الثلاثاء , مايو 21 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / البليدة:
إلتفاف مجاهدي الولاية حول مبادرة تسجيل شهاداتهم التاريخية الحية

البليدة:
إلتفاف مجاهدي الولاية حول مبادرة تسجيل شهاداتهم التاريخية الحية

تعرف مبادرة تسجيل الشهادات التاريخية للمجاهدين منذ عدة سنوات بهدف الحفاظ على تاريخ و تراث الجزائريين التفافا ملحوظا من قبل مجاهدي ولاية البليدة الذين تطوعوا لتقديم شهاداتهم لنيل شرف المشاركة في كتابة تاريخ أعظم الثورات التحريرية.
وأوضحت رئيسة مصلحة التراث التاريخي و الثقافي بمديرية المجاهدين و ذوي الحقوق المحلية، نعيمة بلعربي، ل/وأج أن مديرية المجاهدين قامت منذ بداية عملية تسجيل الشهادات الحية للمجاهدين منذ إطلاقها من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بجمع 279 شهادة بالصوت و الصورة بمعدل ساعي يقدر باكثر من 239 ساعة بفضل تجاوب المجاهدين معها سعيا منهم لنيل شرف المشاركة في كتابة تاريخ بلادهم وتخليد ذكرى شهداء نالوا شرف الشهادة على أرض المقاومة.
وأضافت السيدة بلعربي أن المديرية تسابق الوقت لجمع و تسجيل أكبر عدد ممكن من شهادات المجاهدين، كون العديد من الشهادات المهمة ضاعت بسبب وفاة مجاهدين معروفين بتاريخهم النضالي، لافتة إلى أنه يتم إرسال هذه المادة الخام بشكل دوري إلى الوزارة الوصية، فضلا عن وضعها تحت تصرف الطلبة و الأساتذة الجامعيين.
وبحسب رئيسة مصلحة التراث التاريخي و الثقافي بمديرية المجاهدين و ذوي الحقوق المحلية، فإن “جل مجاهدي الولاية يعتبرون مشاركتهم في هذه المبادرة واجب وطني و أمانة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل تحرير وطنهم و هذا بغية الحفاظ على الذاكرة الوطنية و توثيق بطولات و مآثر أبطال آمنوا باستقلال بلادهم و تعريف العالم بها”.
ويركز القائمون على عملية تسجيل شهادات المجاهدين الذين يتم استقبالهم في قاعة مخصصة لذلك، على عدة نقاط أساسية أبرزها الرتب و المسؤوليات التي تقلدوها طيلة نضالهم مع جبهة التحرير الوطني و حيثيات التحاقهم بصفوفها وكذا اسمهم الثوري، مع التطرق إلى انخراطهم في العمل السياسي قبل اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر.
كما يحاول محاورو المجاهدين الحصول على معلومات تخص حيثيات المعارك أو العمليات التي شاركوا فيها و أسماء الشهداء أو المجاهدين الذين كانوا معهم، لاسيما أسماء القادة، إلى جانب أسئلة تخص دخولهم السجن أو وقوعهم في الأسر و ظروف إطلاق سراحهم أو فرارهم على أن يفسح لهم المجال في نهاية المقابلة للإدلاء بمعلومات أخرى لم يتم سؤالهم عنها.
ومراعاة للظروف الصحية للمجاهدين الذين يتعذر عليهم التنقل لمقر المديرية المحلية، تقول السيدة بلعربي، يتم التنقل إليهم إلى مقر سكناهم للاستماع إلى شهادتهم و تسجيلها، هذا فضلا عن اغتنام فرصة حضور بعضهم إلى المديرية لتسوية وثائقهم لتسجيل شهاداتهم الحية.

ومن بين هؤلاء المجاهدين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هذه المبادرة، المجاهد بلقاسم بوخلافة، البالغ من العمر 87 سنة و المعروف ب”القبايلي”، الذي عمل طيلة مساره الثوري كفدائي بولاية البليدة و كذا عبر عدة ولايات من الوطن.
وبنبرة كلها افتخار بتاريخ الثورة التحريرية، عاد المجاهد بوخلافة في حواره مع /وأج بذاكرته إلى تاريخ إطلاق أول رصاصة في الفاتح من شهر نوفمبر 1954 معلنة انطلاق أعظم ثورة تحريرية أين كان في فرنسا التي ذهب إليها بدافع الحصول على منصب عمل بسبب الظروف المزرية التي كان يعيشها في الجزائر جراء ظلم وطغيان المستعمر.
وقال المجاهد بوخلافة أنه يعجز عن وصف المشاعر التي انتابته لحظة بلوغه خبر انطلاق الثورة التحريرية و التي امتزجت بين الفرح و الفخر ليقرر بعدها مباشرة الرجوع إلى أرض الوطن للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني و يتمكن من تحقيق حلمه بعد اكتسابه ثقة القادة سنة 1956 و يكلف بالعمل كفدائي، مستغلا عمله بمحل للمواد الغذائية الواقع بباب ادزاير (الجزائر) وسط مدينة البليدة.
وقال ذات المجاهد أن مهمته كانت تتمثل في نقل المؤونة للمجاهدين وهي العملية التي كانت تتم بمساعدة أحد الفرنسيين العاملين بالبلدية من المتعاطفين مع القضية الجزائرية بحيث كان يسهل له الحصول على رخصة المرور عند الحواجز العسكرية، هذا فضلا عن تكليفه بنقل الرسائل و الوثائق.
وفي هذا الصدد، أكد المجاهد أن الدافع من انخراطه في هذه المبادرة (تسجيل شهادته) هو “تعريف الأجيال الصاعدة و كذا العالم بنضال و مآثر الثورة التحريرية بدل الاعتماد على الأرشيف الفرنسي الذي يغيب حيز كبير منه الحقيقة”.

انخراط مؤسسة الولاية التاريخية الرابعة في المبادرة
وبدورها حرصت مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة التي يشرف عليها العقيد يوسف الخطيب، على المشاركة في هذه المبادرة بهدف كتابة تاريخ هذه الولاية التاريخية بلسان صانعيه من خلال جمع أكبر قدر ممكن من شهادات مجاهدي ومناضلي هذه الولاية التاريخية.
وذكرت المكلفة بالتاريخ لدى هذه المؤسسة، نعيمة مهديد، أن هذه الشهادات تحتوي على معلومات تخص التاريخ النضالي لكل مجاهد وأخرى تتعلق بعدة مواضيع ذات علاقة بالثورة التحريرية، على غرار الوحدات العسكرية بالولاية الرابعة ودور المرأة بهذه الولاية و الجرائم المرتكبة من قبل الجيش الفرنسي والمساجين والمعتقلين والفارين من الجيش الفرنسي ودورهم بالولاية الرابعة وكذا قادة وضباط هذه الولاية.
كما نوهت السيدة مهديد بالاهتمام الكبير الذي أولاه المجاهدون لهذا المشروع الذي سيمكن عقب انتهائه من وضع بنك معلومات يضم تفاصيل عن كافة الأحداث والمعارك التي شهدتها هذه الولاية التاريخية.
ووفقا للمكلفة بالتاريخ لدى مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة، فقد تم منذ بدء العملية خلال السنوات الماضية “جمع عدد كبير من شهادات المجاهدين و كذا الأشخاص الذين عايشوا فترة الثورة التحريرية خاصة القاطنين منهم بالأرياف من نساء و كذا ممن تجاوز سنهم العشرة سنوات خلال تلك الفترة والذين اعتبروا كشهود عيان”.

وفضلا عن تطوعهم للإدلاء بشهاداتهم الحية، لم يتردد العديد من المجاهدين أيضا في تسليم مختلف الوثائق والملفات الخاصة بالثورة التحريرية وحتى صور العديد من الشهداء المعروفين بتاريخهم النضالي الحافل بالانتصارات و مجهولي الشكل.

مشروع صورة لكل شهيد لتخليد ذكرى الأبطال
وبهدف تدعيم بنك معلوماتها بأكبر عدد ممكن من صور شهداء حرب التحرير، أطلقت مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية مؤخرا مشروع “صورة لكل شهيد” لتخليد ذكرى هؤلاء الأبطال و تعريف الأجيال الصاعدة بهم، حسبما أفادت به المشرفة عليه زينب بن يوسف.
وحسب السيدة بن يوسف، يعرف هذا المشروع هو الآخر تجاوبا كبيرا من طرف المجاهدين و ذويهم و كذا عائلات الشهداء الذين تنقلوا إلى مقر المؤسسة الواقع ببلدية العفرون (غرب الولاية) لتسليم صور أبطالهم و أخرى تخص قادة معروفين.
وفي هذا الصدد تدعو مؤسسة المجاهدين و عائلات الشهداء عبر ثمانية ولايات (البليدة، تيسمسيلت، المدية، الشلف، عين الدفلى، تيبازة، بومرداس و الجزائر العاصمة) إلى دعم هذا المشروع من خلال إرسال صور الشهداء أو المجاهدين إلى مقر المؤسسة أو التواصل معها عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك”مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية”.
وكانت المؤسسة قد شرعت في نشر صور الشهداء سواء منفردة أو أخرى تجمع العديد من المجاهدين و الشهداء عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك مرفوقة بسيرتهم الذاتية التي تتضمن الاسم و اللقب و ظروف و مكان التقاط الصورة و التي عرفت تفاعلا كبيرا من قبل متتبعي الصفحة الذين أشادوا بهذه المبادرة التي مكنتهم من التعرف على وجوه أبطال كانوا يعرفونهم بالاسم فقط.
ق. م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super