تغير مشهد الاحتفال بعيد الأضحى المبارك لهذا العام، في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية والوقائية الرامية للتصدي لجائحة كورونا، فكانت الزيارات العائلية محتشمة والشوارع خالية لترسم مشهدا جديدا لم يعهده الجزائريون من قبل، وصدحت أصوات الجزائريين بتكبيرات العيد ببعض البيوت، وذلك لأن المساجد لم تشهد صلاة العيد بسبب جائحة كورونا.
في زمن كورونا.. هكذا كان عيد الأضحى 2020
هلَّ عيد الأضحى المبارك ولكن نكهته كانت مختلفة هذه المرة، حيث طغت عليها المخاوف من جائحة كورونا التي غيرت العادات والمفاهيم لدى الجزائريين في سنة 2020، فلا زيارات عائلية فيما كان التغافر بينهم عن بعد سواء عبر الهواتف أو الوساط الأخرى، أواللقاءات المباشرة والتي كان فيها احترام لمسافات التباعد الإجتماعي، تفاديا لانتشار عدوى كورونا.
الهبات التضامنية تتواصل
تواصل الهبات التضامنية بين الجزائريين الذي لم يتخلفوا عن مساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال توزيع أضاحي العيد، والألبسة وغير من المستلزمات، وأغلب الحملات التضامنية قادتها جمعيات ومنظمات خيرية على غرار ” جمعية جزائر الخير” و”كافل اليتيم” وغيرها، في حين كانت هنالك مبادرات فردية عمل أصحابها على مد يد العون لكل محتاج.
شوارع شبه خالية في أول أيام عيد الأضحى
كانت شوارع العاصمة شبه خالية في اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب انشغال المواطنين بأضاحي العيد وبسبب التخوف من “الإختلاط” بينهم خوفا من انتشار العدوى، أما في اليوم الثاني فعرفت نوعا من الحركة، أما الزيارات العائلية فكانت محتشمة وذلك تطبيقا للإجراءات الوقائية الرامية للتصدي لفيروس كورونا ومنع انتشاره.
صلاة العيد في البيوت
أدى المسلمون في أغلب ربوع الوطن العربي والإسلامي صلاة العيد بالبيوت، نظرا للأزمة الصحية التي ضربت العالم بأسره الناجمة عن تفشي فيروس كورونا ” كوفيد19″، وتعايش الجزائريون مع الوضع الصحي وأقاموا الصلاة ببيوتهم ودعوا الله لأن يرفع عنهم البلاء.
“التويتر”و”الفايسبوك” و”الفايبر” و”الواتساب” لتبادل التهاني
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليوم الأول والثاني من عيد الأضحى منها “التويتر” و”الفايسبوك”، إضافة إلى بعض التطبيقات على الهواتف الذكية مثل «الواتساب»، «الفايبر» وغيرها، نشاطا كبيرا بين الجزائريين في تبادل تهاني العيد والدعاء للإسلام والمسلمين.
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “الفايسبوك” و”انستغرام”، بتهاني العيد، أين قرر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تهنئة عائلاتهم من خلال فيديوهات قاموا بتصويرها كي تبقى ذكرى تذكرهم بعيد 2020، الذي فرض عليهم بسبب جائحة كورونا.
هكذا كانت نسبة المداومة
بلغت نسبة التزام التجار بنظام المداومة في أول أيام عيد الأضحى المبارك على المستوى الوطني 99,83% من مجموع عدد التجار المسخرين للعمل. وحسب ما جاء في بيان لوزارة التجارة، فقد جاءت نسب الالتزام بالمداومة حسب المديريات الجهوية” المديرية الجهوية الجزائر 100%”، والمديرية الجهوية عنابة 99,97 %”، والمديرية الجهوية ورقلة 100%”، والمديرية الجهوية بشار 98,52 %”، والمديرية الجهوية البليدة 100 %، والمديرية الجهوية باتنة 100%، والمديرية الجهوية سعيدة 100%. وقدّمت وزارة التجارة بالمناسبة “جزيل الشكر لكل التجار المسخرين وحتى بعض التجار غير المسخرين لإلتزامهم بتقديم خدمة عمومية للمواطنين خاصة في هذا الظرف الصحي الخاص”.
أما في اليوم الثاني فلاحظت “الجزائر” في جولة استطلاعية قامت بها أن أغلب المحلات التزمت بالمداومة، ويتعلق الأمر ببلدية برج الكيفان حيث أن المخابز والمحلات قدمت خدماتها للمواطنين رغم الأزمة الصحية.
المداومة أيام العيد.. بولنوار يشكر التجار
فيما أشار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، إلى الاستجابة للمداومة من طرف التجار رغم أن كل الظروف والأزمة الصحية التي تمر بها البلاد. وكتب الحاج الطاهر بولنوار في حسابه على موقع “فايسبوك” “جزيل الشّكر إلى التجّار الذين ضحّوا بأفراحهم و فتحوا محلّاتهم اليوم.. التجّار نخبة المجتمع”.
مصالح الأمن العيون الساهرة خلال أيام العيد
ككل المرة كانت مصالح الأمن في الموعد حيث سطرت مخططا أمنيا خاصا بمناسبة عيد الأضحى سهرت من خلاله على التطبيق الصارم لتدابير الوقائية المتخذة من طرف السلطات العمومية للحد من تفشي جائحة كورونا وكذا تنظيم دوريات بالأماكن العمومية والفضاءات المفتوحة التي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين.
وأكدت مصالح الأمن أنه “تزامنا وعيد الأضحى الذي أتى هذه السنة في ظروف استثنائية والمتعلقة بجائحة كوفيد-19، سطرت مخططا أمنيا يتناسب والتدابير الصحية الوقائية للتقليل من تزايد انتشار الوباء خصوصا بالأماكن العمومية والفضاءات المفتوحة التي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين، حيث ستشهد بسطا أمنيا ودوريات راجلة وراكبة تسهر على راحة المواطن”.
ويركز مخطط الأمن تطبيق إجراءات الحجر الجزئي المنزلي وفقا المرسوم التنفيذي 20-185 المؤرخ في 16 جويلية 2020 مع التطبيق الصارم لمنع حركة المرور داخل وخارج العاصمة إلا لما تقتضيه الضرورة وباستثناء نقل المستخدمين ونقل السلع على “تطبيق تعليق نشاط النقل الجماعي الحضري للأشخاص بما فيه العمومي والخاص خلال العطلة الأسبوعية، بإستثناء سيارات الأجرة، تأمين وتنظيم حركة المركبات على مستوى محطات التزود بالوقود، مرافقة فرق المصالح المختصة على مستوى المذابح المرخصة للسهر على احترام شروط النظافة والصحة العمومية، احترام أحكام قانون المرور وضمان إنسايبته في الإقليم الحضري، مع السهر التام على تطبيق قرار منع النزول للشواطئ تفاديا لانتشار الوباء”.
من جهته، وضعت قيادة الدرك الوطني، مخططا أمنيا وقائيا خاصا لتأمين مختلف المناطق والفضاءات وشبكة الطرقات الواقعة ضمن إقليم الاختصاص.
وأوضح ذات المصدر, أنه تم اتخاذ “جميع الإجراءات الأمنية اللازمة, وهذا بوضع تشكيلات متكونة من وحدات إقليمية ووحدات متخصصة (أمن الطرقات, فصائل الأمن والتدخل, والأسراب الجوية للدرك الوطني), من أجل ضمان مراقبة تامة وفعالة للإقليم وتجسيد التواجد الدائم والمستمر في الميدان”, وذلك بهدف “تهيئة الأجواء الأمنية الضرورية للمواطنين, التي تمكنهم من قضاء عيد الأضحى المبارك في أجواء آمنة تسودها السكينة والطمأنينة”.
وهدف مخطط الدرك الوطني الموضوع لهذه المناسبة، إلى “حماية الأشخاص والممتلكات العمومية والخاصة، مع التركيز على التدابير والإجراءات التي من شأنها الحفاظ على النظام والسلامة والصحة العمومية, بما في ذلك السهر على نظافة البيئة والمحيط، اعتمادا على خصوصية الشعيرة التي تشهدها هذه المناسبة الدينية، المتمثلة في ذبح الأضاحي”.
خديجة قدوار/ فلة. س