الثلاثاء , مايو 7 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / البطاطا تجاوز ثمنها 130 دينارا والدجاج بأزيد من 520 دينارا :
ارتفاع غير مسبوق لأسعار البطاطا واللحوم البيضاء في الأسواق

البطاطا تجاوز ثمنها 130 دينارا والدجاج بأزيد من 520 دينارا :
ارتفاع غير مسبوق لأسعار البطاطا واللحوم البيضاء في الأسواق

عليوي: “منتجو البطاطا ومربو الدواجن تكبدوا خسائر كبيرة ومحتاجون للدعم” 

حريز: “الخروج من معضلة الأسعار يكون بالرفع من قيمة الدينار

لا تزال أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء تحلق عاليا رغم الإجراءات التي اتخذتها كل من وزارتي التجارة والفلاحة لكبح الأسعار، على غرار ضخ كميات معتبرة من البطاطا المخزنة في الأسواق، وتجريم فعل المضاربة والمتابعات القضائية ضد أصحاب السلع المخزنة والتي لا يتم التصريح بها، ورغم هذه الخطوات تسجل أسعار مختلف المنتجات خاصة الفلاحية واللحوم البيضاء ارتفاعا غير مسبوق.

في جولة قادت “الجزائر” في بعض أسواق الجزائر العاصمة، لمعرفة حقيقة الأسعار المتداولة فيها، يجد المواطن نفسه مصدوما من التهاب واضح للأسعار، إذ أن البطاطا والتي تعد من أكثر المواد استهلاكا يتجاوز سعرها 120 دينار، رغم قيام الديوان المهني المشترك للخضر واللحوم بضخ كميات معتبرة من هذه المادة في الأسواق ضمن سلسلة عمليات متتالية لتموين السوق بها ولأسعار لا تتجاوز 50 دينار للكيلوغرام الواحد، ما دفع المواطن لطرح السؤال التالي: أين الخلل؟.

أما سعر الطماطم فتجاوز هو الآخر حدا كبيرا إذ يتراوح ما بين 100 دينارا إلى 130 دينار للكيلوغرام الواحد، والأمر ذاته بالنسبة للخس، فيما وصل سعر الجزر والخيار إلى 90 دينار، وأحيانا أكثر، واللفت بـ80 دينار، أما سعر الفاصولياء الخضراء فتجاوز 150دينار والكوسة بـ200 دينار، والفلفل الحلو بـ 160 دينار، ليبقى سعر البصل الوحيد الذي بقي محافظا على استقراره في حدود 40 دينارا.

أما أسعار الفواكه فهي ليست بأفضل حال من سابقتها، إذ يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من اليوسفي 240 دينار، أما الرمان فيتراوح سعره ما بين 120دينار إلى 400 دينار حسب النوعية، والأمر ذاته بالنسبة للإجاص، أما الموز بقي مستقرا إلى حد ما مقارنة بغيره من الفواكه الأخرى.

أما فيما يتعلق بأسعار اللحوم البيضاء فوصلت إلى حدود قياسية غير مسبوقة، إذ تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منها 530 دينار، رغم طمأنة وزارة الفلاحة وتأكيدها أن الأسعار سوف تبدأ في الانخفاض نهاية أكتوبر، غير أن الواقع يشير إلى تزايد في الأسعار، ما جعل الكثير من المربين الصغار بعد أن أفلسوا اضطروا مرغمين إلى التخلي عن هذه المهنة.

وحسب ملاحظاتنا فإن ارتفاع الأسعار لم يقتصر على الخضر والفواكه واللحوم البيضاء فقط، بل مسّ أيضا البقوليات والحبوب الجافة ومختلف المواد الغذائية الأخرى وغير الغذائية، وهو الوضع الذي يرهن القدرة الشرائية للمواطن.

الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي:

منتجو البطاطا ومربو الدواجن تكبدوا خسائر كبيرة ومحتاجون للدعم

أرجع الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء إلى التكاليف الباهضة التي يتحملها مربو الدواجن، من أغذية ذات أسعار عالية نتيجة ارتفاعها في السوق العالمية، إضافة إلى الأدوية الخاصة الدجاج سيما بعد الأمراض العديدة التي أصابتها مؤخرا، ناهيك عن تأثيرات أزمة كورونا على أوضاع السوق بصفة عامة وعلى هذه الشعبة والتجارة، واعتبر أن هذا الوضع عالمي وليس مقتصرا فقط على الجزائر، وقال عليوي في تصريح لـ”الجزائر”، إن “المربيين تكبدوا خسائر كبيرة ولم يتم تعويضهم”.

أما بخصوص ارتفاع أسعار البطاطا إلى أرقام قياسية، فقال عليوي، إن الفلاحين وخاصة منتجي البطاطا اليوم في صراع كبير فيما يتعلق ببذور البطاطا والبطاطا الموجهة للاستهلاك، وأضاف أن البطاطا كانت متوفرة لكن المنتجين تكبدوا خسائر كبيرة نتيجة غياب الدعم والتحويل والتصدير، فاضطر الكثير منهم إلى الانسحاب من هذه الشعبة، كونها أصبحت غير مربحة.

وأشار المتحدث إلى الظروف التي جعلت أيضا السلطات تقلص الاستيراد نتيجة تداعيات جائحة كورونا، وقال إنها “كلها عوامل أدت في النهاية إلى التأثير على إنتاج هذه المادة الحيوية”.

وشرح عليوي التكاليف الكبيرة التي يتحملها منتجو البطاطا، حيث أشار إلى أن الهكتار الواحد لزرع البطاطا يكلف 120 مليون سنتيم، من أسمدة، يد عاملة، ماء، كهرباء، معدات لخدمة الأرض، أي أن التكلفة أصبحت أكثر من الإنتاج، وانتقد عليوي منتقدي الفلاحين، حيث قال:” عندما كان الفلاح يبيع الكيلوغرام الواحد من البطاطا بـ60 دينار رغم الخسائر التي كان يتكبدها لماذا لم تكن هناك أصوات تتعالى وتدافع عن حق الفلاح؟”

واعتبر أنه اليوم يجب منح رعاية واهتمام كبيرين لهذه الشعبة وللفلاحين المشتغلين بها، واعتبر أن الدعم لها أصبح أكثر من ضروري، وأكد أن الفلاح اليوم أصبح غير قادر على المواصلة في هذا النهج-أي العمل مقابل خسائر- كما أكد أن “الفلاحين قدموا كل ما في وسعهم من أجل خفض الأسعار الرهيبة، وأشار هنا إلى اللقاءات التي جمعت الاتحاد مع الوزارات المعنية وكذا الوزير الأول ومنتجي البطاطا خير دليل على أن الجميع يريد أن يكون في المستوى المطلوب منه”.

رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز:

الخروج من معضلة الأسعار يكون بالرفع من قيمة الدينار

من جانبه، يرى رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز أن أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه واللحوم البيضاء يعود إلى عدة عوامل منها ارتفاع أسعار الصيصان في السوق وندرتهم، ما تسبب في انسحاب العديد من المنتجين الصغار من هذه الشعبة ما أثر على كمية الإنتاج وبالتالي المعروض وأدى إلى ارتفاع سعره، إضافة إلى غياب التنظيم بالسوق، ناهيك عن التراكمات القديمة، وهي كلها عوامل أدت إلى غرق السوق في الوضع الذي يشهده اليوم.

غير أن حريز أشار إلى عامل اعتبره أهم متسبب في ارتفاع الأسعار، وهو التراجع الذي تشهده العملة الوطنية منذ سنوات، ويرى أنه “لا بد اليوم من إيجاد حل للمشكل من جذوره ولا بد من رفع قيمة الدينار، وبعدها يأتي حل المشاكل الأخرى تباعا”.

رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super