جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
أشرفت وزيرة البيئة وجودة الحياة، كوثر كريكو، أمس، رفقة عدد من أعضاء الحكومة، بقصر الثقافة مفدي زكريا على افتتاح أشغال اللقاء الوطني الدراسي حول جودة الحياة، تحت شعار “مكتسبات وطنية برهانات تنموية”، وتم خلاله تنصيب اللجنة القطاعية الوطنية لجودة الحياة، إلى جانب إطلاق منصة رقمية وطنية لمتابعة وتقييم تنفيذ المشاريع المرتبطة بتحسين جودة الحياة.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء الوطني، بالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في إطار الديناميكية الوطنية الهادفة إلى ترسيخ مقاربة شاملة لجودة الحياة، تقوم على التكامل القطاعي بين الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك ضمن مسار إعداد وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة وآفاق 2030.
ويهدف هذا اللقاء إلى إرساء فضاء مؤسساتي للحوار والتشاور بين مختلف الفاعلين، من قطاعات وزارية وهيئات عمومية وجماعات محلية ومؤسسات أكاديمية وممثلين عن المجتمع المدني، قصد تبادل التجارب، واستشراف آفاق جديدة للعمل المشترك.
وقد تناولت أشغال اللقاء جملة من المحاور، لاسيما تثمين الإنجازات الوطنية في مجال تحسين الإطار المعيشي، ومناقشة تحديد الأولويات الوطنية في مجال جودة الحياة، فضلا عن آليات التنفيذ والتنسيق بين القطاعات.
وقالت كريكو في كلمة لها على هامش افتتاح أشغال اللقاء، إن هذه الخطوة تندرج ضمن مسعى تجويد السياسات العمومية وتعزيز التنسيق القطاعي بين مختلف الفاعلين، بما يضمن نجاعة واستدامة المشاريع المنجزة، لاسيما مشروع المدرسة النموذجية المستدامة الذي تسعى الوزارة إلى تعميمه على المستوى الوطني.
وأوضحت كريكو أن جودة الحياة تمثل خياراً استراتيجياً للدولة انسجاماً مع دستور نوفمبر 2020 الذي كرس حق المواطن في بيئة سليمة، آمنة ومستقرة، وفي إطار رؤية شاملة تهدف إلى بناء اقتصاد منتج وتنافسي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة.
كما أبرزت الوزيرة أن هذا اللقاء يعكس وعي السلطات العمومية بأهمية تضافر الجهود المؤسساتية لتنفيذ الإصلاحات العميقة التي أقرها رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون، والتي شملت مختلف مناحي الحياة، من تحسين الخدمة العمومية، وإنجاز المشاريع السكنية والصحية والتعليمية، إلى تثمين الأجور، ودعم الشباب، وتعزيز البنى التحتية والمشاريع الهيكلية الكبرى.
من جانه ثمن وزير الدولة، وزير المحروقات والمناجم، محمد عرقاب، في كلمة له، تنظيم هذا اللقاء العلمي الهام، الذي يشكل فضاء لتبادل الرؤى والأفكار حول مفهوم جودة الحياة، باعتباره مفهومًا شاملا ومتكاملا يرتبط بتحسين مستوى الخدمات، وتعزيز الرفاه الاجتماعي، وضمان بيئة معيشية ملائمة ومستدامة.
وأوضح عرقاب أن قطاع المحروقات والمناجم يساهم بفعالية في ترقية جودة الحياة من خلال ضمان الأمن الطاقوي والمائي على المدى الطويل، وتثمين الموارد الوطنية من المحروقات والمنتجات المنجمية، إلى جانب تلبية احتياجات القطاعات الاقتصادية ودعم النمو والتنمية الوطنية.
وأبرز وزير الدولة، الجهود المبذولة في المجال البيئي، لا سيما من خلال تقليص البصمة الكربونية، وتطوير مشاريع هيكلية صديقة للبيئة، على غرار مشروع التشجير الذي أطلقته شركة سوناطراك، وكذا الإجراءات الرامية إلى خفض حجم الغاز المحترق، والحد من انبعاثات الميثان، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين.
كما تطرق وزير الدولة، إلى مساهمة القطاع في ترسيخ نموذج الاقتصاد الدائري، عبر تثمين النفايات، وتدوير المعادن، ورسكلة الزيوت المستعملة لإنتاج الوقود الحيوي، فضلا عن اعتماد حلول مبتكرة في مجال الوقود أسهمت في تحسين نوعيته والحد من الانبعاثات.
وفيما يخص الأمن المائي، أكد عرقاب أن تحلية مياه البحر تعد محورا أساسيا في استراتيجية القطاع، مبرزا الجهود المبذولة لاستغلال محطات التحلية القائمة ودخول محطات جديدة حيز الخدمة، بما مكن من رفع نسبة تغطية احتياجات المواطنين من المياه الصالحة للشرب وتعزيز الأمن المائي الوطني.
كما استعرض وزير الدولة جهود القطاع في مجال التحول الرقمي، من خلال تعميم وسائل الدفع الإلكتروني، وتطوير المنصات الرقمية الموجهة لخدمة المواطن والمتعامل الاقتصادي، بما يسهم في تحسين نوعية الخدمات وتبسيط الإجراءات.
رزيقة.خ