سيكون ملف سوريا وليبيا واليمن وفلسطين ومكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والسلاح والهجرة، من أبرز الملفات الثقيلة التي توضع على طاولة أول قمة عربية أوربية مطلع 2019 بشرم الشيخ وتجمع قادة ورؤساء الدول والحكومات من الجانبين.
تستضيف رسميا مدينة شرم الشيخ بمصر يومي 24 و25 من شهر فيفري القادم 2019 أول قمة عربية أوربية، بحضور رؤساء الدول والحكومات من الجانبين العربي والأوروبي،ويتواصل التحضير للقمة بين الطرفين والتي من المنتظر أن تتناول العديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية، والمسائل المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن بينها القضية الفلسطينية وسبل التوصل إلى السلام الشامل والعادل.
هذا وسيتم مناقشة ملفات سوريا وليبيا واليمن، والجهود العربية والأوروبية والأممية المبذولة من أجل التوصل إلى تسويات سياسية لهذه الأزمات والتعاون العربي الأوروبي والتحديات المشتركة بين الجانبين، كمكافحة الإرهاب، وملف الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والسلاح.
وتعد القمة العربية الأوروبية المقبلة قمة تاريخية، حسب المختصين حيث تعقد لأول مرة ،ومن المنتظر أن يعقد اجتماع مسبق وزاري عربي أوروبي، في بروكسل، للتحضير للقمة في 4 فيفري المقبل أيضا.
من جهته كان قد تحدث مساء أمس الأول وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، مشاركة الجزائر في أشغال القمة العربية الأوروبية التي ستجرى أشغالها بمصر مطلع سنة 2019 ودعا مساهل في تصريح صحفي عقب المحادثات التي جمعته بنظيره الأردني، أيمن الصفدي، إلى تنسيق المواقف والتكلم بصوت واحد كعرب كما يفعله الأوروبيون، مضيفا أنه يوجد تحديات وإذا أردنا حقيقة أن نعمل كعالم عربي لرفع هذه التحديات فلا بد أن نقوم بإصلاحات عميقة على مستوى الجامعة العربية.
ويذكر أن الاتفاق على عقد هذه القمة المهمة كان خلال أشغال القمة العربية التي عقدت في البحر الميت العام الماضي 2017، أين تم الموافقة على عقد هذه القمة مع دول الاتحاد الأوروبي الـ28.
عقد القمة جاء رغبة من الجانبين لإحداث نقلة نوعية في العلاقات”
من جانبها تحدثت رانيا أوراغ، مديرة إدارة أوروبا والتعاون العربي الأوروبي بالجامعة العربية،عن هذه القمة المنتظرة ،مؤكدة أنها جاء رغبة من الجانبين لإحداث نقلة نوعية في العلاقات ،وأشارت في تصريح سابق لها خلال الجلسة الافتتاحية بمقر جامعة الدول العربية،أنه يوجد حرص من طرف الجامعة العربية على تعزيز علاقتها مع الجانب الأوروبي وذلك من خلال مختلف آليات التعاون القائمة مع المنظمات الأوروبية وبحث ما تم انجازه من الارتقاء بالتعاون العربي الأوروبي والانتقال به إلي مرحله جديدة ،وقالت إنه تم الاتفاق علي عقد أول قمة عربية أوروبية خلال شهر فيفري عام 2019 في مصر، وذلك رغبة من الجانبين لإحداث نقلة نوعية في العلاقات بينهما في مختلف المجالات، لاسيما في ظل الفرص والتحديات المشتركة التي أضحت تربط الإقليمين أكثر من أي وقت مضي.
كما أكدت أهمية التعاون بين الجامعة العربية ومنظمه الأمن والتعاون في أوروبا، مشيرة إلى أنه يعد أحد هذه الآليات التي يسعي الجانبان العربي والأوروبي إلي تطويرها لتكتمل مسيرة التعاون الشاملة بينهما من خلال إقامة فاعليات وأنشطة مشتركة،وأشارت إلى أن العلاقة بين المنظمتين أصبحت أكثر عمقا منذ عام 2011 حين التقي الأمينان العامان للمنظمتين بمقر الأمانة العامة.
ويذكر أنه تم عقد ورشة العمل الأولي لخبراء جامعة الدول العربية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 2014، حيث إفتتح الورشة الأمينان العامان للمنظمتين وتم عرض مدونات السلوك وأفضل الممارسات في عمل المنظمة المترجمة للغة العربية في مجالات الأسلحة الصغيرة والخفيفة ورسم سياسات هجرة فعالة في منطقه المتوسط والالتزام بالبعد الإنساني ومراقبة الانتخابات والمساواة بين الجنسين في الترشح للمناصب،ويذكر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية التقي بأمين عام منظمه الأمن والتعاون في أوروبا نحو أربع مرات خلال الفترة القصيرة الماضية وآخرها كان في فيينا خلال فعليات ورشة العمل الثانية لتبادل الخبرات.
الاتحاد الأوروبي يدعم مبادرة عقد القمة العربية الأوربية
من جهته كان قد أعرب رئیس مجلس الاتحاد الأوروبي، دونالد تاسك مؤخرا،عن دعمھ للجھود المبذولة لعقد قمة بین الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربیة مطلع العام 2019وقال تاسك في تصریح أطلقه خلال زیارته للقاهرة “لیس لدي شك في المصادقة على المبادرة الداعیة إلى عقد قمة بین الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في جامعة الدول العربیة في مطلع العام 2019.”وأضاف أنه یجب علینا أیضا مناقشة إمكانیة تعزیز التعاون في مجال الھجرة” مشیرا الى ضرورة مواصلة بذل الجھود في مكافحة تھریب البشر والاتجار بھم التي قال أنھا باتت من أولویاتھا،ويأتي هذا بعد إصدار الاتحاد الأوروبي قرارا مؤخرا بتعيين الدبلوماسية الهولندية ،سوسانا تيرسال، مبعوثة خاصة أوروبية لعملية السلام في الشرق الأوسط حتى فيفري عام 2020 وذكر الاتحاد في بيان أن مهام المبعوثة الخاصة تتمحور حول المبادرات والخطوات الهادفة للتوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين، وأضاف أن المبعوثة الأوروبية الجديدة تيرسال تسعى أيضا الى الحفاظ على التواصل مع الأطراف المعنية بعملية السلام ومن بينهم الجهات الفاعلة السياسية والدول الأخرى والأمم المتحدة والمنظمات الدولية .
وللإشارة الجامعة العربية تبذل جهودا كبيرة خلال الفترة الحالية للإعداد لثلاث قمم خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وهى القمة الاقتصادية والتنموية الرابعة التي تستضيفها لبنان 19 و20 جانفي القادم، والقمة العربية الأوروبية التي تعقد في مصر 24-25 فيفري المقبل، بالإضافة إلى القمة العربية في دورتها الثلاثين و التى تعقد في تونس 31 مارس المقبل،ويشار أن وجود هذه القمم المتعاقبة يلقي بالعبء والمسؤلية علي الأمانة العامة للجامعة العربية .
رزاقي.جميلة