أطلق البروفيسور والناقد محمد لمين بحري مبادرة بعنوان “حان الأوان”، ترمي إلى إيجاد نقابة حقيقة للفنانين، تعمل على الدفاع عن حقوقهم، وتوحيد الطاقات والدفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للمبدعين وتنظيم المبادرات، تشمل فنون التأليف والأداء والتشكيل…، حيث لقيت الفكرة استحسان كل المهتمين بالشأن الثقافي والفني، الذين رحبوا بها، وكانت لهم قابلية للالتفاف حولها.
وقال محمد لمين بحري: ألم يحن الوقت اليوم لإنشاء نقابة مستقلة ومنتخبة للفنانين الجزائريين، بمجلس تأسيسي، ورئاسة دورية، وتمثيليات عن كل فرع فني: (سينما، مسرح، شعر، فن تشكيلي، موسيقى وباليه….الخ)، نقابة ترافع وتدافع عن حقوق الفنان ومجلس محاسبة كهيئة لأخلاقيات الممارسة الفنية. نقابة تحفظ كرامة الفنان، من التجاوزات، وتناضل من أجل صون حقوقه الدائمة والظرفية، ويكون لها هيكل في صلب المجتمع المدني والثقافي تساهم في دفع الوعي وخدمة الوطن فنياً، وترافق كل مناسباته وكبرى قضاياه.. ومحنه. نقابة تكون لها هيئة علمية واستشارية تسهم في ربط مختلف الهياكل الفنية في جميع الولايات وتأسيس شراكة مع الاستثمار والمستثمرين، لتمنح بعدًا اقتصاديًا للنشاط الفني استقلالا ولو نسبيا عن ذهنية انتظار إعانة الدولة في كل نشاط. ترهن انطلاقه وتوقفه وإلغاءه. بل تناضل من أجل بعث استمراريته بفاعلية شركاء الاقتصاد والمجتمع المدني، ويكون لها صندوق اشتراكات، ولم لا رأسمال وتحصيلات تمنح الفن كما في كل الدول مفهوما اقتصاديا يخدم الفن داخليا وخارجيا. ويسهم في ضمان تنقلات وحركات الجمعيات والأفراد النشطين، كما تكون بمنجزاتهم تكون لها شراكة خارجية وصدى دولي مع الهيئات الثقافية الدولية والنقابات الفنية للدول الأخرى.
وأضاف بحري في معرض حديثه، نقابة تكون لها هيئة إعلامية تتحدث باسمها وترسم بياناتها ومواقفها، وتؤسس مختلف أنماط مشاركاتها في كل نشاط وطني أو دولي أو مناسبة ثقافية. بدل الاتكال على الجهات الحكومية في كل كبيرة وصغيرة، وهو ما كرس ذهنية أفقدت وزن الفنان وحقوقه وطمست هويته على مدى السنوات السابقة، خاصة وأن الظروف مناسبة جدا لظهورها، لتشكل درع حماية للرقي بالفن ورسالته والفنان ومكانته داخل بلده وخارجها، وطبعا تسبق هذه الخطوات خطوات تأسيسية، تنطلق من مجلس تأسيسي لصياغة الأرضية يقوده كبار الفنانين في كل مجال فني. حسب فكرتي وطرفي المتواضع.
وأضاف بحري، قائلا: أنا لست فنانا بل متابع ومهتم ودارس. وصاحب مبادرة، لترقية الحياة الفنية، ولن أكون منخرطا فيها بل هي لأهل الفن الحقيقيين والأصلاء دون الدخلاء، كتبت هذه الدعوة غيرة على فن وفناني بلدي بعد ما وصل استلاب حقوق الفنان وهضمها درجة لم تعد محتملة ومن جميع النواحي وآخر صورة ما شهدناه جميعًا في رمضان الفارط. من تجاوزات لم تكن لتحصل لو أن للفنان نقابة وصوت وحقوق معروفة بصورة جماعية لا تضطره للتصرف بصفة فردية ومعزولة لا مرجعية لها سوى وضعه الحياتي.. وكشف خصوصياته التي يجب أن تصان، باعتباره إنساناً أولاً قبل أن يكون فنانا نخبوياً، مشيراا أن الفكرة من محادثة جمعتني بالأستاذ والناقد المسرحي عبد الكريم غريبي.
صبرينة ك