السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / رغم الجهود المبذولة :
أحياء بالعاصمة تغرق في النفايات

رغم الجهود المبذولة :
أحياء بالعاصمة تغرق في النفايات

سجلت بعض أحياء الجزائر العاصمة وضواحيها في رفع النفايات المنزلية، ما جعل الروائح الكريهة تعم هذه المناطق وتتسبب في تذمر وغليان وسط السكان، ورغم الأزمة الصحية التي تمر بها الجزائر لجهود الولائية المبذولة من أجل مكافحة وباء كورونا و القضاء على مشكل تراكم النفايات ورفعها، إلا أن الأمور لم تسر وفق ما كان مسطرا لها، لتتحول بعض أحياء العاصمة إلى مفرغات ونقاط سوداء شوهت المنظر الجمالي للعاصمة..
المتجول في شوارع العاصمة وأزقتها وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل والي العاصمة، بالتنسيق مع رؤساء البلديات في العاصمة ومؤسستي النظافة “نات كوم” و”إكسترا نات” للحد من الانتشار الرهيب للنفايات الذي بات ملفتاً للنظر، إلا أن بعض المواقع تم السيطرة عليها في وقت تحولت أخرى إلى نقاط سوداء، باختلاف البلديات واختلاف موقعها الجغرافي.
وفي هذا السياق أدى غياب حاويات ذكية على مستوى عدة أحياء بالرويبة الواقعة شرق العاصمة إلى غزو النفايات نحو المجمعات السكنية، بحيث أضحى القاطنون بالطوابق السفلى مجبرين على التعايش مع الروائح الكريهة وكذا المناظر المشوهة للمحيط وانتشار الحشرات على غرار ما يحدث في حي 600 مسكن الذي يستقبل نفايات الأحياء الجديدة المجاورة التي لا تتوفر حتى على حاويات عادية أو مجرد أماكن مخصصة لإلقاء القاذورات، وهذا بشكل فاق قدرة استيعاب حاوياتها، ما جعل السكان يلقونها في كل مكان وزاوية بعيدا عن رقابة السلطات المحلية التي لم تبادر إلى حل المشكل رغم تفاقمه يوما بعد آخر وعدم التحاق جميع السكان بأحيائهم الجديدة بعد، الأمر الذي يؤكد أن عمال النظافة سيواجهون مهمة أصعب مستقبلا بالنظر إلى التعقيدات الكثيرة التي يواجهونها يوميا لاحتواء الوضع حاليا والذي خرج عن السيطرة منذ تخلي سكان حي 600 مسكن الذي دخلوه قبل سنة فقط عن نقل نفاياتهم إلى المناطق المخصصة لرمي النفايات خارج منطقتهم والتحول إما نحو حي 500 مسكن المجاور أو إلقائها في أي مكان .
يفرض مشكل غزو النفايات نفسه بقوة على مستوى أحياء الرويبة رغم حرص كثير من المتضررين وأصدقاء البيئة وفعاليات المجتمع المدني على نقل الانشغال إلى مسامع الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للرويبة، خلال زيارة ميدانية قادته إلى أحياء الترقوي العمومي قبل فترة، داعين إلى تنفيذ كامل بنود دفتر الشروط الخاص بتشييد بنايات
وأعاب الكثير من القائمين على هذه السكنات انعدام نقطة خاصة برمي القمامة بطريقة منظمة، تحمي البيئة والسكان من التلوث والعشوائيات التي أضحى البعض منهم يلجأ إليها للتخلص من نفاياتهم والتي شكلت ازعاجا كبيرا لدى القاطنين بالطوابق الأرضية .
وازدادت ظاهرة التلوث بأحياء بلدية بوزريعة الواقعة غرب العاصمة بشكل أثار حفيظة عدد من الناشطين في الجمعيات المحلية الذين اقترحوا التجّند لإنهاء سيناريوهات الفوضى وصور القاذورات المنتشرة هنا وهناك، منوّهين إلى المبادرات التي اتخذتها مصالح البلدية في مساعيها إلى الحد من انتشار فيروس كورونا وتقليص هوة التلوث بالمنطقة، داعين السكان إلى المساهمة بدورهم في الإبقاء على الأماكن نظيفة من خلال احترام مواعيد إخراج النفايات سيما في الوقت الراهن الذي كثرت فيه البقايا المنزلية لزيادة الاستهلاك الذي تعود عليه الكثيرون ممن اضطروا لملازمة منازلهم لأكثر من خمسة أشهر.
وناشد سكان الرغاية في العاصمة، السلطات المحلية التدخل قصد انتشالهم من الوضع الذي آلت إليه مدينتهم، حيث باتت البلدية تغرق في النفايات، الأمر الذي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، مرجعين السبب وراء تراكم النفايات إلى السلطات المحلية التي انتهجت سياسة اللامبالاة حسبهم.كما عبّر سكان المنطقة عن مدى تذمرهم الشديد من الوضع الكارثي الذي آلت إليه منطقتهم، أين تحوّلت إلى شبه مفرغة عمومية، وهو ما أضحى مشهدا مألوفا في الحياة اليومية للسكان، رغم أن هذا الوضع يشكل خطرا على صحة وسلامة القاطنين بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منها.وتستمر معاناة المواطن مع مشكلة غياب النظافة، بالرغم من تعليمة الولاية القاضية بضرورة معالجة النفايات والقضاء على النقاط السوداء في العاصمة.
من جهتهم، يحمل المواطنون، الذين يقومون هم بدورهم برمي النفايات الصلبة جنبا إلى جنب مع النفايات المنزلية، الجماعات المحلية التي لم تخصص أمكنة معينة للتخلص من هذه المخلفات، المسؤولية، فيما تؤكد بعض جمعيات الأحياء أن تسيير النفايات الصلبة لم يجد طريقه للحل، كون الجماعات المحلية والمصالح الولائية عموما اكتفت بتسيير النفايات المنزلية التي يخرجها المواطن يوميا، متغافلة عن أطنان النفايات الهامدة وغير القابلة للتحلل التي يرمي بها المواطنون، خاصة بأحياء السكنات الجماعية، حيث تشوه المحيط وتؤثر سلبا على الإطار الحضري للسكان. وتقل هذه النفايات بأحياء السكنات الفردية التي يساهم سكانها في الحفاظ على الشوارع نظيفة وخالية من المخلفات، مؤكدين أن مهمة نقل نفايات السكان من الردوم ومخلفات أشغال البناء والخردة وأشغال إعادة تهيئة وتنظيف الحدائق العمومية هي من صلاحيات البلدية، بينما يتحجج العديد من الأميار بأن البلديات لا يمكنها أن تقوم بمهامها من دون إمكانيات مادية وبشرية، ولا يمكنها بالوسائل البسيطة التي تملكها تغطية كل النقائص بها في مجال النظافة وتهيئة المحيط.
ف. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super