اختتام السنة الجامعية 2019-2020، في ظروف مقبولة في كنف احترام المعايير البيداغوجية ومراعاة الوضعية الصحية الاستثنائية التي تعيشها البلاد”.
وفي هذا الصدد، أوضحت وزارة التعليم العالي أن للفرق البيداغوجي والمجالس العلمية دورا محوريا في التنسيق والمتابعة البيداغوجية، وكذا المصادقة على محتوى التعليم المنجز، ونظرا لتأجيل الدخول الجامعي المقبل لنهاية شهر أكتوبر، بالنسبة لطلبة السنة الثانية فما فوق وإلى منتصف شهر نوفمبر 2020 بالنسبة لحاملي شهادة البكالوريا الجدد لا يمنع من مواصلة التعليم عن بعد رفقة الأساتذة الأكفاء الذين يعملون بجهد لكمال عملهم النبيل.
وأوضحت الوزارة الوصية أن التأجيل حسب ما تقرر في اجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم 10 من ماي المنصرم، لا يمنع رؤساء المؤسسات الجامعية التنسيق مع الفرق البيداغوجية عبر الخط والتي شرع فيها في العديد من المؤسسات الجامعية في مختلف ولايات الوطن، وألحت وزارة التعليم العالي على تعزيزها أكثر في انتظار العودة الى نمط التعليم الحضوري بمجرد تحسن الوضعية الصحية.
وبهذا الصدد، أشارت الوزارة الوصية إلى إمكانية عودة النشاطات البيداغوجية حضوريا في الأسبوع الثالث من شهر أوت 2020، موضحة بذلك أن اختتام السنة الجامعية 2019-2020 تكون في أواخر شهر أكتوبر 2020، على أقصى تقدير، وشدد المصدر ذاته، في ذات التعليمة، أنه يجب أن يتم بعد انجاز البرامج البيداغوجية وضمان الاختبارات التقييمية المعتادة التئام لجان لمداولات نهاية السنة.
من جهة أخرى، ذكرت تعليمة وزارة التعليم العالي بأن مناقشات مذكرات التخرج يجب أن تتم خلال شهر جوان وسبتمبر 2020 كأقصى حد، موضحة بالنسبة لأطروحات الدكتوراه والتأهيل الجامعي أنه يمكن تنظيم مناقشاتها باستمرار كلما اقتضى الأمر، وذلك بمراعاة التدابير الوقائية ومراعاة التباعد الاجتماعي في كل الحالات، كما أشارت تعليمة وزارة التعليم العالي أنه بغرض تحفيز الطلبة لمناقشة رسائلهم باللغة الانجليزية، يجدرتقديم ملخص لأبحاثهم في بضع صفحات باللغة الانجليزية.
هذا ويجدر الذكر، أن الوزارة الوصية أعلنت من أجل تبسيط اجراءات المناقشة، أنه يمكن للطلبة إرسال النسخة النهائية بصيغة الكترونية إلى الأستاذ المشرف ليتولى بدوره تحويلها الى المسؤولين البيداغوجين المكلفين بتحضير اجراءات المناقشة على مستوى الأقسام تشكيل اللجان، وكذا إرسال النسخ إلى أعضاء لجان المناقشة، واستلام التقارير وبرمجة المناقشات وغيرها من الاجراءات البيداغوجية، على أن يتم تقديم النسخ الورقية من المذكرات بعد المناقشة وهذا على أمل عودة أعمال الطباعة والتوريق والتجليد إلى النشاط من جديد بعد تحسن الوضعية الصحية في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم اجراءات المناقشة يقتضي من الأسرة الجامعية الالتزام بإجراءات الوقاية والاحتراز، كما جاء في مضمون مراسلة وزارة التعليم العالي حول مناقشات دون حضور الجمهور وضمان التباعد بين الأفراد وغيرها من التدابير الصحية، فضلا عن نصائح وإرشادات الأطباء وخبراء الصحة من غسل الأيدي باستمرار وتجنب المصافحة وارتداء الكمامات وغيرها.
وفي سياق متصل، شددت وزارة التعليم العالي بأن الظروف الحساسة التي تمر بها الجامعة الجزائرية على غرار باقي النشاطات الأخرى بفعل جائحة كورونا، لا يجب أن تمنع من الحرص على تقديم أعمال راقية تحترم مختلف الجوانب الشكلية والمنهجية والعلمية وفق المعايير المتعارف عليها في الجامعات والمعاهد.
كما أضافت وزارة التعليم العالي في مراسلة موجهة إلى رؤساء الندوات الجهوية للجامعات وبالاتصال مع مدراء المؤسسات الجامعية، أن عملية مناقشة المذكرات والأطروحات بالنسبة لطلبة الماستر والدكتوراه، تخص مجموعة من الشروط أبرزها إجبارية تواجد الطالب واللجنة المناقشة داخل المؤسسات الجامعية على أن تتم العملية دون جمهور، كما أكد المسؤولون في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي أن ارتداء القفازات والكمامات أيضا مفروض.
وشددت الوزارة الوصية في مراسلاتها من أجل الحرص على ضمان مناقشة متوازنة ومكتملة للطلبة رغم الظروف الحالية من تعليمات موجهة لرؤساء الجامعات تتضمن التكفل الجيد بهذه الفئة تفاديا لانتشار فيروس “كورونا” وعملا على استكمال المسار الدراسي للطلبة على مستوى المؤسسات الجامعية.
عراقيل تحول دون مناقشة المذكرات
من جهة أخرى، أكد الكثير من الطلبة من مختلف الجامعات أن هناك عراقيل تحول دون مناقشة المذكرات في آجالها المحددة، حيث وجد الطلبة صعوبة في اقتناء المعلومات والرصيد الكافي لإكمال مذكراتهم، خصوصا وأن المكتبات مغلقة بسبب الحجر الصحي.
وأشار الطلبة إلى عدم نجاعة التعليم عن بعد وغياب المكتبة الرقمية الالكترونية التي تتيح للطلبة الحصول على الرصيد المعرفي الكافي، وكذا عدم توفر وسائل النقل لتنقل الطلبة إلى المؤسسات الجامعية فضلا عن غياب خدمات الإقامات الجامعية المغلقة، والتي فتحت في الأسبوع الفارط، من أجل أن يسترجع الطلبة لوازمهم الخاصة التي كانت محجوزة في الإقامات الجامعية.
واستنجد الطلبة على لسان منظمات الطلابية بالوزارة الوصية، مؤكدين لهذه الأخيرة عدم نجاعة التعليم عن بعد بسبب عدم خضوع محتوى المنصات الإلكترونية للرقابة من طرف لجنة فريق التكوين، وضعف تدفق شبكة الإنترنيت، وعدم وجود محتوى خاص بالطلبة المقبلين على التخرج، كما تعجب الطلبة من كيفية إكمال المسار الدراسي في هذه الظروف التي تحول دون إكمال مذكراتهم.
أميرة أمكيدش