
رسّم المنتخب الوطني الجزائري تواجده في الدور ثمن النهائي من كأس إفريقيا 2025، بعد الفوز لذي حققه أمام بوركينافاسو أول أمس، ضمن الجولة الثانية من دور مجموعات “الكان”، ليصدر “الخضر” المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط، وضمنوا بذلك التأهل في الريادة بغض النظر عن نتيجة مباراة الجولة الثالثة أمام غينيا الاستوائية، في حين سيلاقي السودان، منتخب بوركينافاسو.
واستطاعت تشكيلة “الخضر”، إحداث قطيعة مع آخر نسختين والإخفاق المسجل بعد الخروج من الدور الأول في دورتي الكاميرون 2021 وكوت ديفوار 2023، إذ أنهى المنتخب الوطني عقدة الدور الأول من كأس أمم إفريقيا، رغم أنه كان يُدافع عن لقبه في نسخة 2021، ومرشحا قويا للتتويج في النسخة الماضية، إلا أن الجماهير الجزائرية تلقت صدمات قوية، عطفا على قيمة الأسماء والنجوم في صفوف “محاربي الصحراء”، والتي يُمكنها صنع الفارق من دون صعوبة أمام أقوى المنتخبات. وخيب حينها رفاق محرز الآمال، عكس هذه البطولة التي حصدوا خلالها العلامة الكاملة، بتسجيل أربعة أهداف من دون اهتزاز شباكهم.
وكان بيتكوفيتش قد صرح قبل بداية البطولة بأن الهدف الأول من هذه المشاركة هو تخطي الدور الأول، ولم يتحدث عن المربع الذهبي أو الحصول على اللقب، بل كان كل هدفه إنهاء عقدة الدور الأول بعد ست مباريات من دون انتصار تواليا، ومِن ثم تفوق على المدرب السابق، الجزائري جمال بلماضي، الذي قاد المنتخب الجزائري في آخر نسختين من النهائيات مبكرا من دور المجموعات، ويبقى على بيتكوفيتش أن يهزم بلماضي في التحدي الأصعب، وهو الحصول على اللقب مثلما حصل في مصر عام 2019، عندما كتبت الجزائر كبرى صفحات النجاح في تاريخها.
التقني السويسري حقق جميع أهدافه مع “الخضر”
وبعد تجاوز الدور الأول، يكون المدرب فلاديمير بيتكوفيتش قد حقق جميع الأهداف المسطرة مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حتى الآن، بعدما سبق له قيادة “الخضر” لبلوغ نهائيات كأس العالم 2026 المقررة الصيف المقبل بكل من الولايات المتحدة الأمريكية، كند والمكسيك، بعد غياب دام 12 سنة كاملة، قبل أن يواصل سلسلة نتائجه الإيجابية وينجح في التأهل إلى الدور الثاني من كأس أمم إفريقيا الحالية في نسختها 35، ورغم أن طموحات الجماهير الجزائرية أكبر بكثير من الدور الثاني من “الكان”، إلا أن ما حققه المنتخب الوطني حتى الآن يستحق الثناء، بعد نكستين في آخر نسختين كأس أمم إفريقيا، بخروجه من الدور الأول وعجزه عن تحقيق أي فوز منذ كأس إفريقيا بمصر 2019.
أرقام مميزة فرديا وجماعيا
وبالعودة إلى الأرقام، يواصل المنتخب الجزائري تعزيز رصيده القاري بـ30 انتصارا مقابل 28 خسارة و24 تعادلا، مع تسجيل 101 هدف مقابل استقبال 93، في حصيلة تعكس مسيرة طويلة من التحدي والتطور، كما شهد اللقاء الأخير أيضا تسجيل ركلة الجزاء الخامسة في تاريخ الجزائر بكأس إفريقيا، بتوقيع قائد الفريق رياض محرز، الذي واصل كتابة اسمه بأحرف بارزة في سجل المنتخب، فضلا عن ذلك واصل رياض محرز مطاردة التاريخ، ليصبح ثالث لاعب جزائري يسجل ثلاثة أهداف في أول مباراتين بكأس إفريقيا، منضما إلى نخبة تاريخية صنعت أمجاد الكرة الجزائرية.
وعلى مستوى حراسة المرمى، دخل لوكا زيدان التاريخ، بعدما أصبح أول حارس جزائري يحافظ على نظافة شباكه في أول مباراتين بـ”الكان” منذ نسخة 1996، ليمنح الدفاع والحارس معا علامة كاملة في بداية البطولة، كما شهدت مباراة “الخيول”، بمشاركة 3 لاعبين للمرة الأولى في كأس إفريقيا، ويتعلق الأمر بسمير شرفي وحيماد عبدلي وزين الدين بلعيد.
ع. ب
جريدة الجزائر اليومية الجزائرية