أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون أمس، حرص الدولة على الدفع بالجامعة الجزائرية ومنظومة التكوين بمختلف المستويات والتخصصات إلى الارتباط بالواقع الاقتصادي ومسارات التحول نحو اقتصاد المعرفة.
وفي رسالة له عشية إحياء الذكرى الـ69 ليوم الطالب، قال رئيس الجمهورية “وإنني في هذه السانحة، أجدد حرص الدولة على المزيد من الدفع بالجامعة الجزائرية ومنظومة التكوين بمختلف المستويات والتخصصات إلى الارتباط بالواقع الاقتصادي ومسارات التحول نحو اقتصاد المعرفة، وإلى وضع الآليات الكفيلة بإدماج الشباب الجامعي وخريجي معاهد التكوين في حركية هذه التحولات الحتمية نحو اقتصاد متفتح ومتنوع وتنافسي لا سيما من خلال تسهيل ومرافقة إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”.
وبهذا الخصوص، أعرب رئيس الجمهورية عن اعتزازه “الكبير بما يحققه المتفوقون النوابغ في جامعاتنا، من ريادة وتألق في الابتكار والإبداع، ومسايرة أرقى وأدق التكنولوجيات في العالم”.
وبذات المناسبة تقدم رئيس الجمهورية بتهانيه للطالبات والطلبة، “بناة جزائر اليوم، وحاملو راية أسلافهم من معدن الشهيدين عمارة رشيد وطالب عبد الرحمن وغيرهم من أولئك الذين سجلوا أسماءهم خالدة في صفحات مجد الجزائر وعزتها”.
وذكر رئيس الجمهورية بأن الجزائر واجهت غداة الاستقلال “أوضاعا قاسية وتحديات جمة لتدارك التأخر الفادح الذي كرسه الاستعمار البغيض في مجال التربية والتعليم بسياسة التجهيل والحرمان ، ومحاولات طمس الشخصية والهوية الوطنية”، مضيفا أنها تمكنت “بإرادة الوطنيين من تجاوز تلك الأوضاع الصعبة وبناء منظومة جامعية وطنية مشرفة بتأطير بيداغوجي متكامل، وبهياكل ومنشآت تغطي كل أنحاء الوطن، تستجيب لمتطلبات الجامعيات والجامعيين، وتتوفر على شروط التحصيل العلمي والمعرفي في مناخ يليق بهذا الجيل الواعد”.
وتحيي الجزائر، اليوم الاثنين، اليوم الوطني للطالب المخلد للذكرى الـ 69 لإضراب 19 مايو 1956 التاريخي في ظل مكاسب عدة للطلبة على درب تشجيع الكفاءات العلمية على الابتكار والإبداع لمسايرة التطور التكنولوجي في العالم.
وتضطلع الجامعة الجزائرية، اليوم، بدور هام في مسار الارتقاء بالجزائر إلى مصف الدول المتقدمة، لاسيما في المجالات ذات الصلة بالعلوم والتكنولوجيا، حيث قطعت، في سبيل تحقيق هذا الهدف، خلال السنوات الأخيرة، خطوات هامة ترجمتها العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لفئة الطلبة بتأكيده، في أكثر من مقام، على “دعم الدولة لمشاريع الطلبة وتشجيعهم على المزيد من الابتكار والإبداع والتوجه نحو استحداث مؤسساتهم الناشئة”.
وضمن هذا المسعى، جاء قرار رئيس الجمهورية بالرفع من قيمة المنحة الجامعية، علاوة على توجيهاته للشروع في مخطط الإصلاح الشامل للخدمات الجامعية، وهو ما يعكس رؤية شاملة تصبو إلى الاستثمار في الطلبة باعتبارهم من أهم الثروات التي تعتمد عليها الجزائر.
وتعول الجزائر على الطاقات الطلابية الشابة للسير قدما نحو آفاق أرحب على نهج التطور والازدهار، كما اعتمدت عليهم ذات 19 مايو 1956، حين قرر طلبة الجامعات والثانويات شن إضراب عن الدروس والامتحانات، تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني، ما شكل نقلة نوعية في مسار الثورة التحريرية المجيدة.
وسيبقى هذا الحدث البارز في تاريخ الذاكرة الوطنية نبراسا يهتدي به جيل اليوم والغد، في سبيل رفعة الوطن بين باقي الأمم، وهو ما شدد عليه رئيس الجمهورية حين دعا إلى ضرورة استلهام العبر من “تاريخنا وماضينا المشرف، تقديرا لتضحيات من سبقونا”.
وكتأكيد منه على الأهمية التي يوليها للشباب والطلبة، التزم رئيس الجمهورية بعدم اتخاذ أي قرار يخصهم “دون إشراكهم فيه وموافقة المجلس الأعلى للشباب”، مبرزا حرصه شخصيا على تطبيق ذلك.
ف. س