تمر اليوم، الذكرى الخامسة والعشرون، لوفاة الشاب حسني، الفنان الذي خلق الاستثناء واستطاع أن يتربع على عرش الأغنية الرايوية في وقت عصيب مرت به الجزائر، فكان آنذاك صوت الأمل والفرح، ورسولا للحب، وناطقا لمشاكل الشباب وهمومهم.
المرحوم حسني التي تبقى قضية اغتياله ليومنا هذا مبهمة، سطع نجمه في سنوات التسعينات، حيث صاحب موسيقى بلده وانضم لإحدى الفرق الفلكلورية في صغره -فرقة قادة ناوي- وشارك في حفلات الزفاف والسهرات المنظمة بمدينة وهران وذاع صيته خاصة بأدائه لأغاني التراث الجزائري كأغنية “ياذا المرسم عيد لي ما كان… فيك أنا والريم تلاقينا”، وبذلك بدأ في إنتاج الأشرطة ليحطم بعدها أرقاما قياسية مذهلة بالبومات غزيرة ومبيعات فاقت عشرات الملايين في الألبوم الواحد.
وهران تحتفي بالذكرى:
نظمت جمعية “فن وثقافة لحماية التراث الموسيقي الوهراني” احتفاء خاصا بالذكرى في وهران، حيث تم برمجة العديد من النشاطات لتكريم الفنان الراحل في الفترة من 20 إلى 29 سبتمبر الجاري، بالمناسبة، كما سطرت الجهة المنظمة موائد مستديرة وعروض ومسابقات فنية وذلك بمشاركة وجوه فنية جزائرية منهم نجوم الأغنية الوهرانية وكذا الرايوية، ونظمت مسابقة لفائدة الشباب الهاوي في أداء أغاني الشاب حسني ومسابقة أخرى لرسم أحسن صورة للفقيد.
وتضمن البرنامج، عرضا بقاعة سينما السعادة أفلام وثائقية أنجزت في السابق حول المسار الفني للشاب على غرار الفيلم الوثائقي “قصة حياة النجم حسني” الذي أنجزته المؤسسة الوطنية للتلفزيون، مشاركة الجمعية الثقافية “فن وتسلية يحي بن مبروك” من العاصمة في هذه التظاهرة بأوبريت تؤدي فيها أغاني للمرحوم حسني “قاع النسا” و”مازال كاين لسبوار” و”طال غيابك يا غزال”.
وبرمج المنظمون ورشة بعنوان “كلمني عن حسني” ينشطها وجوه فنية كانت لها علاقة بالفقيد منهم محمد صحراوي، محمد لمين والشابة الزهوانية علاوة على مؤلفي الأغاني على غرار خالد بن عودة وعزيز قرباجي، كما سيتم أيضا تنظيم نقاشات وتقديم شهادات حول حياة والمسار الفني للمرحوم حسني الذي تعدت شهرته حدود الجزائر ولا تزال أغانيه تجذب الملايين من الشباب من محبيه.
ويهدف هذا الاحتفاء الذي بادرت به جمعية ” فن وثقافة لحماية التراث الموسيقي الوهراني” إلى تثمين المسار الفني الثري لمطرب الراي، الشاب حسني.
حسني أحدث ثورة في موسيقى الراي ولكن !
حسني شقرون أو الشاب حسني المولود في فيفري 1968 بحي الصديقية، تغنى بمشاكل الشباب وبالحب رابطا تلك الأغاني بمشاكله الخاصة، وكثيرا ما روى في أغانيه علاقته بابنه الوحيد عبد الله المولود سنة 1989 وعن قصة الفراق منذ 1991 مع زوجته المقيمة بمدينة بربينيون الفرنسية.
كلمة “الأسطورة” التي لقبت على حسني، كان يستحقها، لأنه ببساطة استطاع أن يكسب قلوب الملايين، باعتراف الكبار، إذ انه كان خلال سنوات نشاطه منافسا لأكبر النجوم في الوطن العربي وحتى في أوروبا بمبيعات خيالية والبومات كانت بمثابة ثورة في موسيقى الراي التي دخلت العالمية في عصرها الذهبي الذي كان الشاب حسني نجمه بلا منازع، هذه المكانة، فتحت له المجال ليكون صوت الجزائر في الخارج، حيث سافر إلى أوروبا وكان أول من أوصل أغاني الراي إلى الدول الإسكندنافية وأمريكا، وأوصل رسائل عديدة للجالية العربية، أما أكثر حفلاته التي لقيت نجاحا كبيرا، فكانت في الجزائر، بتاريخ يوم 5 جويلية 1993 بالملعب الأولمبي 5 جويلية بالعاصمة في إطار الاحتفالات بالذكرى 32 للاستقلال، والتي كانت أجمل وأكبر حفل فني على الإطلاق في الجزائر، نظرا للجماهير الغفيرة التي توافدت عليه.
أيادي الغدر اغتالت الفنان ذات 29 سبتمبر 1994، لتترك ورغم مرور 25 سنة على موت الشاب حسني إلا أنه مازال حيا في قلوب الملايين من الناس سواء في الجزائر أو في المغرب فلا يزال الملايين يستمعون لأغانيه وهناك من يغنيها على الطريقة العصرية سواء في الجزائر أو المغرب.
صبرينة ك