لم يستسغ الأئمة مرة أخرى تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى والذي قال إنه لا رفع للأجور ومراجعة القانون الأساسي في حوار الوصاية بالأئمة المبرمج قريبا سيما وأن هذه الأخيرة جاءت لتستفز هذه الشريحة بعد أن تنفست الصعداء من رسالة رئيس الجمهورية التي وجهها للمشاركين في ملتقى القرآن الكريم والذي أشاد فيها بالأئمة ودورهم في الحفاظ على منابر المساجد إبان العشرية السوداء وعدم فسح المجال لأبواق الفتنة حينها الأمر الذي وصفوه بالخطوة الإيجابية التي تعبد الطريق للاستجابة لمطالبهم قبل أن يصصدموا بتصريحات الوصاية والتي عادت بالأمور إلى نقطة الصفر غير أن هذا لم يمنعهم من تجديد تأكيد التمسك بمطالبهم والدعوة لحوار جاد وحقيقي بعيدا عن حوار “الطرشان ” وأكدوا أن الوزير لم يترك لهم غير خيار الشارع.
رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، جمال غول:
“عيسى يريد حوارا على مقاسه ولغة الشارع هي خيارنا الآن”
وعبر رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة عن امتعاضه من إصرار وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى على موقفه برفض الاستجابة لمطالب الأئمة باجترار مبرره الوحيد في كل مرة والقول إن الحكومة لم تأذن بعد وأن المفاوضات التي ستجمع الأئمة بالوصاية ستتناول بالنقاش كافة الانشغالات والمشاكل التي يتخبط فيها الأئمة باستثناء الحديث عن رفع الأجور ومراجعة القانون الأساسي وهو ما اعتبره غول بالمجحف في حق الأئمة والمطالبين في كل مرة بالتكيف مع المعطيات الجديدة على كافة الأصعدة دون مصاحبة ذلك بما يحفظ كرامة الإمام في الجانب المادي بالنظر للمكانة التي يحضى بها والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه.
وأوضح غول في تصريح ل “الجزائر” أمس أن تصريحات وزير الشؤون الدينية المتمسكة بالموقف ذاته لن يخدم الحوار التي دعا له لأن مطالب الأئمة واضحة ولا تراجع عنها سيما بوجود محاضر ممضاة بين الجانبين وأنه إن كانت الظروف أو القوانين لا تسمح فإن الأئمة يطالبون بإجراءات استثنائية لفئة قدمت الكثير للبلاد سابقا ولا تزال تسير على النهج ذاته في المحافظة على المرجعية الدينية وقال: “مادام الوزير متمسكا بموقفه وكنا نحن سابقا مع الحوار للاستجابة لمطالبنا وغير ذلك لم يبق لنا غير خيار الشارع”.
وثمن غول عاليا رسالة رئيس الجمهورية والتي وجهها للمشاركين في الأسبوع الوطني للقرآن الوطني والتي خصص فيها حيزا للإشادة بالأئمة ودورهم خلال العشرية السوداء في حق الدماء والبقاء في منابرهم للحفاظ على وحدة وأمن البلاد في وجه خطاب الفتنة مدرجا الأمر في خانة الاعتراف والتقدير والأهمية التي تكتسيها هذه الفئة مقابل سياسة ” إدارة الظهر” التي يواصل فيها وزير الشؤون الدينية في تناقض وازدواجية مستغربة بين تقدير رئيس الجمهورية للأئمة وعيسى الذي يدعو لحوار الديكور والشروط المسبقة وقال :” و الله استغربنا من تصريحات متناقضة في يوم واحد من رئيس الجمهورية الذي أثنى على الأئمة ووزيرالشؤون الدينية محمد عيسى وتصريحاته الاستفزازية بترديد لا رفع للأجور ولا مراجعة للقانون الأساسي والمفاوضات بالشروط المسبقة ” وتابع:”متمسكون بمطالبنا ولا رجوع عنها لأنها مشروعة وحتمية لا بد من الاستجابة لها لتحسين الوضع الإجتماعي للإمام.
وعما إذا تلقت نقابته دعوة للحوار من طرف وزير الشؤون الدينية قال :” وزير الشؤون الدينية وعبر صفحته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي خص بالذكر تنسيقية الأئمة ولم يذكرنا وهذا رد منه على المنشور الذي كتبته وانتقدته بشدة وقلت فيه: “محاضر الاجتماع الممضاة من طرف مصالح محمد عيسى شاهدة على عدم وفاء الوزارة بالوعود ومخالفتها كل المواثيق والعهود وإنّنا لا ننتظر من الوزارة الكثير والتي عجزت عن توفير أقل ما يجب توفيره من الحد الأدنى للوزير فكيف لها تحقيق مطالب الأئمة و قلت أيضا :”الرائد لا يكذب قومه ولكنه يجوع معهم إذا جاعوا وعيب عليه أن يأمرهم بالصبر وهو متنعم براتب يفوق راتبهم بعشرات المرات” وتابع :”وأتانا الرد بعدم توجيه دعوة لنا و هذا شرخ كبير في صفوف الأئمة سيما وأن الوزير مطالب بالتعامل مع الجميع دون إقصاء أو تهميش فالأئمة يطالبون بحوار للوصول لنتيجة إيجابية وليس حوار الشروط المسبقة “.
الأمين العام للتنسيقية الوطنية لموظفي قطاع الشؤون الدينية، جلول حجيمي:
“الرئيس برسالته في ملتقى القرآن أنصفنا”
ومن جهته قال الأمين العام للتنسيقية الوطنية لموظفي الشؤون الدينية جلول حجيمي إنه وفي ظل استمرار الوصاية في دعوتها لحوار “الديكور” وتصريحات المسؤول الأول على القطاع بالتأكيد أنه لا نقاش في رفع الأجور ومراجعة القانون الأساسي وأن المفاوضات مع الأئمة ستتمحور حول انشغالات ومشاكل أخرى وهو الأمر الذي قال إنه غير مقبول ولا تنازل عن مطالبنا مذكرا بالاحتجاجات التي قام به الإئمة سابقا ولن تتوانى في تكرارها أمام المعاناة الكبيرة لشريحة ساهمت في حقن دماء الجزائريين. وذكر حجيمي في تصريح له: “رسالة الرئيس بمناسبة افتتاح الأسبوع الوطني 20 للقرآن الكريم كانت واضحة أشاد بالأئمة ودورهم خلال العشرية السوداء وينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار وتعرف طريقها للتجسيد بما يسمح للأئمة باسترداد كامل حقوقهم طرقنا باب الرئاسة وتلقينا الرد في رسالته ” وتابع :” نثمن كل ما جاء برسالة الرئيس الموجهة للأئمة لأنها تعتبر ردا رسميا على نداءاتنا المتتالية المستنجدة للتدخل لرفع الغبن الذي يتخبط فيه الأئمة وكان حراكنا وخطواتنا صحيحة لإيصال صوتنا للرئيس رغم أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد أبدى امتعاضه من مراسلتنا له وانتقدنا علنا لقد دفعنا تقصيره في حقنا إلى ذلك ورد الرئيس أفرحنا كثيرا “.
زينب بن عزوز