رضوان بوهيدل: “خطاب اليد الممدودة نداء استغاثة”
عاد حزبا “الأفلان” و”الأرندي” إلى الواجهة بقيادة جديدة باحثين عن التموقع في الخارطة السياسية لـ”الجزائر الجديدة” بالرغم من الرفض الشعبي لهما، لكن حملا خطاب “اليد الممدودة” نحو الأحزاب السياسية الأخرى، سواء من الوافد الجديد على رأس جبهة التحرير الوطني، بعجي أبو الفضل أو خليفة أويحيى على رأس “الأرندي” الطيب زيتوني الذي أبدى استعداده للتعاون مع الأحزاب السياسية من أجل بناء جبهة داخلية لتحصين البلاد من التهديدات.
هذه العودة وصفها محللون بأنها “رغبة للتموقع” على الساحة السياسية بعد غياب طويل نتيجة الرفض الشعبي والأزمات الداخلية التي كان تتخبط فيه هذه الأغلبية بالشروع في ترتيب البيت الداخلي كمرحلة أولى ومعالجة نزاعاتها وخلافاتها الداخلية كإشارة منها على أنها لا تزال موجودة غير أنها ستظل مجرد رقم سياسي فقط، واعتبروا أن هذه العودة هي عودة إعلامية و ليست عودة للواجهة السياسية بحيث أدرج المحلل السياسي رضوان بوهيدل سعي حزبا الأغلبية “الأفلان” و”الأرندي” إلى ترتيب البيت الداخلي والذي دشناه بتزكية قيادة جديدة في خانة “العودة إلى الواجهة الإعلامية لا السياسية لأن صلاحيتهما السياسية انتهت وهما يبحثان في الوقت الراهن عما يبقيهما في الساحة فقط بأقل الأضرار”، معتبرا هذه العودة بمثابة “استفزاز للشعب الذي طالب بإقصائهما خلال الحراك والأمر لا يزال ذاته لكونها أحزاب مرفوضة شعبيا”.
وذكر بوهيدل في تصريح لـ”الجزائر”: “الحديث عن ترتيب بيتي الأفلان والأرندي بتزكيتهما لقيادة جديدة هي عودة للواجهة الإعلامية وليست سياسية مثلما يرغب البعض في الحديث عن ذلك، لأنه من الناحية السياسية هذه الأحزاب انتهت بعدما أخلط الحراك الشعبي أوراقها”، وأضاف في السياق ذاته: “تجديد القيادة ليس معناه العودة إلى الواجهة السياسية، هي عملية استعراضية تحاول من خلاله هذه الأحزاب المحافظة على نفسها على الساحة والقول إنها لا تزال موجودة في ظل استمرار تعالي الأصوات الرافضة لها”.
ورد بوهيدل على من ربط لجوء حزبي الموالاة “سابقا” لترتيب بيتهما في عز “كورونا” بتلقيهما الضوء الأخضر من السلطة لتجديد واجهتيهما السياسية، بالإشارة إلى أن الأمر “لا علاقة له بالسلطة وهذه الفرضية في نظره غير مطروحة لجزبين – على حد تعبيره- مرفوضان شعبيا ومن الصعب استعادة مصداقيتهما من شعب لا يزال لحد الساحة يطالب بإقصائهما”، وقال: “هذا الطرح تم الترويج له بمجرد إعلان الحزبين عن عقد اجتماعاتهما مؤخرا لانتخاب قيادات جديدة وذهب الكثيرون للحديث عن ضوء أخضر تلقاه الحزبان لذلك وبخاصة في عز الأزمة الصحية غير أنني لا أوافق هذا الطرح تماما فالسلطة لا يمكنها إقصاء أي حزب سياسي ولا منع أخرى عن عقد مؤتمراتها وصلاحية الإقصاء هي للشعب عبر الصندوق”، وتابع: “هذين الحزبين يخوضان معركة من أجل البقاء والخروج بأقل الأضرار صحيح أنها لا تزال لغاية اليوم لها تمثيل في المجالس المنتخبة وتحظى بالأغلبية فيها غير أن الإستحقاقات المقبلة ستقلب المعادلة والأغلبية إلا التي سيمنحها الشعب ونحن نستبشر في تجسيد الجزائر الجديد التي تعهد بها رئيس الجمهورية”، وأردف: “هناك نية حسنة للسلطة الحالية للذهاب للتغيير وعودة الأفلان والأرندي ورغبتهما في التموقع في نظري هو تشويش على الجزائر الجديدة”.
وأبرز بوهيدل أن هذين الحزبين المعروفيت بالأغلبية التي منحتها إياهما المرحلة السابقة “مهمتها صعبة في استرداد مصداقية الشعب وحتى مكانتها على الساحة السياسية هذه الأخيرة التي ستعرف تغييرات مع الاستحقاقات المقبلة الممثلة في التشريعيات والتي ستعرف مكانتها الحقيقية من الشعب الجزائري بطريقة ديمقراطية”، مشيرا إلى أنه “من غير المعقول أن يكونوا شركاء في السلطة وسيظلون مجرد رقم على الساحة السياسية، هذه الأخيرة التي ستعرف اعتماد أحزاب جديد وصعود أسهم بعض الأحزاب الموجودة حاليا”.
وأكد بوهيدل أن خطاب اليد الممدودة الذي جاء على لسان الأمينين العامين لحزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمراطي، “بمثابة نداء استغاثة ومحاولة التصالح مع مختلف التشكيلات السياسية للحفاظ على وجودها فقط”، وتابع في هذا الصدد: “خطاب اليد الممدودة للأحزاب السياسية ودعوتها للتعاون وما ذهب إليه الأمينين العامين في خرجتهما الأولى في هذه النقطة هو بمثابة نداء استغاثة هي على قناعة أنها مرفوضة شعبيا غير ستركز جهودها على تفادي زوالها والبقاء فقط حتى ولو ليس بالأغلبية واليد الممدودة للأحزاب هي رغبة منها في القول إنها لا تزال موجودة”.
زينب بن عزوز