الجمعة , مايو 3 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / رابح لونيسي أستاذ التاريخ بجامعة وهران لـ "الجزائر"::
“إعادة الجماجم لا بد أن يتبع بقرار تجريم الإستعمار”

رابح لونيسي أستاذ التاريخ بجامعة وهران لـ "الجزائر"::
“إعادة الجماجم لا بد أن يتبع بقرار تجريم الإستعمار”

– كيف ترى مسألة إعادة جماجم المقاومين الجزائريين إلى الجزائر من فرنسا والطلب الرسمي الذي تقدمت به الجزائر نحو السلطات الفرنسية؟
طبعا هو انتصار للجزائر على الإستعمار الغاشم في مجال الذاكرة، لكن يجب الحذر من الوقوع في اللعبة الفرنسية اتجاه الجريمة الاستعمارية، لأن فرنسا الرسمية تسعى دائما منذ فترة إلى الاعتراف بجرائم محددة مثل اعتراف هولاند بجرائم 17 أكتوبر1961 أو اعتراف السفير الفرنسي بجرائم 08 ماي 1945، ثم تضعها الدولة الفرنسية في إطار جرائم معزولة لأفراد، وليس كجريمة ارتكبتها الدولة الفرنسية ذاتها، والتي تدخل في إطار جريمة شاملة وهو الإستعمار الذي لا يمكن وصفه إلا بـ”المجرم”، فكل استعمار هو جريمة، فمسألة هذه الجماجم بإمكانها أن تستخدم لترضيتنا وتصويرها لنا بأنها جرائم ارتكبها بعض قادة جيشها آنذاك، فهذا خطأ في نظري، هذا ما يجب الانتباه إليه.
  – هل إعادة الجماجم إلى الجزائر انتصار للسلطات الجزائرية في إطار تسوية ملف الذاكرة مع فرنسا؟
كي نقول هو انتصار للسلطات الجزائرية فقط هو في الحقيقة ظلم في حق مجموعة الأكاديميين الذين طالبوا بذلك، واتخذوا مبادرة جمع التوقيعات منذ عدة شهور، فلم يكن تدخل السلطة إلا عند الإجراءات التنفيذية مؤخرا، وهو دليل قاطع على أنه لو تركت مسائل الذاكرة كالاعتراف بالجرائم الاستعمارية للأكاديميين ولمنظمات المجتمع المدني، لأمكنها أن تحقق الكثير في هذا المجال.

– كيف يتم إعادة الاعتبار لتلك الجماجم، هل بدفنها في إطار رسمي؟
إن إعادة هذه الجماجم وإعادة دفنها ذكرتني بيوم كبير عاشته الجزائر في 1984 عندما استعيدت رفاة الكثير من شهدائنا ورموزنا الكبرى، ثم أعيد دفنها في الذكرى الثلاثين لثورتنا التحريرية بمقبرة العالية في احتفال رسمي أبكانا جميعا آنذاك، لكن هذه المرة فالأمر يختلف نوعا ما، أكيد أفضل أن يتم ذلك في احتفال رسمي وشعبي، لكنه مرفوقا بتغطية إعلامية كبيرة جدا كي نربط الجزائريين بهؤلاء الأبطال والتذكير بالثمن الذي دفعناه من أجل تحرير الجزائر، لكن هذا لا يكفي، فيجب استغلال عملية إعادة دفنهم لتجريم الإستعمار أكثر وإبراز مدى بشاعته، وبودي لو نضع مجسمات لهؤلاء الأبطال في أماكن إستشهادهم، ونذكر فيها بالمجرمين الاستعماريين، فمنهم الكثير من علقت رؤوسهم، فلنعد رسم الصورة بمجسمات مثلا في أماكن استشهادهم كي تبقى شاهدة على بشاعة الإستعمار وعلى شجاعة وبطولة هؤلاء، ولما لا وضع كتيبات توزع بالمجان تعرف بهؤلاء الأبطال مثلا.
حاوره : إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super