أشرفت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، بمعيّة أرحاب نسيمة وزيرة التكوين والتعليم المهنيين، على افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة بفيلا بولكين بحسين داي/العاصمة.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت الوزيرة أن الرؤية الثقافية المعتمدة اليوم تقوم على ترقية الإبداع النسوي وتثمينه في مختلف ولايات الوطن، مع إيلاء الجنوب الجزائري المكانة التي تليق بثرائه المادي واللامادي، مشيرة إلى سعيها الدؤوب لإشعاع هذا الإبداع وتصنيفه وطنيا ودوليا، وإبراز ما ينطوي عليه من قيم جمالية وحضارية تثبت أن الجزائر كانت دوما فضاء للتميز والإبداع.
وأكدت أن الإبداع النسوي ليس هامشا في الثقافة الوطنية، بل هو أحد منابعها العميقة، فهو الذاكرة التي تحفظ، والعين التي ترى، والعقل الذي يعيد تركيب العالم من زاوية أكثر رحمة وإنسانية. كما بيّنت أن هذا الإبداع لا يُقاس بما يُعرض على المسارح أو في المعارض فحسب، بل بما يتركه من أثر في الفكر الجمعي وبصمة في الوجدان العام، لأن الثقافة – حين تكون عادلة – تمنح الوطن أجمل ما فيه من طاقات، وحين تكون حرة تجعل الإبداع ممكنا للجميع، وحين تكون إنسانية تكتب التاريخ بضمير مشترك بين الرجل والمرأة على السواء، مضيفة أن دعم المرأة المبدعة ليس مجرد واجب مؤسساتي، بل هو رهان حضاري على المستقبل، تكون فيه المرأة أكثر حضورا وفاعلية، وتساهم في تكوين أجيال الغد الذي نريده مزدهرا ومتقدما، مؤكدة أن هذه الطبعة تحمل رسالة واضحة مفادها أن المرأة الجزائرية كانت ولا تزال، وستظل، ركيزةً من ركائز الثقافة الوطنية، وصوتا صادقا للجمال والإبداع والحرية.
وتضمّن برنامج الافتتاح فقرات موسيقية قدّمتها فرق نسوية من ولايات الجنوب الكبير، جسّدت تنوّع الموروث الغنائي الجزائري، إلى جانب معارض فنية وورشات حية أبرزت إبداعات المرأة في مجالات الحلي التقليدي، الأدب، المسرح، التصوير الفوتوغرافي، الفنون التشكيلية، التصميم، صناعة الأثاث، إضافةً إلى فضاء خاص بـ المبدعات الشابات و“ماستر كلاس” تطبيقي حول الابتكار في الصناعات الثقافية، ليُختتم الحفل بتذوّق أطباق تقليدية من الجنوب الكبير في لمسة احتفائية بالهوية الثقافية الجزائرية.
صبرينة ك