جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دخلت الحملة الانتحابية لتشريعيات الرابع ماي المقبل، مرحلة العد التنازلي، حيث أصبح المرشحون ورؤساء الأحزاب يدفعون بكل ما لديهم من خطاب سياسي من أجل إقناع الناخبين واستمالتهم إلى صفوفهم، قصد تحقيق الأغلبية البرلمانية ومن ثم تشكيل الحكومة المقبلة.
ومن بين هذه الأحزاب السياسة تحالف حركة مجتمع السلم، حيث لا يزال رئيسها عبد الرزاق مقري يقود صولات حزبه في مختلف الولايات الجزائرية، في صورة ولاية سعيدة التي زارها صبيحة أمس وألقى فيها كلمة أمام جمع من أنصاره، الذين دعاهم خلال الكلمة التي ألقاها على مسامعهم، بضرورة ” دعم قائمة تحالف حمس والدفع بها إلى الأمام من أجل تحقيق المرتبة الأولى في هذه الولاية، خاصة أن “حمس” تعرضت لظلم كثير في هذه الولاية الفلاحية، من طرف أحزاب السلطة التي تعمل على تزوير الانتخابات في كل استحقاق” مضيفا في الوقت ذاته أن “قائمة سعيدة هي الأحسن من بين كل القوائم التي وقف عليها في بقية الولايات، كما أن أغلب عامريها من الشباب ونحن ندعو إلى الاستثمار في هذه الفئة الفعالة”.
من جهة أخرى، وجه مقري انتقادا لاذعا لأحزاب السلطة التي تداولت على الحكم في الجزائر منذ الاستقلال، ولم تستطع أن تقدم ما هو مطلوب منها للشعب الجزائري، مضيفا في الوقت ذاته أن حركته صبرت ومن يناصرها من المواطنين قد ضاقوا ذرعا من هذه الفئة، قائلا “لقد صبرنا عليكم كثيرا، 55 سنة من الحكم لم تستطيعوا أن تقدموا شيء للشعب الجزائري لقد قدتمونا إلى الهاوية رغم أن الجزائر مرت ببحبوحة مالية كبيرة، لقد حكمتمونا باسم الاشتراكية وفشلتم، حكمتمونا باسم الفوضى الاقتصادية وصنعتم رجال أعمال من أموال الشعب وفشلتم، لذلك نقول لكم كفى كفى فلم يعد لنا صبر أكثر”.
وفي السياق ذاته، وجه مقري ردا عنيفا على أحمد أويحي الذي يقول في خطاباته أثناء الحملة الانتخابية، أن الجزائر مقبلة على أزمة كبيرة لابد من الاستعداد لها جيدا، قائلا ” رئيس حكومة سابق يقول أن الجزائر على أبواب أزمة، فنرد عليه بالقول أنتم من جرّ البلاد إلى هذه الأزمة الاقتصادية، لأن سياستكم كانت فاشلة وأخذت البلاد إلى الهاوية، لذلك نحن نرفض أن تجربوا فينا مرة أخرى والشعب كله يرفض ذلك، وإذا أصررتم على هذا الأمر بالتزوير فان البلاد ستدخل نفقا مظلم لا يُحمد عقباه”.
وخلال استعراضه لجزء من برنامج حزبه، أكّد مقري أن تحالفه يملك برنامجا كبيرا أحسن مما تملكه الحكومة ذاتها، مضيفا في الوقت ذاته أن سعيدة ولاية فلاحية وبرنامجه يهتم كثيرا بهذا الجانب، ويدعوا الى تطويره على مر السنوات المقبلة، حتى تصبح الجزائر صاحبة اكتفاء ذاتي شأنها شأن الدول الأخرى، قائلا بهذا الخصوص “هل يعقل أن يكون للجزائر أراضي شاسعة تحتضنها ولاية سعيدة ولا تقدر على تحقيق اكتفاء ذاتي، وتبقى تابعة للمستعمر الفرنسي تقتني وتستورد منه حاجياتها من القمح وغير من المواد الغذائية، بل إن هناك أطرافا عملت على تحطيم البذور الجزائرية الرفيعة بأخرى مستوردة ومعدلة جينيا”، مضيفا “الجزائر البلد الوحيد في العالم الذي لا يملك بنك بذور، لأنهم يريدون منا ان نبقى أتباعا للمستعمر الفرنسي يزودنا ويبيعنا ما هو ملك لنا”.
وفي السياق ذاته، اتهم مقري المسؤولين على القطاع الفلاحي بأنهم أناس لا يملكون الكفاءة اللازمة، كما أن البرامج التي قاموا بها من قبل هي ذرّ للرماد في العيون، وأن الأموال التي صرفت في هذا القطاع وجّهت إلى جهات أخرى، قائلا “الفلاح الجزائري لا يريد المال من الدولة بقدر ما يحتاج إلى توفير الأرضية اللازمة من اجل تسويق منتجاته، هناك فلاحين أكدوا لي رميهم لأطنان من البذور، في حين تقوم الدولة عبر مافيا الاستيراد إلى توريد هذه السلعة إلى الجزائر والتسبب في استنزاف العملة الصعبة” مضيفا في الوقت ذاته أن “مسؤولين بسفارات أجنبية يزورون مافيا الاستيراد إلى بيوتهم لعد الصفقات على حساب الشعب الجزائر دون أن الحكومة ساكنا” على حد تعبيره.
وعلى صعيد آخر، اتهم مقري جهات خارجية بالتعاون مع أخرى داخلية لم يسمها، بأنها تسعى إلى تحطيم الأسرة الجزائرية من خلال استغلال المرأة، قائلا “هناك من يريد تقسيم وتفتيت المجتمع الجزائري وضربه من الداخل، عن طريق تحريك ملف المرأة الذي حتما سيؤدي إلى كسر الرابط الأسري المتين، وللأسف هناك أطرف داخلية تعمل مع أخرى خارجية من اجل تحقيق ذلك”.
ع.فداد