قال البروفيسور احسن تليلاني بأننا مقصرون جدا في حق أرشيفنا و ذاكرتنا الوطنية، فنحن لم نجمع شتاتها، و ما جمعناه مازال مبعثرا و غير مصنف و لا مصفف و لا مدروس و لا ميسر حتى بين يدي الباحثين. لذلك فقبل مطالبة فرنسا بالإفراج عن أرشيفنا لديها، فالأولى لنا أن ندرس أرشيفنا المهمل أولا مبرزا أن التاريخ يكتب بالاستناد على الأدلة و الوثائق، والمادة الأساسية له إنما هي الأرشيف، ففيه الآثار و الدلائل التي تعكس الماضي و تصنع الحاضر و المستقبل.
وأضاف تليلاني قائلا، قد تسنى لي التعامل مع مركز الأرشيف لولاية قسنطينة من أجل تأليف كتابي هذا الموسوم بعنوان:(جريدة النجاح حقيقتها و دورها)، و ذلك انطلاقا من دراسة أرشيف هذه الجريدة المتوفر هناك، ورأيت في ذلك المركز كنوزا لا تنضب من الوثائق و الصحف القديمة جدا، لكنها للأسف مهملة ولم يقم الباحثون بدراستها كما ينبغي، فجريدة “الحياة” هذه مثلا هي أول و أطول جريدة يومية باللغة العربية في تاريخ الجزائر و المغرب العربي، انطلقت عام 1919 و توقفت عام 1956، و في أرشيفها نجد مادة سياسية و ثقافية و أدبية ثرية جدا، بل إن هذه الجريدة هي أهم مصدر للأدب الجزائري الحديث. وأكد ذات المتحدث أنه سعى في كتابه هذا الذي يعد أول كتاب يتناولها و يدرس أرشيفهاإلى التعريف بهذه الجريدة، و تبيان دورها الثقافي خاصة، و قد تحصل كتابي هذا سنة 2005 على جائزة ابن باديس في الأدب وفنونه، لكن الطريق مازال مفتوحا أمام الباحثين و الدارسين لاستخراج مادتها الأدبية و طباعتها و تيسيرها للمهتمين بدراسة الأدب الجزائري الحديث.
صبرينة ك