جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
افتتحت بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة، فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي الدولي للفن التشكيلي المعاصر، الذي يأتي هذا العام تحت شعار “ما وراء الحدود“.
وقد أشرفت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، على افتتاح التظاهرة، حيث طافت حول مختلف أجنحة الدول المشاركة، وتفاعلت الوزيرة مع العارضين واطّلعت على الأعمال الفنية المعروضة. وتوقفت عند عدد من اللوحات والمنحوتات التي تعكس تنوّع الأساليب والمدارس الفنية، حيث استمعت إلى شروح الفنانين حول تقنيات الفن ومقاربات إبداعية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكدت الوزيرة أن تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية يعزز حضور الفن كجسر تواصل بين الفنانين الجزائريين داخل الوطن وخارجه، خاصة فنانِي المهجر، كما ثمنت مشاركة فلسطين والصحراء الغربية في هذه الطبعة، رغم التحديات، لتمكين فنانَيهما من إيصال رسالتهما وقضاياهما العادلة إلى العالم، كما أشارت من جهة أخرى إلى أنه فرصة لفتح سوق حقيقية للفن التشكيلي في الجزائر من خلال إشراك أصحاب أروقة الفن ليساهموا في إحياء الساحة الفنية الوطنية وتمكين الفنانين من الوصول إلى جمهور أوسع خارج الجزائر.
وعلى هامش المهرجان، تم تنظيم جلسة إصغاء جمعت الوزيرة بالفنانين التشكيليين الجزائريين، استمعت خلالها إلى انشغالاتهم ومقترحاتهم، مؤكدة حرص الوزارة على مرافقة المواهب الوطنية، وتوفير فضاءات مستدامة للإبداع، وتكريس دور الفن كرافعة ثقافية واقتصادية.
برنامج دقيق ومدروس
في السياق، ارتأى منظمو المهرجان الدولي للفن المعاصر على أن يتم التركيز هذا العام على خلق شراكات للاستفادة منها على المدى المتوسط والبعيد فضلا على التركيز على فكرة التسويق.
وتشهد الطبعة مشاركة 34 دولة من أربع قارات، وحضور فنانين من دول: الكاميرون، بوركينافاسو، البحرين، النمسا، أرمينيا، النانيا، فرنسا، مصر، الدنمارك، التشكيك، الصين، لاتفيا، الكويت، ايطاليا، العراق، ايران، الهند، قطر، فلسطين، باكستان، نيجيريا، ليبيا، لبنان، تركيا، تونس، سوريا، السويد، السنغال، السعودية، أوغندا، الصحراء الغربية، أمريكا، بريطانيا، الجزائر، وتستضيف 22 قاعة دولية للفن التشكيلي، وثمانية أروقة جزائرية تسوق للأعمال وتعمل على خلق شراكات ومبادرات عملية.
في السياق، تم تسطير أيضا، المنتدى الدولي حول الفن المعاصر، ومعرض فناني المهجر والذي سينظم لأول مرة بعد الاستقلال، وكذا ورشة عمل التقييم الفني من الفكرة إلى بناء العرض (الهوية المهنية للقيم القني، التخطيط والتنفيذ من الفكرة إلى أرض الواقع، صناعة الخطاب الثقافي من المحلي إلى الدولي).
وخصصت هذه الطبعة التي تحتضنها عدة فضاءات ثقافية بارزة في العاصمة على غرار: قصر الثقافة والمدرسة الوطنية للفنون الجميلة، لمناقشة محاور رئيسية تتمثل في “سوق الفن” باعتباره رافد للحركية الفنية، وتأثير التحولات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي على الفنون، إضافة إلى قضايا الهوية والفن الإفريقي المعاصر.
ويعد هذا التجمع الفني الدولي، الذي يضم أيضاً معرضاً جماعياً لفناني المهجر، منصة لتعزيز الحوار الحضاري وبناء جسور التعاون، مؤكداً على دور الفن كآلية لمواجهة الانكسارات الإنسانية في زمن يشهد صراعات متعددة.
صبرينة ك