الجمعة , مايو 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / مراقبون يؤكدون على رقي العلاقات بين البلدين سياسيا واقتصاديا:
التعاون الجزائري-الإيطالي في المجال الطاقوي.. مثال يحتذى به

مراقبون يؤكدون على رقي العلاقات بين البلدين سياسيا واقتصاديا:
التعاون الجزائري-الإيطالي في المجال الطاقوي.. مثال يحتذى به

يرى خبراء ومحللون اقتصاديون أن زيارة وفد من شركة “إيني” الإيطالية للجزائر، أول أمس، فيما سبقتها زيارات لمسؤولين إيطاليين من أعلى المستويات ووفود من المجمع الايطالي، تندرج في إطار تعزيز الشراكة بين سوناطراك وهذا المجمع الطاقوي الإيطالي وتثمين الشراكة بين البلدين في مجال الطاقة خصوصا في ظل الأوضاع والتغيرات التي تشهدها ميادين الطاقة في العالم، واعتبروا أن هذا التعاون اليوم يحظى بالأولوية في ظل الأزمة العالمية وهي خطوة “استباقية” من الشريك الإيطالي للظفر بشراكات مع الشريك الجزائري.

الخير الاقتصادي، فريد بن يحي:
“تعميق التعاون الطاقوي راجع إلى عمق العلاقات السياسية والتاريخية بين البلدين”

وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي، فريد بن يحيى إن “تعميق العلاقات الاقتصادية و خاصة في المجال الطاقوي بين الجزائر وإيطاليا راجع إلى عمق العلاقات السياسية والتاريخية بين البلدين”، فإيطاليا-يضيف بن يحيى- وقفت دائما إلى جانب الجزائر في مختلف الفترات الصعبة التي مرت بها.
وأضاف الخبير الإقتصادي، فريد بن يحيى في حديث مع “الجزائر” أن “الزيارات العديدة للمسؤولين الايطاليين للجزائر مؤخرا، كانت تهدف إلى تعزيز هذه الشراكة، خصوصا بالنظر للحاجة الإيطالية للطاقة الجزائرية لاسيما وأنها تعد أقرب بلد جغرافيا يمكنها استيراد الطاقة منه، بالإضافة إلى كونهما بلدان متجاوران على مستوى البحر المتوسط، ناهيك عن الشراكة القديمة بين المجمعين النفطيين الكبريين الجزائري المتمثل في سوناطراك والإيطالي المتمثل في “إيني” والذي حققت شراكتهما معا نجاحات كبيرة خاصة في مجالات الاستكشافات والتي كانت آخرها ما كانت قد أعلنت عنه شركة سوناطرك في شهر مارس المنصرم”.
واعتبر بن يحيى أن زيارات الوفود من عملاق النفط الإيطالي “إيني” إلى الجزائر تندرج في إطار “حركة استباقية” للظفر بشراكات مع الجزائر قبل أن تظفر بها شركات أجنبية أخرى، معتمدة في ذلك على متانة العلاقات بين البلدين.

الخبير الطاقوي، محمد حميدوش:
“التعاون الطاقوي بين الجزائر وإيطاليا أولوية في ظل المتغيرات الدولية”

من جانبه، قال الخبير الطاقوي، محمد حميدوش إن “تعزيز التعاون الطاقوي بين الجزائر وإيطاليا اليوم له أولوية”.
وبحسب الخبير حميدوش فإن “الشراكة بين المجمعيين النفطيين سوناطراك ونظيره الايطالي “إيني” هي شراكة تحاول من خلالها الشركة الإيطالية تفعيل العقود التي تربط إيطاليا بالجزائر، بغض النظر عن السعر الذي هو متفق عليه، إذ أنها –الشراكة- قد تهدف إلى رفع التسويق من جهة ورفع الإنتاج في الجزائر من جهة أخرى”.
ويرى حميدوش في اتصال مع “الجزائر” أن “إيطاليا وبالنظر للظرف الذي يشهده العالم بالنسبة للنفط والغاز تحاول من خلال تعزيز شراكتها مع الجزائر تطوير قدرات التصدير نحوها على الأقل على المدى القصير خلال هذه السنة، لتعويض الكميات التي كانت تستوردها من شركاء آخرين، في محاولة لإيجاد بديل عنهم، ثم بعد رفع التصدير تأتي مجالات الاستثمار الأخرى على غرار الاستكشاف والإنتاج”.
وتعد “إيني” الإيطالية شريكا استراتيجيا لسوناطراك حيث نجح الشريكان مؤخرا، في حفر أول بئر استكشافي HDLE-1 في محيط الاستكشاف زملة العربي الواقع بحوض بركين، وقد كشف بئر الاستكشاف HDLE-1 ،عن اكتشاف هام من النفط الخام. وخلال مرحلة اختبارات الإنتاج، حققت هذه البئر مقدار 46.4 م 3 / ساعة (ما يعادل 7000 برميل / يوم) من النفط ومقدار 140 ألف متر مكعب / يوم من الغاز المصاحب. كما تشير التقديرات الأولية إلى أن هذا الاكتشاف يحتوي على ما يقرب من 140 مليون برميل من النفط الخام.
وتخطط سوناطراك وإيني لحفر بئر ثانية (HDLE-2) خلال شهر أفريل الجاري، بغرض تقييم حجم الاكتشاف الذي يمتد إلى الرقعة المجاورة سيف فاطمة 2 (التي تجري أشغال الاستكشاف بها من قبل سوناطراك وإيني كذلك)، كما تعمل سوناطراك وإيني بتعاون وثيق على تسريع وتيرة مرحلة الإنتاج لهذا الاكتشاف الجديد من خلال عملية “المسار السريع”. فمن المقرر بدء الإنتاج خلال الثلاثي الثالث من سنة 2022.
وقد كانت سوناطراك قد اكدت أن نتائج هذه البئر ستسمح لها و للشريك “إيني” بمواصلة استراتيجية استكشاف “الحقول القريبة” (near field) بنجاح لضمان تثمين سريع لهذه الموارد الجديدة.
وتأتي ثمار هذا التعاون بعد التوقيع ديسمبر الفارط على اتفاقيتين بين سوناطراك وشريكها “إيني” تتعلقان بمجالات المحروقات والإنتقال الطاقوي، تتعلق الاتفاقية الأولى الموقعة بعقد جديد للاستكشاف والإنتاج بمنطقة حوض بركين، بمبلغ استثمار يقدر بـ 1.4 مليار دولار أمريكي، لإنتاج ما قدره 45000 برميل في اليوم، وهو أول عقد يبرم في إطار قانون المحروقات 19-13 والذي يشكل معلمًا إضافيًا يعزز العلاقة التقليدية بين الشريكين.
الاتفاقية الثانية تتعلق بالتعاون الاستراتيجي بين الشركتين في مجال الإنتقال الطاقوي، بهدف تعزيز البحث والتطوير في المجال التكنولوجي، خاصة في مجالات إنتاج الطاقة الشمسية، استكشاف الليثيوم، إنتاج الوقود الحيوي وإنتاج الهيدروجين، وكذا مواصلة الجهود الرامية الى تخفيض البصمة الكربونية لجميع العمليات المرتبطة بإنتاج البترول والغاز الطبيعي.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super