يبدو أن الخلافات الحاصلة بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء الغربية ستلقي بظلالها على السياسة الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون وهذا منذ ساعات من تنصيبه كرئيس للجمهورية أمس، والسبب يعود إلى تقديم حزبه ” الجمهورية إلى الأمام ” للانتخابات التشريعية المقبلة ليلى عيشى ذات الأصول الجزائرية، وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي في المنطقة التاسعة لفرنسيي الخارج، بسبب ما يقال على أنها من داعمي جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية.
ونشر فرع ” إلى الأمام ” بالمغرب وهو الفرع الذي يضم عددا من الفرنسيين المقيمين بالمغرب وكذا مزدوجي الجنسية، بيانا أمس، بعد اجتماع حضره ممثلو لجان الحركة بالمدن المغربية، أكدوا من خلاله ” رفضه تعيين عيشي وتوقيف حملة الدعوة للانتخابات إلى غاية الثلاثاء القادم، بسبب مواقف عيشي التي أصدرتها عام 2013 بخصوص الصحراء الغربية “.
ويواجه إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي الجديد، وزعيم حركة إلى الأمام، واحدا من أول التحديات في الانتخابات التشريعية المقبلة، إذ رفض فرع حركته في المغرب، تعيين ليلى عيشى، ذات الأصول الجزائرية، وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي، في المنطقة التاسعة لفرنسيي الخارج، بسبب دعمها لجبهة البوليساريو الصحراوية المطالبة باستقلال الصحراء الغربية.
وحسبما نقلته بعض الصحف الفرنسية فإنه جرى تعيين عيشي في المنطقة التاسعة التي تضم 150 ألفا من الفرنسيين ومزودجي الجنسية المقيمين بـ11 دولة في شمال وغرب إفريقيا، ويحتضن المغرب أكبر عدد ممن يحق الانتخاب في التشريعيات الفرنسية داخل هذه المنطقة، برقم 51.1 ألف مسجل متبوعا بالجزائر بـ 38.3 ألف، وفق أرقام رسمية تعود لنهاية سنة 2011.
وكانت ليلى عيشي قد أعلنت أمس، على حسابها في تويتر، نبأ تعيينها لتمثيل الحزب بالمنطقة التاسعة، معربة عن تقديرها لماكرون وفرانسوا بايرو، وقوبل إعلان تعيينها بانتقادات واسعة على تويتر من لدن مغاربة، طالبوها بالتراجع لأنه ” لا حظ لها في الفوز مع مقاطعتهم التصويت عليها “، بينما طالبها آخرون بتوضيح موقفها حول نزاع الصحراء الغربية، وتعتبر ليلى عيشي نائبة رئيسة لجنة العلاقات الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي، فقد انتقدت في ندوة دولية حول ” الصحراء الغربية ” بلوكسومبورغ عام 2013، ما وصفته بـ” لا مبالاة المنتظم الدولي بخصوص الشعب الصحراوي “، وتحدثت عيشي عن ” انحياز فرنسا لسياسة المغرب في المنطقة “، مستخدمة لفظ “احتلال” للحديث عن الوجود المغربي بالإقليم الصحراوي، مما أثار حفيظة السلطات المغربية اتجاه هذه المرشحة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية التي تعتبر مقربة من الرئيس الفرنسي الشاب إيمونويل ماكرون.
وكثيرا ما ارتبطت فرنسا الرسمية بعلاقات متباينة مع السلطتين في الجزائر والرباط خاصة في قضية الصحراء الغربية التي تدعم فيها أطروحة الرباط بخصوص الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة في حين أن الجزائر تتمسك بمساندة الصحراويين في تقرير مصيرهم، إضافة إلى حجم التباين في الاستثمارات الإقتصادية بين البلدين، وهذا ما العلاقات بين الجارين أكثر حساسية خاصة فيما تعلق بمحاولة استقطاب كل طرف للمستعمر القديم إلى جانبه.
إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / مترشحة من أصل جزائري تثير حفيظة الرباط:
إيمانويل ماكرون يصطدم بالخلافات الجزائرية المغربية
إيمانويل ماكرون يصطدم بالخلافات الجزائرية المغربية