أعلن وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ونظيره المصري سامح شكري عن قمة ثلاثية لدول الجوار الليبي ستعقد في القاهرة خلال منتصف الشهر الجاري، لدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا بالرغم من أن كل المؤشرات على الأرض تشير مسبقا إلى فشل جميع الجهود لمتعلقة بحل الأزمة الليبية.
التقى وزير الخارجية عبد القادر مساهل، اليوم في أبو ظبي نظيره المصري سامح شكري، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، كل على حدة، وبحث معهما تطورات الملف الليبي على الصعيدين الأمني والسياسي. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية، بأن عبد القادر مساهل الذي يشارك في منتدى ” صير بني ياس”، الذي تنظمه الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي من 3 إلى 5 نوفمبر الجاري، أن مساهل، جدد خلال اللقاءين ” تمسك الجزائر بالحل السياسي في ليبيا من خلال الحوار والمصالحة الوطنية في إطار المسار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة “، وفي القاهرة أكد القسم الإعلامي للخارجية المصرية، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري عقد لقاء مع عبد القادر مساهل وزير خارجية الجزائر تناول الوضع الأمني والسياسي في ليبيا، والتأكيد على أهمية دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، فضلا عن الاتفاق على عقد الآلية الثلاثية لدول الجوار الليبي خلال الشهر الجاري في القاهرة لدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
وفي ذات السياق قال مساهل، للمسؤول الأممي إن ” الجزائر على اتصال دائم مع كافة الأطراف الليبية بغية المساهمة في جهود تسوية الأزمة في ليبيا “، واستعرض اللقاء أيضا آخر تطورات الوضع في ليبيا تحسبا لانعقاد القمة الثلاثية بين الجزائر ومصر وتونس على المستوى الوزاري في 15 نوفمبر بالقاهرة، مع التأكيد على أهمية دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، وفق البيان.ويعد الاجتماع الثلاثي الأول من نوعه منذ إطلاق المبعوث الأممي خطته لحل الأزمة الليبية، إذ ينعقد على ضوء نتائج اجتماعات توحيد الجيش برعاية مصرية في القاهرة، وتعثر جلسات الحوار في تونس، ومن جهة آخرى تداعيات القصف “المجهول” على درنة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، بأن مشاورات شكري في أبو ظبي شملت أيضا عقد لقاء مع غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، حيث تناول اللقاء بحث نتائج الاجتماعات التي تعقدها الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة من أجل تعديل اتفاق الصخيرات في إطار خطة المبعوث الأممي للتعامل مع الوضع في ليبيا، وأشار أبو زيد إلى أن الوزير شكري أكد على دعم مصر الكامل للمبعوث الأممي، وقام بإحاطته بنتائج اجتماعات ممثلي الجيش الليبي في القاهرة مؤخرا من أجل بحث أفضل السبل لإعادة بناء قدراته وتوحيده ونقل الخبرات المصرية لتمكين الجيش الليبي من أداء مهامه الوطنية.
والمنتدى المنعقد في أبو ظبي الذي يشارك فيه العديد من وزراء الشؤون الخارجية ومسؤولون سامون لمنظمات إقليمية ودولية، يتطرق إلى الإشكاليات المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين، وعلى رأسها الأزمة الليبية وأزمة الخليج والمسألة اليمنية، وكانت العاصمة المصرية قد استضافت الأسبوع الماضي اجتماعات توحيد الجيش الليبي برعاية مصرية في القاهرة، توصل المشاركون فيها إلى اتفاق أولي على توحيد الجيش الليبي وتشكيل لجان للبدء في اتخاذ خطوات عملية بهذا المسار.
واتفق المجتمعون على اللقاء مجددا بالعاصمة المصرية لاستكمال التشاور حول الخطوات الإجرائية المطلوبة بعد التصديق على تنفيذ المقترحات التي توصلت إليها اللجان لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتتصارع في ليبيا حكومتان، إحداهما في العاصمة طرابلس، وهي الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، المُعترف بها دوليا، والأخرى بمدينة البيضاء وهي “الحكومة المؤقتة “، الموالية لمجلس النواب في طبرق.
وحسب محمد حامد المحلل السياسي المصري فإن الوضع في ليبيا ” مازال يرواح مكانه “، وعاد حامد محمد في تصريح لـ ” الجزائر ” أمس، إلى الظروف التي سيتم فيه اللقاء منتصف الشهر الحالي، من بينها الزيارة التي قام بها اللواء الليبي خليفة حفتر إلى الإمارات الأسبوع الفارط. وكذلك أضاف المتحدث ” حدث لقاء هذا الأسبوع بين وزير خارجية مصر والجزائر للتشاور في قضايا المنطقة بما فيها ليبيا ولكن تجدر الإشارة أن لم تتبلور إستراتيجية دولية لإنهاء الأزمة “. في ذات الإتجاه أكد حامد محمد الباحث المختص في العلاقات الدولية أن ” الاجتماع روتيني وإرادة التغيير في ليبيا مازالت غائبة على المستوي الدولي “، كما انتقد غياب استراتيجية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو ليبيا، وكذلك غسان سلامة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، الذي قال بشأنه أنه ” لم يبدأ عمله بشكل فعلي ولم يطرح مبادرة للحل “.
إسلام كعبش