الأربعاء , أكتوبر 29 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / القمة الثالثة لتمويل تنمية البنية التحتية في إفريقيا:
رئيس الجمهورية يؤكد دعم الجزائر الثابت لمسار التنمية الشاملة في إفريقيا

القمة الثالثة لتمويل تنمية البنية التحتية في إفريقيا:
رئيس الجمهورية يؤكد دعم الجزائر الثابت لمسار التنمية الشاملة في إفريقيا

جدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمس، التأكيد على الدعم الثابت الذي تقدمه الجزائر لمسار التنمية الشاملة في إفريقيا، انطلاقا من قناعتها بأن النهضة الاقتصادية الحقيقية لن تتحقق إلا من خلال إنشاء بنى تحتية متكاملة وعصرية، تستجيب لتطلعات شعوب القارة وتواكب تحديات عالم متحول.

وفي كلمة ألقاها باسمه رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، خلال افتتاح أشغال القمة الثالثة لتمويل تنمية البنية التحتية في إفريقيا، المنعقدة بلواندا، برئاسة السيد جواو مانويل لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، شدد رئيس الجمهورية على أن الجزائر تظلمؤمنة بوحدة المصير الإفريقي ومتمسكة بمبادئ التضامن والأخوة“.

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر بادرت بتنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى ذات بعد قاري، وحرصت على تعبئة الموارد المحلية والانفتاح على شراكات مبتكرة ومتعددة الأطراف، بالتعاون مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية الداعمة.

كما ذكر بالتزام الجزائر، عبر مختلف المراحل، بدور فعال في دعم التنمية الإفريقية من خلال إطلاق وتنفيذ مشاريع واعدة تجسد قناعتها الراسخة بأن التعاون والتكامل هما السبيل الأنجع لتحقيق الرفاه المشترك.

ومن أبرز هذه المشاريع، يضيف رئيس الجمهورية، الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بخمس دول إفريقية، ويسهم في فك العزلة عن دول الساحل وتحويل الممر إلى محور اقتصادي وتجاري حيوي، إلى جانب ربط الجنوب الجزائري بشبكة السكك الحديدية، في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى توسيع هذا الربط مع دول الجوار لدعم التكامل الإقليمي والتنمية المشتركة، وكذا الطريق الرابط بين تندوف والزويرات في موريتانيا، الممول من طرف الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، لتسهيل الربط بين شمال وغرب إفريقيا، إضافة إلى مشروع وصلة الألياف البصرية المحورية العابرة للصحراء، الذي يهدف إلى تعزيز البنية الرقمية ودعم الاقتصاد الرقمي في منطقة الساحل لمواكبة التحولات التكنولوجية العالمية.

وفي السياق ذاته أبرز رئيس الجمهورية مشروع أنبوب الغاز النيجيريالجزائري عبر النيجر، الذي يمثل ركيزة استراتيجية للتعاون القاري في مجال الطاقة وتعزيز الشراكة جنوبجنوب.

كما شدد رئيس الجمهورية على أن الاستثمار في البنية التحتية يمثل أحد أهم محركات النمو الاقتصادي وأبرز عوامل تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات، بما يعزز مناعة الاقتصادات الإفريقية وقدرتها على المنافسة إقليميا ودوليا، مؤكدا أن هذا الاجتماع يجسد قناعة راسخة لدى الشعوب الإفريقية بأن البنية التحتية ليست مجرد هياكل مادية، بل هي شرايين التنمية ومفاتيح التكامل الإفريقي، والركيزة الأساسية لتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي.

وفي هذا السياق، لفت رئيس الجمهورية إلى ضرورة توفير بيئة مواتية تتيح حركة سلسة للأفراد والبضائع والخدمات، عبر شبكة مترابطة من الطرق والموانئ وخطوط السكك الحديدية والفضاءات الرقمية ومصادر الطاقة، بما يعزز الاندماج الإقليمي ويوحد الأسواق الإفريقية.

وإيمانا منه بالدور المحوري للبنية التحتية في تحقيق التكامل القاري وتعزيز السيادة الاقتصادية الإفريقية، دعا رئيس الجمهورية إلى تبني رؤية عملية واضحة تتجاوز حدود الالتزامات السياسية نحو آليات تنفيذية ملموسة، تقوم على تسريع استكمال المشاريع القارية الرئيسية المدرجة ضمن مبادرة تطوير البنية التحتية في إفريقيا، ضمن آجال زمنية محددة، مع ضمان المتابعة السياسية والفنية المستمرة من أعلى المستويات.

الجزائر تنفذ نحو 50 مشروعا رئيسيا للبنية التحتية ضمن استراتيجية طموحة

 كما دعا إلى إنشاء آلية تنسيق دائمة بين الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي والمؤسسات المالية الإقليمية، تضمن حسن تنفيذ المشاريع ذات الأولوية وتبادل الخبرات التقنية والمالية.

وفي ذات الصدد، حث رئيس الجمهورية على إزالة المعوقات التقنية والإجرائية والتمويلية التي تعرقل تقدم المشاريع الكبرى، واعتماد مقاربة مرنة تراعي خصوصيات كل منطقة، مع تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتعبئة الموارد الإفريقية في المقام الأول قبل اللجوء إلى التمويلات الخارجية، وتشجيع الحلول المبتكرة مثل إنشاء الصناديق السيادية الإفريقية المشتركة.

كما شدد على ضرورة إعطاء الأولوية للمشاريع ذات الأثر القاري الحقيقي، التي تسهم في خلق فرص عمل، وتربط بين الاقتصادات، وتدعم الأمن الغذائي والطاقوي والرقمي في القارة الإفريقية.

من جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية، بأن الجزائر تواصل تنفيذ ما لا يقل عن 50 مشروعا رئيسيا في مجال البنية التحتية، في إطار استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى تطوير الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسيته، موضحا أن هذه المشاريع تشمل قطاعات حيوية عدة، من بينها مشروعان استراتيجيان للسكك الحديدية: الأول يمتد على مسافة 950 كلم لربط منجم غارا جبيلات لخام الحديد بمدينة بشار، والثاني بطول 420 كلم لربط ميناء عنابة بمنطقة جبل العنق (تبسة)، وذلك في إطار مشروع وطني ضخم لتطوير شبكة النقل وتعزيز التكامل الاقتصادي.

كما يتعلق الأمر أيضا بإنجاز 5 محطات جديدة لتحلية مياه البحر بكل من ولايات وهران، تيبازة، الطارف وبومرداس (رأس جنات) وبجاية، يقول رئيس الجمهورية، مشيرا أيضا إلى توسيع شبكة مترو الجزائر العاصمة لتشمل المطار الدولي وعددا من الأحياء الجديدة، بما يسهم في تحسين النقل الحضري وتقليل الانبعاثات.

وفي مجال السكن، ذكر الرئيس بأن الجزائر تنفذ برنامجا وطنيا طموحا لبناء مليوني وحدة سكنية وتطوير أقطاب حضرية كبرى عبر مختلف الولايات، بهدف تلبية الطلب المتزايد وتعزيز التوازن الجهوي.

وأضاف أن الجزائر، انطلاقا من إدراكها لأهمية التحول الرقمي، تعمل على تعزيز بنيتها التكنولوجية وجعلها مركزا إقليميا رائدا في مجال الاتصالات والاقتصاد الرقمي بإفريقيا، بما يسمح بدمج اقتصادها في سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية.

وفيما يتعلق بالقارة الإفريقية، أكد رئيس الجمهورية أن تحقيق أهداف التنمية لن يتأتى إلا من خلال إرادة جماعية صلبة تترجم الأقوال إلى أفعال، وتجعل من النوايا إنجازات ملموسة على أرض الواقع، معتبرا أنالبنية التحتية ليست مجرد منشآت هندسية، بل هي أداة للتغيير والتحول، ومرآة لإرادة الدول في بناء إفريقيا جديدة تسير بخطى واثقة نحو الازدهار والسيادة“.

وأضاف أنالتكامل القاري لن يكون شعارا نردده، بل واقعا نعيشه، حين تصبح مشاريعنا القارية ثمرة رؤية إفريقية خالصة تجسد طموحات شعوبنا، وتستجيب لتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بكل واقعية ومسؤولية“.

وهنا دعا رئيس الجمهورية إلى تعزيز التنسيق الفعال بين الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء، قصد توحيد الجهود وتفادي الازدواجية وتسريع وتيرة تنفيذ المشاريع ذات الأولوية، مشددا على ضرورة إرساء آلية تقييم ومتابعة دورية تضمن الشفافية والمساءلة وتحول الخطط إلى نتائج ملموسة تحدث فرقا حقيقيا في حياة الشعوب.

كما أعرب عن إيمان الجزائر الراسخ بأن بناء المستقبل لا يمكن أن يتم دون إشراك الفاعلين الحقيقيين في مسار التغيير، وفي مقدمتهم الشباب، الذين يمثلون القلب النابض للقارة الإفريقية والعنصر الأكثر قدرة على الإبداع والتجديد.

كما أكد استعداد الجزائر التام لمواصلة العمل جنبا إلى جنب مع أشقائها الأفارقة ومؤسسات الاتحاد الإفريقي، من أجل تحقيق الأهداف الكبرى للتنمية القارية، وترسيخ التكامل الاقتصادي الذي يشكل أحد أعمدة الرؤية الإفريقية المستنيرة، الرامية إلى بناء إفريقيا قوية وموحدة ومزدهرة، تتكلم بصوت واحد وتتحرك بإرادة واحدة نحو المستقبل.

هذا وشارك رئيس مجلس الأمة عزوز ناصري، رفقة كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمى بختة منصوري في افتتاح أشغال القمة الثالثة لتمويل تنمية البنية التحتية في إفريقيا الجارية بالعاصمة الأنغولية لواندا.

وجرى افتتاح أشغال اللقاء، الذي يدوم أربعة أيام، برئاسة جواو مانويل غونسالفيس لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي.

وشارك في افتتاح القمة، المنظمة تحت شعاررأس المال والممرات والتجارة: الاستثمار في البنية التحتية من أجل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية والازدهار المشترك، رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، إلى جانب مفوضية الاتحاد الإفريقي ووكالة التنمية التابعة للاتحاد الإفريقي، المنظمتان للحدث بالتعاون مع الحكومة الانغولية وكذا المنظمات الاقتصادية الإقليمية والمؤسسات المالية الإفريقية والدولية وشركاء التنمية وكذا القطاع الخاص.

وتهدف القمة، التي تستقطب أزيد من 2000 مشارك، إلى تجنيد الموارد المالية لتسريع تمويل البنية التحتية في إفريقيا وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب تنفيذ برنامج تطوير البنى التحتية الذي يعد أحد أهم ركائز أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي.

وستقدم الجزائر، التي تسعى جاهدة لتعزيز التكامل الإفريقي والتنمية المستدامة في القارة، تجربتها في مجال انجاز مشاريع المنشآت الاستراتيجية والتزامها بتعزيز الربط الإقليمي والتعاون جنوبجنوب، لا سيما من خلال المشاريع التي تربط البلاد بمحيطها الإفريقي.

وستشمل الأشغال حوارات رئاسية ومنتديات للاستثمار القطاعي، بالإضافة إلى فضاءات للابتكار موجهة لإبراز حلول تكنولوجية ومشاريع مهيكلة، كما ستتناول النقاشات أيضا الأمن المائي وتمويل المبادرات المناخية والدور المتنامي للبنى التحتية والذكاء الاصطناعي في التحول الاقتصادي للقارة.

وقبلها، كان ناصري قد شارك في مراسم استقبال رؤساء الدول والوفود المشاركة، حيث التقى بالسيد جواو مانويل غونسالفيس لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي. وبالمناسبة، تم اخذ صورة تذكارية جماعية بحضور ناصري.

ف. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super