دعا نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد دان، الطبقة السياسية لحماية مكاسب الحراك من أي انعكاسات سلبية للوضع الإقتصادي على المشهد السياسي، وتحدث مطولا عن المبادرة التي أطلقتها حركة البناء مؤخرا، مؤكدا أنها وزعت على الأحزاب والجهات الرسمية وبعض الشخصيات الوطنية والمجتمع المدني، لافتا أنه بسبب الحجر الصحي لم يتم تحديد تاريخ للإجتماع.
مسودة الدستور.. اجتماع مرتقب في بيت الحركة الثلاثاء القادم
أفاد الدان في تصريح لـ” الجزائر” بالقول: “نزّلنا وثيقة الدستور للولايات واجتمعت عليها اللجان الولائية، وبدورها أرسلت لنا تقاريرها، ونصبنا اللجنة وهي في اجتماع منذ أربعة أيام وهي تشتغل وتبقى تشتغل على الوثيقة إلى غاية يوم الثلاثاء القادم، أين سيتم عرض نتائج التقارير النهائية التجميعية للولايات وللجنة المركزية على المكتب الوطني، وفي اجتماع المكتب الوطني يوم الثلاثاء القادم، سيدرس الملف ويستكمل التصويبات النهائية فيه”، وقال محدثنا إنه “ينتظر أن يجتمع المكتب المركزي حول وثيقة الدستور وأهم التفاصيل الضرورية فيه، وأعتقد أنه بعد يوم الثلاثاء ستكون وثيقتنا حول الدستور جاهزة”.
وبخصوص أهم ما تضمنته وثيقة مسودة الدستور، قال محدثنا: “لدينا ملاحظات حول الديباجة والتي نرى أنها صيغت على عجل وبشكل غير منسق”، مشيرا إلى وجود بعض الثغرات المتعلقة – حسبه- بالبعد التاريخي أو الثوابتي “، وأضاف: “من المفروض أن تحمل الديباجة هوية الدستور”.
لا مبرر.. لكتابة المسودة بالفرنسية
ويؤكد الدان: “لدينا مجموعة من الفقرات التي سنقدم صياغتنا فيها”، وأضاف: “أعتقد أن الأخطاء ليست متعمدة.. ولكن في الغالب اللجنة كتبت بالفرنسية وأعادت الترجمة باللغة العربية ما جعلها تقع في هذه الأخطاء”، واسترسلا قائلا: “نحن لدينا تحفظ واضح على أن اللجنة تقدم الورقة بالفرنسية للشعب الجزائري لأنهم قالوا -كتبنا المسودة بالعربية والفرنسية- ليس لديهم أي مبرر للكتابة بالفرنسية، والشعب الجزائري لغته الرسمية هي العربية والدستور هو الوثيقة الرسمية الأولى ولابد أن تكتب باللغة الرسمية”، وأضاف: “إذا أرادوا كتابتها بلغة ثانية فليكتبوها بالأمازيغية.. كتابة وثيقة الدستور باللغة الفرنسية أمر مرفوض”، ودعا في هذا الصدد لاحترام سيادة اللغة العربية.
وأشار القيادي البارز في حركة البناء إلى قضية صلاحيات الرئيس التي تضمنتها وثيقة مسودة الدستور، وشدد بالمناسبة على أهمية توزيع الصلاحيات، ودعا لنص صريح وواضح فيما يتعلق بالأمن القومي الجزائري.
البلديات الخاصة.. لا توجد بلدية أحسن من أخرى
أشار الدان إلى قضية البلديات الخاصة وقال إنها تشكل تهديد للوحدة الوطنية وتحمل نوعا من الغموض، وأضاف: “لا توجد بلدية أحسن من بلدية، يمكن القول توجد ظروف خاصة تتعامل فيها منطقة أو بلدية وفق الحالة على غرار الكوارث أو الظروف الإجتماعية، أي نراعي الظرف الخاص، ولكن لا نراعي بلدية خاصة لأنه يوجد فرق ما بين الحالة الخاصة والبلدية التي يكون لها وضع خاص”، وأشار المسؤول ذاته: “العديد من المسائل تحتاج إلى توضيحات”، مسترسلا: “ولا أعتقد أنه توجد نية سيئة”، وتطرق القيادي إلى مسألة نائب الرئيس وقال في هذا الشأن: “إما أن ينتخب نائب الرئيس لتكون لديه صلاحيات لإكمال العهدة أو أن يكون نائبا للرئيس محددة صلاحياته وضيقة”.
الهدنة السياسية والتهدئة الإجتماعية
وفي رده على سؤال بخصوص المبادرة التي أطلقتها حركة البناء الوطني مؤخرا، قال الدان: “مبادراتنا وزعناها على كل الجهات ولم تلق رفضا بالساحة السياسية “، وأضاف: “بسبب الحجر الصحي لم نستطع تحديد للإجتماع” ، ولم يستبعد أحمد الدان التوجه للقيام بحملة تواصل في الأيام القادمة مع الأحزاب وذالك مرهون بتطور الوضع الصحي بالبلاد – الحجر الصحي- أما عن الأحزاب التي تواصلوا معها بخصوص المبادرة، فقال المتحدث: “كل الأحزاب أرسلنا لها وأرسلنا للجهات الرسمية وبعض الشخصيات الوطنية والمجتمع المدني وزعنا المبادرة إلى أوسع حدود على أساس أنها أرضية”، ودعا في هذا الصدد إلى عقد ندوة أو لقاء مشترك يشبه لقاء عين البنيان ولكن تزول فيه الحواجز لأن هدف المبادرة هو “الهدنة السياسية و التهدئة الإجتماعية”، مشيرا إلى أن المبادرة “تهدف إلى حماية مكتسبات الحراك الشعبي من الضغوطات السياسية والإقتصادية، متوقعا أن يكون الوضع الإقتصادي صعبا فيما بعد كورونا، ونتيجة لذاك – حسبه- ستكون هنالك توترات اجتماعية.
الطبقة السياسية مطالبة بحماية مكاسب الحراك
دعا نائب رئيس حركة البناء الوطني الطبقة السياسية لحماية مكاسب الحراك من أي انعكاسات سلبية للوضع الاقتصادي على المشهد السياسي، قائلا: “نحن لا نعلم إذا سيتم تنظيم انتخابات نهاية السنة من عدمه، هناك آراء مختلفة.. هناك من يقول أنه ستكون إنتخابات نهاية السنة وهناك من يقول العكس”، وأضاف: “وبالتالي هذا الغموض لا يخدم الإستعداد للانتخابات”.
كما تحدث الدان عن عودة حزبي السلطة السابقين للواجهة، وقال: “عودة الأفلان والأرندي للواجهة بالسرعة.. يطرح أكثر من تساؤل”.
خديجة قدوار