
أصدرت دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة، كتاب “الجزائر في عهد عروج وخير الدين…وقائع تأسيس إيالة عثمانية (1512-1530) للدكتور سعيد شريدي.
ويشير الدكتور سعيد شريدي إلى معطى هام يتعلّق بضرورة تحرير تاريخ الجزائر العثمانية من ثنائية التمجيد والتشويه، ووضعه في إطار تاريخ عالمي متداخل يُبرز دور الجزائر كفاعل مركزي في الصراع المتوسطي، لا كطرف تابع أو مسلوب الإرادة. ومن خلال دراسته القيّمة يبرز تداخل العوامل الداخلية والخارجية في نشأة إيالة الجزائر، ويشير مجددًا إلى ضرورة التناول العلمي الموضوعي لتاريخ الجزائر بعيدًا عن منطق التبرير أو الأدلجة.
فمرحلة الحكم العثماني، الممتدة لثلاثة قرون كاملة، لا يمكن اختزالها في صور نمطية متناقضة بين التمجيد المطلق والشيطنة الكاملة، بل تستدعي إعادة تحقيب علمي دقيق يقوم على أسس منهجية، يراعي خصوصيات كل طور من أطوارها، ويغوص في تفاصيل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي شهدتها البلاد.
ويصف “شريدي” تجاوز القراءة التبريرية والاصطفافات الإيديولوجية بأنه فتحٌ لأفق معرفي جديد، يُعيد إدراج التجربة العثمانية الجزائرية في سياقها التاريخي الواقعي، كمرحلة لها إسهاماتها وإكراهاتها، وأثرها العميق في تشكّل الدولة والمجتمع. وبذلك يصبح التاريخ أداة للفهم والنقد، لا للتبرير أو الإدانة، ويغدو أساسًا لبناء وعي تاريخي رصين يتيح قراءة الماضي في ضوء منجزات الحاضر وأسئلته.
منجز قيّم من شأنه إعادة النظر في كثير من المسائل المتعلقة بتاريخ الجزائر وما يحيط به من أسئلة.
صبرينة ك
جريدة الجزائر اليومية الجزائرية