يحضر المتعاملون في مجال السياحة هذه الأيام لموسم السياحة الصحراوية الذي من المقرر أن ينطلق نهاية أكتوبر الجاري، ليدوم إلى غاية شهر أفريل المقبل.
ويسود تفاؤل كبير بنجاح هذا الموسم ضمن المساعي المتواصلة لوزارة السياحة ومختلف الهيئات الوصية من أجل تفعيل وتحسين الجذب السياحي للوجهة المحلية والتسهيلات التي اتخذت في هذا الصدد لتنشيط حركة السياح الأجانب نحو المناطق الصحراوية.
وينتظر من موسم السياحة الصحراوية لهذه السنة أن يساهم “بقدر كبير” في إبراز السياحة الداخلية وجعلها أولوية لدى المواطن خاصة وأن السياحة الصحراوية حققت أرقاما إيجابية في السنوات الأخيرة، ونسقا تطوريا متعاظما مرده قرارات وإجراءات التحفيز العمومية، طفرة إنجاز المشاريع النوعية القطاعية، ورفع العراقيل والتجميد عن كثير من الاستثمارات، في مؤشر واضح على انتعاش هذا المجال وخروجه من نفق الركود إلى عالم الاحترافية والمنافسة إقليميا وعربيا.
وتراهن الجزائر على استقطاب أكثر من 3 ملايين سائح، وقد اتخذت السلطات العمومية من أجل تحقيق هذا الهدف إجراءات جديدة تتماشى وتطلعات أصحاب الوكالات والمتعاملين السياحيين في موسم سياحي واعد، ينتظر فيه تسجيل أرقاما قياسية للسياح الأجانب، بالنظر للتسهيلات الممنوحة في التنقل والإقامة.
ووضعت السلطات العمومية قطاع السياحة ضمن القطاعات المساهمة في مخطط الإنعاش الاقتصادي، باعتباره منتجا هاما للثروة بفضل مقدراته وإمكاناته الطبيعية.
تسهيلات من الداخلية لمنح التأشيرة السياحية لزوار الجنوب الجزائري
وفي هذا السياق، جددت وزارة الداخلية والجماعات المحلية تذكيرها بالترتيبات الجديدة في منح التأشيرات السياحية للسياح الأجانب الراغبين في زيارة الجنوب الجزائري.
وفي بيان لها، أكدت الوزارة أنه يمكن للسياح الأجانب الراغبين في زيارة الجنوب عن طريق وكالات السياحة والأسفار الوطنية المعتمدة الإستفادة من تأشيرة التسوية مباشرة عند الوصول إلى المنافذ الحدودية بدل إجراءات التأشيرة العادية.
وأوضحت الوزارة أن الوكالات السياحية المعتمدة تقوم بإدراج كل المعطيات المتعلقة ببرنامج الزيارة السياحية والمشاركين فيها من السياح الأجانب، وذلك عبر أرضية رقمية يتم الولوج إليها بمديريات السياحة والصناعة التقليدية للولايات المعنية.
ويستفيد السياح الأجانب المعنيون من وثيقة تسلم لهم عن طريق وكالاتهم السياحية، تسمح لهم بالركوب عبر الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران بالمطارات القادمين منها.
كما يستفيد السائح الأجنبي مباشرة عند وصولهم من تأشيرات التسوية بالمدة التي تتوافق مع فترة الرحلة السياحية المنظمة لهم، وذلك وفق التشريع والتنظيم المعمول بهما، يضيف البيان.
الموسم الصحراوية سيكون استثنائيا
من جهتهم عبر العديد من المتعاملين في المجال السياحي عن تفاؤلهم الكبير بموسم السياحة الصحراوية الذي يتم التحضير له حاليا، حيث أكدوا أن الموسم سيكون استثنائيا وحافلا بتوافد السياح سواء جزائريين أو أجانب، بالإضافة إلى الرحلات المنظمة من طرف وزارة السياحة والصناعة التقليدية لاستقطاب السياح الروس والأمريكان والأوروبيين، في خطوات تدفع على التفاؤل، مؤكدين استعدادهم للعمل على تشجيع المقصد السياحي الصحراوي الذي يبقى محل اهتمام الكثير من السياح الجزائريين والأجانب، خاصة وأن البلاد صنفت منذ سنتين وجهة بامتياز في سياحة المغامرات بالنظر لتنوع المقاصد والثراء السياحي الجذاب الذي يزخر به الجنوب الكبير.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، محمد أمين برجم، أن “الوكالات السياحية حضرت باقة متنوعة للسياحة الصحراوية من أجل انتعاش السياحة الداخلية”.
وأوضح برجم في تصريح لـ”الجزائر” أن “الوكالات تسعى لتطوير السياحة الداخلية من بينها الصحراوية وهذا من خلال تسطير برامج وتنويع العروض تماشيا مع رغبات الزبائن”، مشيرا إلى أن “الوكالات تسعى للترويج للسياحة الداخلية للمتعاملين الأجانب الذين يتوافدون بكثرة على المناطق الصحراوية”.
بدوره، أكد عضو المكتب الوطني للفيدارلية الوطنية للوكالات السياحية والفندقة، جلول درقاوي، أن “السياحة الصحراوية عرفت انتعاشا ملحوظا فاق السنوات الماضية، واهتماما كبيرا من قبل السياح خاصة الأجانب وذلك بعد الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية بخصوص التسهيلات في منح التأشيرة للسياح الأجانب”.
وقد كشفت إحصائيات مديرية السياحة والصناعة التقليدية لتيميمون توافد ما لا يقل عن 3121 سائحاً السنة الماضية على الولاية، وذلك في إطار موسم السياحة الصحراوية.
وأوضحت المصالح ذاتها، أن 2423 سائحا وطنيا و698 أجنبيا من مختلف الجنسيات ممن توافدوا على الواحة الحمراء منذ مطلع السنة الحالية، وذلك للإستمتاع بما تزخر به المنطقة من قدرات سياحية متنوعة ما بين طبيعية وثقافية وتاريخية، وهو ما يؤهلها لإستقطاب السياح.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان المديرة المحلية للقطاع، يمينة تمام، قولها إن السياح يتوافدون على جميع المعالم السياحية بالمنطقة من بينها القصور القديمة التي تشتهر بها هذه الولاية التي تحصي أكثر من 100 قصر أثري، فضلاً عن المناظر الطبيعية الخلابة والمسالك السياحية المتنوعة.
فلة. س