قال ياسين أقطاي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ومستشاره إن “تدخل مصر بشكل مباشر في ليبيا لن تدعمه الجزائر، وسيجعل على القاهرة أن تضع في اعتبارها مواجهة الجزائر وسيضع مصر في مواجهة مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي”.
وأضاف مستشار اردوغان في مقال بصحيفة “يني شفق” التركية، إن “تدخل مصر المباشر في ليبيا سيجعل على القاهرة أن تضع في اعتبارها مواجهة الجزائر، التي تعتبر الأمر تهديدا لأمنها، وكذلك مواجهة تركيا وبالتالي حلف شمال الأطلسي (ناتو)”، واسترسل قائلا: “إلا أنّ السيسي ليس لديه من القوة والشجاعة ما يمكنه من المجازفة والخوض في هذا الطريق، ولعل الهواء مجاني، لكن الماء باهظ الثمن”، على حد تعبيره.
ويرى أقطاي أن حدود مصر المشتركة مع ليبيا “لا تشكل خطرا أمنيا إلزاميا على القاهرة”، وقال إن “مصر هي التي تشكل تهديدا على أمن ليبيا وليس العكس. ففي الوقت الراهن لم يسجل أي تهديد أو هجوم أو تسلسل لعناصر إرهابية من ليبيا إلى مصر، بل على العكس تمامًا، إذ إن السيسي هو الذي يدعم الجنرال المتقاعد حفتر”.
من جانبه، أكد مسؤول تركي بارز لم يكشف عن اسمه –حسب ما نقلته وكالة رويترز- أن تحذير مصر من أنها قد تتدخل بشكل مباشر في ليبيا، لن يردع بلاده عن دعم حلفائها الليبيين، وأضاف: “تصريحات السيسي لا أساس لها.. تركيا وليبيا لن تحيدا عن عزمهما”، وتابع: “حكومة الوفاق الوطني بدعم من تركيا تواصل الاستعداد للسيطرة على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية، التي استولت عليها قوات خليفة حفتر في يناير الماضي، ومنطقة الجفرة باتجاه الجنوب”.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن السبت الماضي، أن “القاهرة لها حق مشروع في التدخل في ليبيا”، وأمر الجيش بالاستعداد لأي مهمة خارج البلاد إذا تطلب الأمر، فيما كانت القاهرة، في وقت سابق، قد دعت إلى “وقف إطلاق النار في ليبيا في إطار مبادرة جديدة رحبت بها الولايات المتحدة وروسيا والإمارات، لكن تركيا رفضتها باعتبارها محاولة لإنقاذ حفتر”.
ترامب يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار
من جانبه، بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي أول أمس، تطورات الأزمة الليبية، وشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا. وأفاد نائب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جاد دير في بيان صحفي، بأن ترامب وماكرون “بحثا أهم القضايا الثنائية والإقليمية واتفقا على الضرورة الملحة لوقف إطلاق النار في ليبيا واستئناف المفاوضات بين الأطراف الليبية في أسرع وقت ممكن”.
وأكد ترامب وماكرون “أنه “يجب وقف التصعيد العسكري من قبل جميع الأطراف بشكل فوري بهدف منع تحول النزاع الليبي إلى مواجهة أكثر خطورة وغير قابلة للحل”.
ماكرون يؤكد أن باريس لن تتهاون مع التدخل العسكري التركي في ليبيا
من جهة أخرى، قال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أول أمس، خلال لقائه مع الرئيس التونسي قيس سعيد بفرنسا، إن بلاده لن تتهاون مع تدخل تركيا العسكري في ليبيا، متهما أنقرة بممارسة “لعبة خطيرة”، وأضاف “أتيحت لي الفرصة بالفعل لأقول بوضوح شديد للرئيس أردوغان إنني أعتبر أن تركيا تمارس لعبة خطيرة في ليبيا اليوم تتعارض مع جميع التزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر برلين”، في إشارة إلى مؤتمر للسلام عقد في وقت سابق من هذا العام، وأضاف: “لن نتهاون مع الدور الذي تلعبه تركيا في ليبيا”.
رزيقة.خ