الجمعة , أبريل 26 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / الخبير في السياسات الثقافية الدكتور عمار كساب من تونس: “تجسيد “المحيط المناسب للفنون” داخل القطاع الثقافي أصبح ضرورة”

الخبير في السياسات الثقافية الدكتور عمار كساب من تونس: “تجسيد “المحيط المناسب للفنون” داخل القطاع الثقافي أصبح ضرورة”

 

 

قال الخبير في السياسات الثقافية الدكتور عمار كساب بأنه عندما اختتمت أشغال المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية بمكسيكو شهر أوت 1982 بالمصادقة على “الإعلان الدولي حول السياسات الثقافية”، كان مصطلح “السياسة الثقافية” قد أصبح بمثابة العصى السحرية التي ستطور قطاعات الفنون والثقافة عبر العالم، باعتبار الثقافة عنصر أساسي في الهويات الوطنية، محرك مهم للنمو الاقتصادي والاجتماعي، وأداة لتحريك الديمقراطية، كما نص عليه نص البيان الذي صوت عليه من طرف 126 دولة كانت ممثلة في المؤتمر.

وأضاف كساب في مداخلته الموسومة “فخ السياسات الثقافية وحل المحيط الملائم للفنون” الذي قدمها في لقاء “المورد الثقافي” الذي انقد أول أمس بتونس، بأن بعض الدول المتقدمة انطلقت، وأخرى في طريقها إلى النمو، إلى وضع سياسات ثقافية تطور الصناعات الثقافية وتعزز تنوعها الثقافي، فكانت نتائجها مبهرة، بينما تأخرت دول أخرى، خاصة في إفريقيا ودول المنطقة العربية، التي كانت تنظر إلى السياسات الثقافية بمنظور الريبة، بما يحمله المصطلح ووسائل تجسيده من مسؤوليات اتجاه حرية التعبير الفني وحماية أشكال التنوع الثقافي، مشيرا إلى أنه مرت حوالي 20 سنة على مؤتمر مكسيكو، لتأخذ منظمات المجتمع المدني في إفريقيا والمنطقة العربية مسؤولياتها، وتتبنى المصطلح الجديد، وتضغط على حكومات بلدانها لوضع سياسات ثقافية من شأنها أن تطور القطاع الثقافي وتعزز مكانة القطاع الثقافي المستقل فيها.

وبعد عمل جبار وسط محيط كان في مجمله عدائي، قال كساب بأن مصطلح “السياسة الثقافية” انتشر كحتمية لتطوير القطاع الثقافي، مضيفا أنه في أواخر العشرية السابقة، بدأت وزارات الثقافة في إفريقيا والمنطقة العربية تتبنى مصطلح “السياسات الثقافية”، الذي أصبح يستعمل في التصريحات الرسمية، بعد أن كان منبوذا، وبدأت أولى خطوات تجسيده، خاصة بالاعتماد على التشريع الثقافي وآليات تقنية أخرى، نشرها القطاع الثقافي المستقل، ولكن عوض أن تستعمل هذه الآليات لتطوير القطاع، استعملت من طرف وزارات الثقافة للهيمنة المطلقة على القطاع، حيث أن هذه الآليات سمحت لها بالسيطرة على كل دواليب القطاع، فأضعفت دور القطاع المستقل، وبذلك أصبحت السياسات الثقافية فخ، وقع فيه القطاع الثقافي المستقل، الذي أصبح دوره يكاد أن يكون منعدما منذ بضعة سنوات.

ونبه عمار كساب إلى أنه وجب التفكير في مصطلح وآليات جديدة، من شأنها تطوير القطاع الثقافي، والمصطلح الجديد المسمى “المحيط المناسب للفنون”، مقاربة تضع المتدخلين في القطاع الثقافي (قطاع خاص وعام ومستقل، الخ) في نفس مستوى المسؤولية والأهمية، وعلى نفس المسافة من المنتوج الفني، عكس “السياسة الثقافية” التي كانت تضع القطاع العام قي قلب إستراتيجية الثقافة، وبذلك يحدد المحيط الملائم للفنون أدوات مشخصة لكل قطاع، للسماح للفاعل الثقافي، مهما كان وضعه القانوني والمعنوي، بالمساهمة في تطوير القطاع والاستفادة من مخلفاته، معتبرا أن المحيط الملائم للفنون هو مجموعة العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على تنمية القطاع الثقافي، والصناعات الثقافية بصورة خاصة، حيث هو مجموعة الإجراءات والتدابير القانونية والإدارية والتعاملات الرسمية وغير الرسمية، التي تسهل أو تعيق الإبداع الفني وحركة السلع والخدمات الفنية والثقافية على المستوى المحلي، وهدف هذا المصطلح الجديد، وهو إتاحة الفنانين والفاعلين الثقافيين والمستثمرين الظروف الملائمة لخلق قيمة مضافة داخل القطاع.

 

صبرينة ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super