تنطلق اليوم الأربعاء بقصر المعارض الصنوبر البحري “صافكس” بالجزائر العاصمة، رسميا فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب “سيلا 2025″، وستحمل شعار “الكتاب… ملتقى الثقافات” حيث يرتقب أن يشرف الوزير الأول غريب، على افتتاح الطبعة التي تأتي تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وذلك رفقة وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، إضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
في السياق، يرتقب أن تشرف وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة غدا الخميس على افتتاح البرنامج الثقافي للتظاهرة التي تتواصل إلى غاية 08 نوفمبر المقبل، بحضور ممثل الجمهورية الإسلامية الموريتانية ضيف الشرف.
وتعرف الطبعة مشاركة قياسية عن باقي الطبعات، حيث تحل موريتانيا ضيف شرف الطبعة، كما تسجل حضور 1955 عارضا يمثلون 49 دولة من إفريقيا، آسيا أوروبا وأمريكا، من بينهم 290 عارضا جزائريا، 410 عارضا عربيا و554 عارضا أجنبيا، فضلا عن مشاركة 240 ألف عنوان، وتنظيم 55 فعالية، مضيفا أن عدد الضيوف بلغ 250 كاتبا ومثقفا من الجزائر، إفريقيا والعالم، وأن المساحة الإجمالية لفضاءات العرض والنشاطات الثقافية والفنية المرفقة تفوق 23 ألف متر مربع، كما كشف عن توقع خمسة ملايين زائرا للصالون.
برنامج حافل
وفي إطار التّحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم والمنطقة والمخاطر الإقليمية والدولية المهدِّدة، والحروب على الهويَّة والذاكرة، سطّر صالون الجزائر الدولي للكتاب برنامجا ثقافيا ثريا، ليفتح أبواب طبعته الثامنة والعشرين، على برنامج ينهل من عمق التاريخ ويستشرف آفاق المستقبل.
في محور الآدب يحتفي الصالون برمزين من رموز الأدب الجزائري، الكاتبان: رشيد بوجدرة، في استعراض لمسيرة ستين عامًا من الإبداع، وعبد الحميد بن هدوقة، في الذكرى المئوية لميلاده باعتباره رائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية. كما يفتح الصالون منصات للحوار حول الرواية وأدب الطفل، بمشاركة نخبة من الأدباء من الجزائر وخارجها، إلى جانبأمسيات شعرية تامس الروح، وتنتصر للقضايا الإنسانيّة.
وانطلاقًا من إيمان الجزائر بدورها المحوري في دعم قضايا التّحرّر، يخصّص الصالون ندوات لمناقشة قضايا التحرر ومساندة الشعوب المقاومة، وعلى رأسها فلسطين والصحراء الغربية.
ويندرج في هذا المحور استعادة الذكرى المئوية لمياد المناضل فرانز فانون 1925) – (2025، وهو ما يعمق النقاش حول التّحرر ونقد الاستعمار الجديد )النيو–كولونيالية.(
وفي مواجهة التّحولات الرّقمية يركّز البرنامج على تعزيز قيم المواطنة والعيش المشترك، ويؤكد على دور الأمن الثقافي والإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي، كما تتناول الندوات حاجة الإنسانية إلى القيم الإفريقية، وتطرح مسألة العبودية في الآداب الأفريقية، ويتم التّنويه بدور الكاتب الكيني نغوغي وا ثيونغو بخصوص خطابه عن تحرير العقل.
وفي خطوة تعكس عمق العلاقة بين البلدين، يحتفي الصالون بدولة موريتانيا كضيف شرف، مبرزًا التواصل الحضاري والتكامل الاقتصادي والمصير المشترك. كما يُولِي البرنامج اهتمامًا خاصًا بالذاكرة والتاريخ، من خال ندوات معمَّقة تتناول جرائم الاستعمار الفرنسي.
وإحياء للذكرى، يستعيد الصالون فصولًا من المجد والفداء عبر الاحتفاء بالذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، والذكرى السبعين لهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت .1955
واحتفاء بالقامات الخالدة، تعقد ندوة خاصة عن الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، تخليدًا لذكراه وتأكيدًا على هويتنا الجامعة.
وينشط هذا البرنامج أسماء بارزة في المشهد الأدبي والثقافي وطنية ودولية. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:من الجمهورية الإسلامية الموريتانية: الشاعر جاكيتي الشيخ ساك، عبد الودود ولد الشيخ، ومحمد سالم ولد الصوفي. ومن البلدان العربية: أحمد علي الزين و سامي كليب من لبنان. فتحي التريكي من تونس.، أحمد الناعوق من فلسطين، بدرية البدري من سلطانة عمان، معجب العدواني من السعودية. ومنصورة عز الدين، وطارق إمام من مصر. ومن افريقيا تحضر أسماء وازنة على غرار مختار سيا من السنيغال، والخضر عبد الباقي من نيجيريا.
ومن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية: تود شيبارد، تيرنس ج. بيترسن، أوليفييه غلوغ، من الولايات المتحدة الأمريكية، وجيمس ماك دوغال من بريطانيا، إضافة إلى برونا بانياتو من ايطاليا. وأليخاندرو موريون من اسبانيا.. ومن الوطن كل من رشيد بوجدرة، واسيني لعرج، آمين الزاوي، فضيلة الفاروق، جيالي خاص، سليمان جوادي، لحبيب السايح، ربيعة جلطي، عبد الله حمادي، وعبد القادر جمعي.
ويكتمل البرنامج الثقافي نشاطاته بتكريم كوكبة من الأدباء والمثقفين الجزائريين الذين أثروا الساحة الأدبية، مع استذكار من رحلوا عنا هذا العام وفاء لهم.
إيقرب يؤكد على دعم الحضور الشبابي في “سيلا 2025″
في سياق آخر، كشف محافظ الصالون الدولي للكتاب، محمد إقرب، عن جملة من الإجراءات الرامية إلى دعم الحضور الشبابي في التظاهرة، أبرزها تخفيض بنسبة 20 بالمئة في كراء الأجنحة الخاصة بالعارضين الشباب، واستحداث “جائزة الكتاب الأول” لتشجيع الأقلام الصاعدة، إلى جانب جائزة أفضل جناح لتحفيز دور النشر على تقديم محتوى مبدع ومتجدد.
وأكد إقرب، لدى حلوله ضيفًا على برنامج “مسميات” لملتميديا الإذاعة الجزائرية، أنّ العناية بالشباب ليست تفصيلًا تنظيميًا بل خيارًا إستراتيجيًا يرمي إلى “ضمان استمرارية الفعل الثقافي عبر جيل يؤمن بالكلمة ويمنحها صوته“، مشيرًا إلى أنّ قضية المقروئية “مسؤولية مشتركة لا يمكن أن تُلقى على المدرسة وحدها“.
صبرينة ك
جريدة الجزائر اليومية الجزائرية