كشف المخرج السينمائي محمد زاوي، عن جديده الفني والمتمثل في الانتهاء كتابة سيناريو فيلم وثائقي خيالي، عن حياة الفنان الراحل عثمان بالي، منذ أشهر، وشاركه في العملية المنتج عبد الكريم سكار، هذا الأخير الذي قام بإيداع ملف لدى لجنة القراءة بوزارة الثقافة والفنون، من أجل توفير غلاف مالي لإنجاز هذا المشروع الكبير، مشيرا في منشور على حسابه الشخصي عبر “الفيس بوك” إن مشروع الفيلم كبير فعلا، إن وفرت له الموارد المالية الكافية لإنجازه.
واعتبر زاوي، بأن تخصيص فيلم وثائقي لهذا الفنان التارقي الكبير، الذي مثل شعبه على الساحة الدولية، يعني تقديم وجهة نظر مثيرة للتفاؤل حول الإبداع ومسؤولية الحفاظ على الذاكرة الشفوية، من محاولات السطو والطمس والتشويه والمساهمة في الترويج الإيجابي والذكي والواعي بمواطنة الأحاسيس، وإيصالها إلى مرافئ العالمية، من خلال اللغة البصرية متعددة الوسائط.
في السياق، أبرز أن الطاقم يريد من العمل أن يكون فيلما مخالفا لنمطية الأفلام الوثائقية الكلاسيكية، بل سننطلق من الخيال من أجل البحث عن أحداث واقعية، للغوص في حكاية الفنان عثمان بالي مع الماء بمعادلته الجمالية والموسيقية، من الجذور إلى الأغصان، وضمن مقاربة للمتغيرات المناخية التي نتمنى أن تعيد الصحراء إلى زمن الازدهار الغابر”، مضيفا أنه مثلما حلم عثمان بالي واستفاق ذات يوم مع آذان الصبح على حلم جميل، عادت فيه الخضرة والأشجار وكل أنواع الحيوانات من فيلة وزرافات وأسود وطيور على كل أشكالها إلى التاسيلي ناجر، في الصحراء الجزائرية، وجعله هذا الحلم يؤلف أغنية “تهرجيت” التي تغنى بها في الكثير من قاعات ومسارح العالم. بل لا زال الناس في جانت يشبهون المطر الغزير بـ”مطر بالي”، وفي حال الجفاف يتمنون لو عادت “مطرة بالي”.
ولم يخف ذات المتحدث، عن أمله في أن يسوق صورة التاسيلي ناجير في جمالياته وتنوعه إلى العالم، وحلمه أن يعبر هذا الفيلم الجزائري من جانت إلى الأمازون، وأن يعبر المتوسط والأطلسي والبحر الأحمر وينقل نبض الجزائر الثقافي والحضاري، ويكون بمثابة جواز سفر للخيال والماء وأوتار عود فنان لا يولد مرتين.
يذكر أن عثمان أغ بالي مغني جزائري من الطوارق، ولد في مدينة جانت في الجنوب الجزائري الكبير لقبيلة الآجر الطارقية ويلقى احترام الجميع في الجزائر وفي خارجها، درس الطب وتخرج بشهادة طبيب وبدأ في منطقته يؤدي الحفلات الغنائية والأعراس والمناسبات الدينية وغيرها وتعلم العزف على العود وأتقن الإيقاع الطارقي وبدأ يشتهر سنوات السبعينات إلى غاية وفاته. تعلم العود على يد الفنان صالح دقدوقة ابن مدينة عين صالح بولاية تمنراست.
صبرينة ك