جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
قال الأمين العام لنقابة الائمة جلول حجيمي، أن قرار وزارة الحج والعمرة بالعربية السعودية بإقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة فقط، “ألزمته الظروف الصحية التي يعيشها العالم جراء تفشي فيروس كورونا، ويراعي عدم تعطيل فريضة الحج من جهة والحرص على سلامة حجاج بيت الله من حفظ النفس التي تعد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية”، و أضاف أن “القرار تم اتخاذه بالتأكيد بعد استشارة المختصين والخبراء وبعد دراسة وتعمق لمدة شهرين”.
وأوضح حجيمي، أمس، في تصريح لـ”الجزائر”، أن “هذا الاجراء منطقي، فالسماح لأعداد محدودة فقط بالحج، حتمته الظروف الصحية والضرورة، كون المملكة ورغم انتشار الفيروس فهي في الأخير لا يمكنها تعليق الحج نهائيا، وكان عليها إيجاد مخرج توازن فيه بين السماح بتنظيم الحج وعدم تعطيل هذه الفريضة، وبين السهر على سلامة الحجاج وحفظ النفس التي تعد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية لقوله تعالى في الآية 32 من سورة المائدة “مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”، وأوضح أن “المملكة العربية السعودية إن اقتضها الضرورة وفي أسوء الأحوال وحتى لا تمنع الحج نهائيا ستضطر للمساح فقط لأهل مكة بإقامته”.
وقال حجيمي إن عدد الحجاج لا ينقص من الحج شيئا، قائلا: “صحيح سوف لن نشهد موسم حج كالذي كنا نشهده سابقا بسبب هذا الوباء، الذي أصاب العالم برمته، لكن هذا لا يعني أن وجود عدد قليل من الحجاج مقارنة بالسنوات الماضية قد ينقص من هذا الفرض، فالحج سينظم، وستكون هناك وقفة عرفة وسيكون هناك نحر، وعلى المسلمين ممن بمقدورهم صيام يوم عرفة أن يصوموه، ومن لديهم القدرة لشراء الأضحية فعليهم ذلك”.
وعن الحجاج الجزائريين الذين سيحرمون من أداء مناسك الحج لهذا الموسم بعد أن تم اختيارهم عبر القرعة لأدائه، أنه “بالتأكيد سيكون هناك حوار ومتشاور بين السلطات والمملكة العربية السعودية لإيجاد حل لهذا الإشكال، وفي الأخير لكل مشكلة حل، إذ يمكن أن يسمح لهم بأداء المناسك الموسم القادم، والقيام بقرعة حج لعامين وغيرها من الحلول الأخرى”.
وكانت وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية قد أعلنت أول أمس، إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنه تم أخذ هذا القرار “نظرا لما يشهده العالم من تفشي لفيروس كورونا المستجد في أكثر من 180 دولة حول العالم، حيث بلغ عدد الوفيات المتأثرة به قرابة النصف مليون حالة وفاة، وأكثر من 7 ملايين إصابة حول العالم، وأضافت أنه “جاء انطلاقا من حرصها الدائم على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى صلى لله عليه وسلم من أداء مناسك الحج والعمرة في أمن وصحة وسلامة”.
للإشارة، كانت الجزائر قد تمكنت في جانفي الماضي من اقناع المملكة العربية السعودية برفع حصتها من الحجاج لموسم 2020، إلى 41300 حاجا بلاد من 36000، أي بزيادة قدرها 5300 حاجا، وذلك بعد مشاورات بين وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف ووزارة الحج و العمرة السعودية.
رزيقة.خ