كشف عدد من الأطباء والخبراء أن إجبارية ارتداء الكمامات ستكون سدا منيعا للوقاية من فيروس “كورونا” في الأماكن العامة، معتبرين إمكانية رفع الحجر الصحي مرتبطة بمدى استجابة المواطنين والتقيد بها بشكل فعلي، في الوقت الذي أكد فيه وزير الصحة والسكان أن ارتداء الكمامات سيتيح رفع الحجر بصورة كبيرة وسيكون الإجراء الوقائي الجديد فرصة للحد من انتشار وباء كوفيد 19.
كان للجزائريين توجهات وآراء ومواقف مختلفة من هذا الإجراء ومدى تطبيق المواطنين له خاصة بعد دخوله حيز التنفيذ يومي العيد، في حين هناك من لم يفهم القرار من أساسه وظل يعتقد أن ارتداء الكمامات يقتصر فقط على المرضى أو يتعلق الأمر بالتواجد بالأماكن المغلقة والتجمعات.
وقد نص المرسوم التنفيذي الذي يتضمن قرارا بإجبارية ارتداء الكمامات كوسيلة للوقاية من وباء كورونا، أنه “يعد إجراء وقائيا ملزما بارتداء القناع الواقي، ويجب أن يرتدي جميع الأشخاص، وفي كل الظروف، القناع الواقي في الطرق والأماكن العمومية وأماكن العمل وكذا في الفضاءات المفتوحة أو المغلقة التي تستقبل الجمهور، لاسيما المؤسسات والإدارات العمومية والمرافق العمومية ومؤسسات تقديم الخدمات والأماكن التجارية”، وحسب المرسوم “كل شخص ينتهك تدابير الحجر وارتداء القناع الواقي وقواعد التباعد والوقاية وأحكام هذا المرسوم، يقع تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات”.
التزام بالكمامة
ومن بين الجزائريين من اتسموا بوعي كبير فيما يتعلق بقرار إلزامية ارتداء الكمامات، منهم مواطنون وتجار وعمال في عدد من الإدارات والمؤسسات الخدماتية حرصوا على هذا الإجراء منذ ظهور الوباء، حتى دون أن يكون ذلك إجباريا، والتزمت هذه الفئة بالقرار من باب الوقاية وتبعا لتوصيات الخبراء والأطباء التي تؤكد أن ارتداء الكمامة يحمي بنسبة 70 بالمائة من الفيروس، وتحرص هذه الفئة على ارتداء الكمامة بصفة دورية مع تجديدها وتعقيمها وهو أمر إيجابي.
وأكد العديد من المواطنين خلال استطلاع رأي أجرته “الجزائر” على ترحيبهم بالقرار حيث أكدوا أن قرار إلزام الجزائريين بارتداء الكمامات قرار صحيح، وأن تطبيقه يشكل المخرج الوحيد للخروج من الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها.
في المقابل، هناك فئة قليلة ما زالت تخرج من منازلها قاصدة الأسواق والمحلات التجارية ومراكز البريد دون أخذ أدنى الاحتياطات الوقائية منها ارتداء الكمامات وحجتهم في ذلك أنهم لم يتعودوا بعد على ارتداها بما أنهم ليسوا مرضى وليسوا مصابين بالفيروس، مؤكدين في نفس الوقت أنهم يوعون أهمية ارتداءها خاصة بعد النصائح والتوصيات التي تقوم بها وزارة الصحة يوميا.
الوزارة الأولى: “ارتداء الكمامة بات إجباريا”
وجددت الوزارة الأولى، تأكيدها على إجبارية ارتداء الكمامة الوقائية من فيروس “كورونا” وراسلت الوزارة الأولى، المواطنين عبر الرسائل النصية القصيرة “أس.أم.أس”، أكدت فيها أن ارتداء الكمامة الوقائية “أصبح إجباريا من أجل حماية صحتكم وصحة الآخرين” .
من جهته قال الوزير الأول، عبد العزيز جراد، بأننا “سننجح في تحدي الكمامات وبروح مسؤولية المواطنات والمواطنين وبعون الله سننتصر جميعا على وباء الكورونا”، وفي تغريدة له سابقا على تويتر أكد جراد: “نجحنا في تحدي الأدوية وسننجح في تحدي الكمامات وبروح مسؤولية المواطنات والمواطنين وبعون الله سننتصر جميعا على وباء الكورونا”.
بقاط بركاني: “الكرة في مرمى الجزائريين لرفع الحجر الصحي”
ويرى البرفيسور بقاط بركاني في تصريح له أن قرار الحكومة بتمديد إجراءات الحجر الصحي لمدة 15 يوما إضافية “صائب” خاصة وأن حالات الاصابة بالفيروس “لا تزال تتجاوز معدل 100 حالة بمعدل يومي”، الأمر الذي يتطلب – حسبه- “فرض اجراءات أكثر صرامة لتفادي أي ارتفاع غير متوقع مستقبلا”، مشيرا أن المدة الاضافية إلى غاية 13 جوان التي أقرتها الحكومة “ستكون لها نتائج ايجابية في حال احترام المواطنين الاجراءات المفروضة على غرار الزامية ارتداء الكمامة واحترام مسافة الأمان واستعمال المعقمات بصفة دورية”، معتبرا أن السلطات العليا في البلاد “أخذت موقف يحسب لها”، وتابع رئيس عمادة الأطباء: “على الرغم من الظرف الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، والخسائر الناجمة عن الحجر الصحي إلا أنها أخذت على عاتقها مصلحة مواطنيها قبل كل شيئ”.
مصطفى زبدي: “لا يوجد أي مبرر لعدم استعمال الكمامة”
من جهته، أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي على إجبارية ارتداء الكمامات لجميع المواطنين، واستشهد في ذلك بسبر للآراء أجرته الجمعية، وكانت نتيجته تجاوب 80 بالمائة من المشاركين لمطلب الجمعية.
وأوضح مصطفى زبدي أن “حمل الكمامة في ظل انتشار وباء كورونا بات حتمية، وأنه لا يوجد أي مبرر لعدم استعمالها”، و”أنه على المواطن أن يتصرف في حال فقدانها من خلال خياطتها باستعمال قطع القماش”.
فلة.س