من المقرر أن تجتمع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها أو ما يسمى بمجموعة “أوبك+” بعد غد الأربعاء 2 فيفري، للنظر في تطورات سوق النفط العالمية خصوصا مع الارتفاع المسجل في أسعار البترول وفي ظل التهديدات التي قد يشكلها انتشار فيروس كورونا في العالم، وكذلك التوترات الجديدة المحتملة في أوكرانيا، وهي كلها عوامل ستدرسها المجموعة لاتخاذ القرار الذي سوف تراه مناسبا في اجتماعها الوزاري المرتقب.
ينعقد الاجتماع الوزاري لمجموعة أوبك+” بعد غد الأربعاء الموافق لـ 2 فيفري، في ظرف قد يكون استثنائي مقارنة بالاجتماعات التي عقدت سابقا، وهذا لعدة عوامل، منها الارتفاع القياسي لأسعار النفط التي تجاوزت عتبة 91 دولار للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها في أكثر من سبع سنوات.
ورغم أن هذا الارتفاع حسب العديد من المحللين “ظرفي” ومرتبط بعوامل أخرى ذات صلة، إلا أن هناك توقعات لمؤسسات عالمية تشير إلى أن هذا المنحنى التصاعدي للأسعار “سوف يستمر طيلة شهر فيفري، وقد يعرف بعض التراجع الطفيف جدا بعدها، لكنه سيعاود الارتفاع من جديد لتصل الأسعار للذروة خلال نهاية الصائفة”.
ولا يعد عامل ارتفاع الأسعار وحده الذي سيكون محل نقاش ودراسة خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة “أوبك+”، إذ تفرض الوضعية الوبائية في العالم نفسها على الاجتماع، خصوصا مع انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا “أوميركون” بمختلف دول العالم انتشار كبيرا، ما تسبب في ارتفاع كبيير في عدد الإصابات بالعالم، وتأثير ذلك على النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي على الطلب العالمي على النفط.
وقد يكون للتوترات التي تشهدها منطقة شرق أوروبا والشرق الأوسط نصيب في النقاشات التي سوف تطرح في الاجتماع الوزاري للمجموعة، خصوصا وأن هناك مخاوف من صراع عسكري محتمل في أوكرانيا والذي من شأنه التسبب في اضطراب أسواق الطاقة وخاصة إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
ورغم أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قال إن “موسكو لا تريد الحرب مع أوكرانيا، إلا أن التخوف من احتمال حدوث حرب قد دفع بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ على ما يبدو إجراءات استباقية تفاديا لحدوث أزمة تموين بالنفط والغاز في أوروبا من خلال إبرام اتفاق مشترك على الالتزام بتعزيز التعاون في مجال أمن الطاقة بين الجانبين، والعمل للتغلب على تحديات أمن الإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة، حيث أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين، التعاون في مجال أمن الطاقة وتسريع التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، وقد جاء في بالبيان الأمريكي الأوروبي المشترك بضرورة “الالتزام بالعمل معا بشكل وثيق للتغلب على التحديات المتعلقة بأمن الإمدادات وارتفاع الأسعار في أسواق الطاقة، والالتزام بتكثيف التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة من أجل تأمين الإمدادات والعمل لتوفير إمدادات طاقة موثوقة ومعقولة التكلفة للمواطنين والشركات في الاتحاد الأوروبي وجواره، وكذا أن تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل مشترك من أجل إمداد الاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي بشكل مستمر وكافي وفي الوقت المناسب من مصادر متنوعة في جميع أنحاء العالم لتجنب صدمات الإمداد، بما في ذلك تلك التي “قد تنجم عن غزو روسي محتمل لأوكرانيا”، و”التعاون مع الحكومات ومشغلي السوق على توريد كميات إضافية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا من مصادر متنوعة في جميع أنحاء العالم”.
وفي ظل كل هذه العوامل سوف تدرس مجموعة “أوبك+” خطتها الإنتاجية لشهر مارس القادم، إذ قد تقرر المجموعة الإبقاء على نفس السياسية الإنتاجية المتضمنة بزيادة شهرية بـ400 ألف برميل يوميا، والتي تمت المصادقة عليها في جويلية 2021، أو قد تتخذ قرارات أخرى مفاجئة وفقا لما قد تراه يتماشى مع توقعاتها للمرحلة القادمة في ظل التطورات المحتملة.
للإشارة، فإنه قد ارتفعت أسعار النفط، خلال نهاية الأسبوع، لتحقق مكاسب للأسبوع السادس على التوالي، وقد زادت العقود الجلة لخام برنت القياسي إلى 90.34 دولار للبرميل خلال تعاملات أول أمس السبت، بعدما بلغت 91.04 دولارا ليلة الخميس إلى الجمعة في أعلى مستوى منذ أكتوبر 2014، وصعدت العقود الجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 87.61 دولار للبرميل.
وكان الخام الأمريكي قد بلغ أيضا أعلى مستوياته في سبعة أعوام عند 88.54 دولار في وقت سابق من الجلسة، وسجل الخامان أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ أكتوبر من العام المنصرم.
رزيقة. خ
الرئيسية / الاقتصاد / في ظل تطورات متسارعة من ارتفاع قياسي للأسعار وتوترات جديدة:
“أوبك+” تجتمع لمناقشة جديد سوق النفط العالمية هذا الأربعاء
“أوبك+” تجتمع لمناقشة جديد سوق النفط العالمية هذا الأربعاء
في ظل تطورات متسارعة من ارتفاع قياسي للأسعار وتوترات جديدة:
الوسومmain_post