
أكد المكلف بالإعلام في جبهة العدالة والتنمية محمد الأمين سعدي أن “تشكيلته السياسية مستمرة في إعداد مقترحاتها حول الدستور وأن انتقاداتها لمضمون وتوقيت عرض المسودة ومعها اللجنة التي كلفت بصياغة المقترحات والمطالبة بلجنة أخرى، هو تأكيد على أن المسار التوافقي هو الضامن لتعديل دستوري يضمن الاستقرار للبلاد ويؤسس لعهد جديد ينشده كل الجزائريين دون استثناء”.
وذكر محمد الأمين سعدي في تصريح لـ”الجزائر” أن “قضية تعديل الدستور في حد ذاتها محورية لما للدستور من أثر على جميع القوانين وكونه ميثاقا يحكم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وسيجد أي حزب نفسه يتعاطى معه بغض النظر عن الموقف من المسودة التي بين أيدينا أو من المسار الذي اتخذته السلطة ككل، فحماية الثوابت الوطنية ومحاربة تغول السلطة التنفيذية على بقية السلطات وتعزيز المشاركة السياسية وحمايتها من التمييع وتجريم التزوير وتعزيز استقلالية القضاء وحماية الحريات الفردية والجماعية، كل هذه القضايا هي مواضيع نضال دائم من أجل تقويتها وتفويت الفرصة على كل تعديل يجعلها تتراجع”، مشددا أن “جبهة العدالة والتنمية تؤمن أن المسار التوافقي هو المسار الضامن لتعديل دستوري يضمن الاستقرار للبلاد ويؤسس لعهد جديد ينشده كل الجزائريين دون استثناء وما انتقادها لمسار تعديل الدستور إلا حرص على هذا الهدف.”
كما أبرز المتحدث ذاته، أن “اللجنة الوطنية لدراسة مسودة الدستور التي أنشأها المكتب التنفيذي الوطني رفقة مكتب مجلس الشورى الوطني ووضعوا محددات عملها الستة تواصل عملها من أجل صياغة تقرير حول المسودة وهو التقرير الذي ستستند إليه قيادة الجبهة للرد على الرئاسة، بالموازاة مع ذلك لا يزال النقاش الداخلي لمناضلي الجبهة وإطاراتها مستمرا بطرق مختلفة ومتماشية مع الوضع الخاص الذي تمر به البلاد وقد عقدت الجبهة الجمعة، اجتماعا وطنيا لهياكلها التنظيمية من أجل التشاور حول المستجدات السياسية للبلاد بما فيها تعديل الدستور.”
وردا على مسعى المشاورات مع الطبقة السياسية والمجتمع المدني والتي كانت العدالة والتنمية قد كشفت عنه في وقت سابق في محاولة لبلورة موقف مشترك حول مسودة تعديل الدستور كشف القيادي في جبهة العدالة والتنمية أن “الكشف عن مسودة تعديل الدستور في الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد يشكل عائقا أمام فتح نقاش واسع حول هذه الوثيقة”، غير أن هذا لم يمنعه من التأكيد على أن هذا المسعى سينضج مع الوقت سيما مع جملة المواقف الأولية التي كشف عنها مختلف التشكيلات السياسية، وذكر في هذا الصدد: “الظرف الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر والعالم ألقى بظلاله على التواصل بين الفواعل السياسية في البلاد، وقد سبق للجبهة أن نبهت إلى أن إطلاق هذه المسودة في هذا الوقت العصيب سيكون عائقا أمام فتح نقاش واسع حول محتوى المسودة لكنني متفائل بأن مسعى التشاور مع الطبقة السياسية من شخصيات وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الجادة والملتزمة بمطالب الحراك الشعبي سينضج بمرور الوقت خاصة بعد أن أبدت أغلب القوى السياسية في البلاد مواقفها الأولية من المسودة.”
زينب بن عزوز
جريدة الجزائر اليومية الجزائرية