جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
توفيت الفنانة الجزائرية القديرة باية بوزار المعروفة باسم بيونة أمس الثلاثاء بمستشفى بني مسوس بالعاصمة، عن عمر ناهز 73 سنة، متأثرة بسرطان الرئة، حيث كانت الراحلة ترقد في المستشفى بالجزائر منذ يوم الثلاثاء 4 نوفمبر الفارط، بعد تدهور مفاجئ في حالتها الصحية، وبعد أن تدخلت مصالح وزارة الثقافة والفنون بعد تلقيها ما يفيد بتعقّد وضعها الصحي، لتأمر وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، بالتكفل بالمتابعة الطبية بالفنانة بشكل عاجل.
في السياق، تقدم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بأخلص عبارات التعازي والمواساة، لأسرة الفقيدة الفنانة الراحلة، كما وجّه رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، تعزية إلى عائلة الفنانة الراحلة باية بوزار “بيونة” وإلى كل الأسرة الفنية، مشيرًا إلى مسارها المميز في الساحة المسرحية والسينمائية، والتي كانت من أبرز الوجوه التي صنعت حضورًا فنّيًا استثنائيًا في الجزائر.
كما عزت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، عائلة الراحلة معتبرة إياها أيقونة متفرّدة من أيقونات الفن الجزائري، تفتّح اسمها في وجداننا كزهرةٍ في بستان الثقافة، بين المسرح والغناء والدراما، وأبهرتنا بجرأتها، وبساطتها، وقوة حضورها الذي لا يُشبه إلّا نفسه.
واستحضرت الوزيرة لقاءها مع الراحلة بيونة حين زارتها في المستشفى الأسبوع الماضي؛ حيث رأت في عينيها نفس الشغف بالحياة، ونفس الغِنى الإبداعي الذي منحته لنا منذ عقود. فبيونة “حسب الوزيرة” لم تكن مجرد فنانة؛ كانت أمًّا للفن، ورسخت رمزية المرأة الجزائرية، وعبّرتِ عن نبض الشارع وروح الإبداع، حتى أصبحتِ مرآةً تُجلي ملامح تاريخنا، وأحلامنا، وآلامنا، وفرحنا، وخسارتها هي خسارة للغنى الثقافي الجزائري.
وتعد بيونة المولودة سنة 1952 بحي بلوزداد، واحدة من أبرز الأسماء في الدراما والكوميديا الجزائرية، وقد استطاعت عبر أعمالها أن تحجز مكانة مميزة في ذاكرة المشاهدين بفضل شخصيتها العفوية وروحها المرحة، وأدوارها التي بقيت راسخة في القلوب انطلاقاً من مسلسل دار السبيطار وصولا إلى آخر أعمالها الدرامية الدامة وحضت بمسيرة سينمائية لامعة
واشتهرت بيونة بمسيرتها الفنية المتنوعة، حيث بدأت منذ سن مبكرة في عالم المسرح والتمثيل، لتبرز لاحقا في الغناء والموسيقى والكتابة، مسهمة بذلك في تمثيل الثقافة الجزائرية والتعريف بها في الداخل والخارج، خاصة في أوروبا.
من أبرز أعمالها مسلسل “الدار الكبيرة“، مسلسل “المليونير“، “الدامة“، “دار لفشوش” وسيت كوم “ناس ملاح سيتي” (2002–2005)، الذي لعبت فيه دورا رئيسيا وحقق لها شهرة واسعة، مما جعلها من الأسماء اللامعة على الساحتين الجزائرية والأوروبية… وقد تم تكريمها بوسام الاستحقاق والتميز من طرف جمعية قدماء الثقافة والإعلام في جوان 2024.
صبرينة ك