الجمعة , مايو 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / إما أن تكون إضافة للخارطة السياسية أو مجرد ديكور:
الأحزاب السياسية الجديدة أمام تحديات كبيرة

إما أن تكون إضافة للخارطة السياسية أو مجرد ديكور:
الأحزاب السياسية الجديدة أمام تحديات كبيرة

تعد الجزائر من بين الدول التي تضم تشكيلات سياسية عديدة، وهي أحزاب انشأت بعد التجربة الديمقراطية التي عرفتها البلاد في بداية التسعينات و الانفتاح السياسي و اعتماد التعددية الحزبية، وقد أضيفت إلى قائمة الأحزاب الموجودة، عشرة جديدة، غير أن السؤال المطروح هل ستكون هذه التشيكلات إضافة حقيقية للخارطة السياسية وهل ستكون بمثابة بديل لنظيرتها” التقليدية” التي  لم تكن في مستوى تطلعات الشعب، أم أنها ستكون مجرد رقم إضافي يضاف إلى الساحة السياسية لا غاية منه سوى” الحشو السياسي”.

منحت وزارة الداخلية منذ شهرين الاعتماد ل10 أحزاب سياسية كانت ملفاتها مودعة لدى مصالحها منذ سنوات، مانحة إياها “ربما” الفرصة للمشاركة في تغيير ولو جزئي في الخارطة السياسية وموازينها مستقبلا، بعدما أثبتت الأحزاب التقليدية فشلها في كسب ثقة المواطن، غير أن الرهان و التحدي الكبير أمام هذه التشكيلات الفتية يكمن في كيفية كسب ثقته من جديد، وهو الذي خاب أمله في سابقتها، غير أن هذه المهمة ليست بالسهلة خصوصا مع الوضع الذي تعيشه البلاد منذ بداية حراك 22 فيفري، أين ارتفع فيه مستوى الوعي، و مستوى المطالب المرفوعة، ما يجعل إرضاء الشعب وكسب ثقته من قبل هذه التشكيلات صعب للغاية.

 غير أن المؤكد أن هذه التشكيلات السياسية الجديدة ستكون مطالبة بتولي مهمة التنشيط السياسي الفعلي بوجوه جديدة، بعدما فشلت نظيرتها التقليدية طيلة عقود في استمالة المواطن، وأكبر دليل على ذلك العزوف الذي يسجل في الاستحقاقات الانتخابية خاصة المتعلقة بالقوائم الوطنية، كما أن التجربة الحالية للحراك الشعبي أثبتت بجلاء الهوة الكبيرة الموجودة بين الأحزاب السياسية والمواطن، حيث فشلت في تأطير الشارع، فضلا عن تعرض بعض الوجوه البارزة في الساحة للطرد من المظاهرات، وفي هذا السياق تقول رئيسة حزب الشعب الديمقراطي سوسن شارف في تصريح ل”الجزائر”، أن الأحزاب الجديدة سوف تكون إضافة نوعية للساحة السياسية، حيث تعتقد  أن هذه الأحزاب بإمكانها أن تقدم الإضافة المرجوة منها ، أن هي دخلت الساحة السياسية بنظرة استشرافية لمستقبل بلادنا الذي يتطلب منا جميعا السعي قدما في سبيل تكريس دولة الحق و القانون ، و ترى أن هذه التشكيلات السياسية قادرة على تقديم الحلول للازمة الراهنة أن اعتمدت على الكفاءات خاصة الجامعية منها ، التي كانت تعاني من تهميش كبير في السابق، و اعتبرت أنها قد تكون البديل للأحزاب الموجودة منذ مدة طويلة لكن دون أن تقدم شي و لم تقدم إي رؤى مستقبلية للجزائر، بل على العكس أعادت البلاد سنوات إلى الوراء.

و قالت سوسن شارف انه على مستوى حزبها “حزب الشعب الديمقراطي” فلديه خطط إستراتيجية للنهوض بمستقبل البلاد و ويعتمد في ذلك على مجموعة أعضاء ذوو كفاءات و كل في مجال تخصصه، ويولي الحزب حسب رئيسته حصة الأسد للشباب الواعي الذي همه الحقيقي خدمة الجزائر دون أي حسابات أخرى، و أكدت انه سيبدأ عمله عما قريب ليكون عند تطلعات الشعب الذي يستحق الأفضل تقول شارف.

من جانبه، قال رئيس حزب أنصار الجزائر ” غير المعتمد” سعيد مرسي، في تصريح ل” الجزائر”، ان اغلب الأحزاب السياسية العشرة التي رخصت لها وزارة الداخلية لعقد مؤتمرها التأسيسي مؤخرا، هي أحزاب اغلبها تأسست وعقدت مؤتمرها ومرت الآجال القانونية-60 يوما- ما يجعلها أحزاب مكتملة الشرعية من ناحية القانون غير أن الداخلية لم تمنحهم الاعتماد آنذاك، و اليوم ما قامت به الداخلية بدعوتها لهذه الأحزاب السياسية لعقد مؤتمرها التأسيسي التي هي في الأصل كانت قد عقدته في 2012 وفي 2013، تريد من خلال هذا القرار أن تظهر أنها شرعية، وما فعلته” افتراء على الشرعية”، و قال انه بالنسبة لحزبه أنصار الجزائر، فكان ضمن الأحزاب التي قامت في 2012 بعقد مؤتمرها التأسيسي ولم تمنحها الداخلية الاعتماد، رغم المراسلات التي تقدم بها للرئاسة و البرلمان  وحتى لجهات نافدة للاستفسار عن السبب لكن لم يجد أي جواب، و أكد انه بالنسبة لحزبنا فحاليا هو يرفض التعامل مع حكومة بدوي، وسوف يؤجل الملف إلى ما بعد تعيين رئيس للبلاد و رئيس حكومة ، وحكومة مقبولة شعبيا.

هذا و يبقى المؤكد أن الكم الهائل من الأحزاب والجمعيات التي ستتشكل ستكون في أكبر امتحان لها في مواجهة المواطن المتعطش للحرية والتغيير لإثبات وجودها من عدمه وجديتها في مرافقة انشغالاته، وإلا سيكون مآلها الفشل في الميدان، وتلتحق بذلك بالعديد من الأحزاب التي لا تنشط سوى في الفضاء الأزرق.

رزيقة.خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super