
تعززت الساحة الأدبية برواية جديدة للصحفي والكاتب سعيد خطيبي موسومة “حطب سراييفو“، وذلك عن منشورات الاختلاف في الجزائر ومنشورات ضفاف في لبنان.
وحسب الملخص الذي أرسله سعيد خطيبي لــ “الجزائر“، فإن رواية “حطب سراييفو“، التي صدرت مؤخرا، والتي ستكون متاحة في الصالون الدولي للكتاب في طبعته الثالثة والعشرون المزمع انطلاقه غدا الاثنين، تعود إلى نهاية التّسعينيات من القرن الماضي، حيث تدور أحداثها، على امتداد عام واحد فقط، فبينما كانت سراييفو تخرج، بتشوّهاتها وآلامها، من حرب شرسة، وحصار طويل، حوّل المدينة إلى ما يُشبه سجناً مفتوحاً، كانت الجزائر تفوح منها رائحة الموت، بسبب حرب أهلية، عجزنا على إيجاد اسم لها.
ويستفيد سعيد خطيبي من وقائع تاريخية، تعود بعضها إلى الحرب العالمية الثّانية، ويُشيّد عالماً روائيا، تتقاطع فيه مصائر أشخاص كثر.
فالرواية –حسبه– ترويها شخصيتان، إيفانا، التي فقدت والدها في حرب البوسنة والهرسك، وسليم، الذي يعيش سنوات الخوف في الجزائر، قبل أن يلتقيا ويتبادلان الأدوار، في سرد ما عاشاه. “حطب سراييفو“، لا تركّز على الحرب، في حدّ ذاتها، بل تجعل منها فقط خلفية ومطيّة، لتتبع حوات أشخاص عاديين، تسحقهم الأحداث الدّامية، تمحو ماضيهم، وتنزع عنهم هوياتهم القديمة، وتحوّلهم إلى أشخاص آخرين، بهويات جديدة ومختلفة.
قضى الكاتب عاماً، متنقلاً بين الأمكنة، التي تسردها الرّواية: في مدن سراييفو، توزلا، بانيا لوكا، موستار، سبليت، زغراب، وكذا في البليدة وأولاد يعيش وتيبحيرين وبرج منايل، كما تطرح هذه الرّواية واحدة من الحقائق التّاريخية المطمورة، وهي مشاركة جزائريين، في حرب البلقان الأخيرة، وتُحيط بشذرات من التّاريخ السوسيو–ثقافي المشترك، بين الجزائر والبوسنة والهرسك. إن هذه الرّواية، التي تلامس هشاشة الإنسان، وحساسيته في لحظات القسوة والتّراجيديا، وتشابه الأقدار، تُحيلنا إلى لحظات حرجة، من التّاريخ المعاصر، وتُحاول تقديم تصوّر مختلف، لحربين، اشتعلتا في مكانين مختلفين، لكنهما يحملان كثيراً من التّشابهات.
يذكر أن سـعيد خطيبي كاتب وصـحافي جزائري، من مـواليد 29 ديـسمبر1984، عـمل فـي جريدة “الجزائر نيوز“، حيث ساهم لمدة سنتين في تحرير الملحق الثـقافي “الأثـر” ثم انتقل إلى جـريدة “الـخبر“، درس في الـجزائر، وفرنسا، يكتب باللـغتين العربية والفرنسية، وعام 2012 حصل على جائزة الصحافة العربية…
من أشهر مـؤلفاته “بعيدا عن نـجمة” 2009، “أعـراس النار: قأـصة الأراي” 2010م، والذي يعتبر أول كتاب توثيقي حول موسيقى الراي، كـما نشر في كـتاب “عبرت المساء حافياً” حوارات مع أشهر الكتاب الفرانكفونيون. عام 2013، أصـدر روايأته الأولى كـتاب “الخطايا“، التي نالت صدى نقدياً واسعاً في الجزائر والعالم العربي.
صبرينة ك
جريدة الجزائر اليومية الجزائرية