أسدل أمس الستار على الدورة البرلمانية للعهدة التشريعية الثامنة أمس على الدعوة التي أطلقها رئيس رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح لرئيس الجمهورية للاستمرارية في مهمته قابلها نواب البرلمان بغرفتيه والطاقم الوزاري بالوقوف والتصفيق في مبنى زيغود يوسف لتضاف هذه الأخيرة للمناشدات ونداءات الاستمرارية التي أطلقتها الأحزاب السياسية “الأفالان” و”الأرندي” و”تاج” في الوقت الذي راح رئيس المجلس الشعبي الوطني لتوجيه انتقادات لاذعة للمعارضة الرافضة للاستمرارية وتبني خطاب تشويه صورة الجزائر .
رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح :
ندعو الرئيس لمواصلة مسيرته
خصص رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح حيزا معتبرا من كلمته للإشادة وتثمين منجزات رئيس الجمهورية طيلة العشرين سنة الأخيرة بحيث أكد أن البلاد بفضل سياساته تمكنت من كسر شوكة الإرهاب والانتصار عليه و تجاوز محنة المأساة الوطنية وتنعم اليوم بالأمن والاستقرار نتيجة المبادرات السياسية الجريئة والقرارات الشجاعة التي بادر بها سيما قانون الوئام المدني مضيفا أن الجزائر وتحت قيادته أنجزت ولا تزال تنجز المشاريع وغيرها من الأمور الإيجابية التي تجسدت في عهده .
وقال بن صالح في كلمته أمس خلال اختتام دورة البرلمان للعهدة التشريعية الثامنة :” لهذه الأسباب والعوامل كان أعضاء مجلس الأمة بأغلبيتهم الواسعة قد دعوا في الذكرى العشرين لتأسيس المجلس إلى الاستمرارية واليوم يدعون قائد المسيرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى مواصلتها خاصة وأن المرحلة تقتضي ذلك بالنظر لما لا يزال يتهدد الجزائر من تحديات وكون الظرف يحتم استمرارية صانع السلم والاستقرار للبلاد ومحقق المصالحة الوطنية بين أبناء شعبها والرجل الذي عزز أركان الدولة العصرية ودولة المؤسسات إلى مواصلة المسيرة “.
وأبرز بن صالح في سياق منفصل على أن الجزائر وفي ظل المناورات التي تحاك ضدها يفرض على الجميع إعادة ترتيب الأولويات وتوجيه نقاشات الفضاء السياسي لبلادنا في الاتجاه الذي يخدم المصالح العليا للوطن ومواجهة التحديات الحقيقية التي تهدد أمنها واستقرارها وحماية حدودها الإقليمية وتحقيق الفعالية والنجاعة لها ولمؤسساتها و قال :” نقول أن لكل دولة خطوطها الحمراء وبالنسبة للجزائر فإن ثوابتها ومؤسساتها ورموزها المكرسة دستوريا هي كلها هي كلها خطوط حمراء لا يجب المساس بها ولا تجاوزها “.
لا تدخل في شؤون العدالة
وحضرت قضية كوكايين وهران في كلمة بن صالح غير أنه لم يسمها باسمها وفضل الحديث عنها بإدراجها في خانة قضايا الفساد رادا على ما يثار حولها من أقاويل وردود الفعل بترك العدالة تقوم بمهمتها وقال:” أما فيما يخص قضية الفساد فالجميع يعرف أن رئيس الجمهورية ومنذ تقلده مقاليد الحكم كان له ولا يزال موقفا واضحا من الموضوع وفي هذا الظرف الواجب يفرض علينا الوقوف إلى جانبه ودعم كل خطواته الرامية لاستئصال هذه الآفة وفي هذا السياق نقول أننا لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون العدالة “.
الشعب لن يسمع لكم يا معارضة الإنجازات تتحدث
ووجه بن صالح انتقادات لاذعة للمعارضة بالتأكيد أن الشعب الجزائري لا ينخدع بأقوالهم الفاقدة للحجة وأحكامهم الواهية المفتقرة للجدية وأن الشعب لن يعيرها أدني أهمية كونه يعرف الحقيقية ويلمس واقعها وأحكامهم الواعية وذكر : “ما يمكن قوله لأولئك الذين ينكرون إنجازات الجزائر ويتجاهلون تلك الحقائق ولا يرون الواقع المعاش بأعين نزيهة نذكرهم بالقول كيف كانت الجزائر وكيف هي اليوم ؟ كيف كان الوضع الأمني فيها وكيف هو اليوم ؟ وكيف كانت الوضعية الاجتماعية للمواطن وكيف هي اليوم؟ وكيف كانت مكانة الجزائر الدولية وكيف هي الآن ؟” وأضاف في السياق ذاته :” الشعب الجزائري يعرف حقائق الأشياء وجوهرها ويعرف من كان له شرف تبنيها ولهذا فإن أقاويل وإدعاءات هؤلاء وأولئك لن تؤثر في قناعاته وخياراته وشعبنا يدرك أن هذه المكاسب على كثرتها تحتاج لمواصلتها والزيادة من وتيرتها.”
رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة:
الجزائر عازمة على مواصلة مسيرة البناء بقيادة المجاهد عبد العزيز بوتفليقة
وفي وقت الذي دعا فيه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيس الجمهورية صراحة للاستمرارية اكتفى رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة بالقول إن الجزائر عازمة على مواصلة مسيرة البناء والتعمير بقيادة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة – حسبه-
ورد بوحجة في كلمته لدى اختتام دورة البرلمان أمس على المشككين في صحة الرئيس وقدرته على تسيير شؤون البلاد وقال :” لقد عاهد رئيس الجمهورية وهو يضطلع بمهامه السامية في قيادة الدولة يتولى ويشرف ويتابع بعناية كبيرة كل ما يجري في البلاد وتقوم المؤسسات الدستورية بمهامها بتوجيه مباشر وتحت رعايته وسلطته وتعليماته “.
ووجه بوحجة هو الآخر انتقادات لاذعة للمعارضة والتي وصفها بالمفلسة سياسيا تقود حملة مسمومة لتشويه صورة الجزائر وذكر: إن هذه الخطابات التي تعبر عن الإفلاس السياسي لدى أصحابها تلتقي على أهداف مسمومة تطلقها جهات في الداخل تلتقي في الهدف مع حملات مسمومة تطلقها جهات في الخارج حيث أن الغاية واحدة وهي إعطاء صورة مشوهة عن بلادنا ومحاولة ضرب مصداقية مواقفها السياسية حول قضايا مبدئية بكل ما يعنيه ذلك من محاولة لتصغير الجزائر وإضعاف دولتها ” وتابع :” إن روح المسؤولية الوطنية تفرض علينا تذكير كل هؤلاء بأن الإنجازات التي تحققها الجزائر واضحة للعيان و لا تحتاج لبراهين وعلى الذين يقفزون عمدا على هذه الحقيقة الساطعة أن يلتزموا حدود الأخلاقيات السياسية وضوابط القانون في احترام مؤسسات الدولة ورموزها “.
انتقادات بوحجة لم تتوقف عند المعارضة بل تجاوزتها للرد على التقارير الأجنبية المتكالبة على الجزائر في مختلف القضايا وذكر :”أما أولئك الذين يختصون في توزيع الدروس الخائبة فنقول لهم إن الجزائر دولة سيدة بمؤسسات شرعية وتعتبر بشهادة المختصين استثناء عربيا وإفريقيا في الاستقرار والتنمية وبناء الديمقراطية وستظل أمام هذه الحملات الشعواء هادئة وصامدة ترفض أن يملي عليها أي أحد سياساتها ونهجها معتمدة على وحدة شعبها وصلابة مؤسساتها ومبادئ سياساتها الخارجية “.
زينب بن عزوز