الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الاقتصاد / رغم كل الإجراءات الهادفة إلى الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن:
التهاب أسعار الخضر والفواكه في الأسبوع الأول من رمضان

رغم كل الإجراءات الهادفة إلى الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن:
التهاب أسعار الخضر والفواكه في الأسبوع الأول من رمضان

لا حديث اليوم سوى عن ارتفاع أسعار مختلف أنواع الخضر والفواكه وحتى اللحوم في الأسواق في مختلف مناطق الوطن، ورغم أنه كان متوقعا أن تعرف الأسعار ارتفاعا خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان كما هو معتاد في كل سنة، إلا أن هذا الارتفاع طرح العديد من الأسئلة، رغم إجراءات وزارة التجارة التي عملت على فتح “أسواق رمضانية” و”البيع بالتخفيض” لبعض المواد الغذائية من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن.
عرفت أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا ملحوظا منذ بداية شهر رمضان بمختلف أسواق الوطن، وذلك مقارنة بالأسعار المتداولة قبل الشهر الفضيل والمرجعية التي وضعتها وزارة التجارة هذه السنة للحد من الاحتكار والمضاربة والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن.
وخلال جولة قامت بها “الجزائر” لبعض الأسواق بالجزائر العاصمة، وحسب تصريحات بعض المواطنين فإن “الأسعار في مختلف الولايات متقاربة، لكنها رهيبة”، فالأسعار المسجلة حاليا تتجاوز الأسعار المرجعية التي حددتها وزارة التجارة قبل أيام من رمضان بل وتتعداها في بعض الأحيان بأضعاف.
فبالنسبة للخضر، فقد ارتفع سعر الطماطم إلى 170 دج للكيلوغرام الواحد، والكوسة إلى 140 دج، والثوم إلى 800 دج والخس تراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين 180دج إلى 200دج بينما ارتفع البصل إلى 90 دج، وتراوح سعر البطاطا للكيلوغرام الواحد ما بين 80 دج إلى 100 دج، والخيار إلى 160 دج، والجزر 90 دج، و البازلاء ارتفع سعرها إلى 180 دج.
أما بالنسبة للفواكه فنجد أن سعر الفراولة الموسمية يتراوح ما بين 200دج إلى 300دج، والموز سعر الكيلوغرام الواحد من 280دج إلى 350 دج، والتمر تتراوح ما بين 500 دج إلى 900 دج.
في المقابل فإن أسعار اللحوم البيضاء تتراوح للكيلوغرام الواحد منها ما بين 380 دج، إلى 400 دج واللحوم الحمراء بـ1700دج للكيلوغرام الواحد من لحم البقر و2000دج للحم الخروف، أما السردين فلا يزال سعره جد مرتفع ويتراوح ما بين 800دج إلى 1200دج للكيلوغرام الواحد.
وإذا ما تم البحث عن أسباب التهاب الأسعار، تجد الجميع يلقي المسؤولية على الجميع، فالمواطن يلقي بالمسؤولية على التاجر الصغير وتاجر التجزئة، والأخير يلقي بها على تجار الجملة ، وتجار الجملة يحملون المسؤولية للمحتكرين والمضاربين وتبقى سلسلة الاتهامات متواصلة، وفي ظل كل هذه الدوامة من الاهتمامات يبقى المواطن البسيط الضحية.

حزاب بن شهرة:
“التقلبات الجوية، والعدد الكبير للأسواق الجوارية وراء ارتفاع الأسعار”
أرجع الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين حزاب بن شهرة، أمس، في تصريح لـ”الجزائر”، أسباب ارتفاع الأسعار مؤخرا بهذا الشكل إلى عدة أسباب، منها أنه “دائما مع الأسبوع الأول من شهر رمضان يكون هناك إقبال كبير من المواطنين على اقتناء كميات كبيرة من مختلف المنتجات ما يؤدي إلى اختلال بين العرض والطلب فيتسبب في ارتفاع الأسعار، ومنها التقلبات الجوية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن في الأيام الأخيرة من سقوط الأمطار بكميات كبيرة في عدة ولايات ما أعاق عملية جني المحصول الفلاحي وأدى إلى اختلال تموين السوق وكانت نتيجة ذلك ارتفاع الأسعار”.
وأرجع بن شهرة السبب في ارتفاع الأسعار إلى عامل آخر، ويتعلق بفتح وزارة التجارة العديد من الأسواق الجوارية، حيث يرى الأمين العام لاتحاد التجار أن هذا الأمر “انعكس سلبا على الأسعار”.
وبرر ذلك بالقول أن “تاجر سوق الجملة كان في السابق وقبل فتح كل تلك الأسواق الجوارية كان يأتيه عدد محدد وقليل من الزبائن من تجار التجزئة، لكن مع فتح هذه الأسواق أصبح يقصده عدد كبير وهذا يدفعه إلى زيادة السعر، وبما أن تاجر التجزئة يشتري سلعته بسعر غال فمن الطبيعي أن يبيعها هو الآخر بسعر غال”.
واعتبر بن شهرة أنه كان من الأفضل أن يتم فتح عدد محدد فقط من الأسواق الجوارية وليس بالعدد الكبير الذي حددته وزارة التجارة”، وأضاف أن “هذا العدد الهائل للأسواق الجوارية يتطلب تموينا كبيرا، وعدد كبير من التجار قد يصل إلى 30 ألف تاجر للعمل بها فمن أين يأتون بالتجار؟”. واسترسل قائلا: “إذا سيستعينون بالباعة، لكن مع انتهاء شهر رمضان قد يحدث إشكال آخر مع هؤلاء الباعة فقد لا يرغبون في ترك السوق أو المكان الذي نشطوا فيه خلال شهر رمضان فهذا مشكل كبير”.
كما أرجع بن شهرة السبب في ارتفاع الأسعار أيضا إلى غياب ثقافة الاستهلاك لدى الفرد الجزائري وإلى اللهفة التي أدت إلى إحداث اختلال في السوق.

الحاج الطاهر بولنوار:
“نتوقع استقرارا في الأسعار بعد 48 ساعة”
من جانبه، أرجع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار ارتفاع الأسعار خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان إلى ارتفاع الطلب من جهة وإلى تساقط الأمطار وهو ما تسبب في تذبذب عملية جني المحاصيل.
وقال بولنوار في تصريح صحفي أمس، إن “الأيام الأولى من الشهر الفضيل تعرف ارتفاعا كبيرا في الطلب، رافقه هذه السنة تساقط للأمطار وهو ما أعاق عملية جني المحاصيل الفلاحية، وبالتالي اضطراب عملية التموين”.
وأكد بولنوار أن “تحسن الوضعية الجوية على المناطق الغربية وحتى الوسطى سمح باستئناف عملية جني المحاصيل مؤخرا”.
وتوقع تراجع الأسعار خلال 48 ساعة القادمة، بالنسبة للخضر على رأسها البطاطا والطماطم وكذا الفواكه واللحوم البيضاء، كما نفى تسجيل أي ندرة، مؤكدا أن المخزون يكفي لرمضان ولما بعد شهر رمضان.

مصطفى زبدي:
“كل مبررات رفع الأسعار غير مقبولة”
في المقابل، انتقد رئيس منظمة حماية المستهلك، مصطفى زبدي الارتفاع الرهيب لأسعار الخضر والفواكه مؤخرا، وأرجعها إلى “سوء تنظيم السوق وجشع بعض التجار”.
واعتبر مصطفى زبدي في تصريح لـ”الجزائر”، أمس، أن “التحجج بالتقلبات الجوية الأخيرة أين شهدت عدة مناطق من الوطن تساقط كميات كبيرة من الأمطار، ما تعذر على الفلاحين جني منتوجاتهم حجج غير مقبولة”، واعتبر أنه “صحيح نشهد سنويا في الأيام الأولى من شهر رمضان ارتفاعا في الأسعار لكنها بعد مرور أيام قليلة تعاود الانخفاض لكن حاليا ما يحدث أمر مؤسف وخطير فالأسعار مستمرة في الارتفاع ولا تعاود الانخفاض”.
ودعا زبدي المواطنين إلى اقتناء ما يحتاجون فقط لعدم المساهمة في اختلال السوق أكثر مما هو عليه اليوم.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super