تعززت العلاقات الثنائية بين الجزائر واسبانيا، أمس بالتوقيع على ثمانية اتفاقيات في مختلف المجالات، خلال انعقاد الاجتماع رفيع المستوى السابع بالعاصمة، وهو ما يجسد إرادة مسؤولي البلدين في الارتقاء بمستوى التعاون والصداقة.
وقد عبر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الجزائرية-الاسبانية، واصفين إياها بـ”الممتازة “، خاصة وأن تاريخ البلدين لا يشوبه أي نزاع ، داعين إلى “تعزيزها وتدعيمها”.
الوزير الأول أحمد أويحيى:
مستعدون لقطع الـمزيد من الأشواط مع إسبانيا
صرح الوزير الأول احمد اويحيى أمس الثلاثاء استعداد الجزائر لقطع المزيد من الاشواط مع اسبانيا في جميع المجالات قصد الرقي بعلاقات التعاون القائمة على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون.
وفي الكلـمة التي القاها خلال افتتاح الاجتماع الجزائري الإسباني الرفيع الـمستوى السابع، عبر الوزير الاول عن ارتياحه لجودة العلاقات الـمتميزة التي تربط البلدين، مؤكدا انها علاقات تاريخية لا يشوبها أي نزاع، تقوم على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، التي أبرمت في سنة 2002 بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وملك إسبانيا.
وأورد أويحيى أن التعاون الثنائي بين الجزائر واسبانيا يشهد تطورا منسجما هو الآخر، كما تترجم ذلك الاتفاقات المبرمة في السنوات الأخيرة والتي قاربت الخمسين لتشمل تقريبا جميع القطاعات، مضيفا ” إن علاقاتنا الاقتصادية تسترعي اهتمامنا الـمشترك في أعلى مستوى، الأمر الذي جعلنا نحرص سويا، علاوة على تبادلاتنا الحكومية حول هذا الـملف، على تنظيم منتدى أعمال بالجزائر يضم عديد الـمتعاملين من بلدينا.”
من خلال كل ما سبق تتجلى إرادة بلدينا في الـمضي قدما نحو ترقية تعاونهما ومبادلاتهما الـمختلفة وتعزيزها أكثر لجعلها ترقى لـمستوى إمكاناتهما الـمتكاملة ومستوى الدور الـمركزي الـمنتظر من كليهما في الـمغرب العربي وأوروبا و في الـمتوسط.
وفاة “الحراق” الجزائري بالسجن الإسباني لن يؤثر على مستوى العلاقات
أكد الوزير الأول أن قضية وفاة “الحراق” بالسجن الإسباني، لن يؤثر على العلاقات بين البلدين، كما أن القضية في يد العدالة الإسبانية، حيث قال بهذا الخصوص “لا يجب أن يأخذ ملف الحراق المتوفى أكثر من حجمه، والذي من شأنه أن يؤثر على العلاقات الجزائرية الإسبانية”.
وأوضح أويحيى في ندوة عقدها في قصر المؤتمرات، أن الجزائر تشهد ما يسمى بالهجرة غير الشرعية، معتبرا أن هذا تصرف خارج عن قانون، وأن ملف الهجرة غير الشرعية محل توافق بين مدريد والجزائر.
وأضاف في ذات السياق أن الدبلوماسية الجزائرية اتخذت تدابير للتعاون مع الدبلوماسية الإسبانية من أجل عودة الحراقة الجزائريين إلى وطنهم، كما أن الجزائر ستستقبل رعاياها المرحلين وفق اتفاقيات مشتركة.
وزير الصناعة يوسف يوسفي:
لابد من مضاعفة الشراكة عبر المؤسسات المختلطة والاستثمار
قال وزير الصناعة يوسف يوسفي، إن حجم المبادلات الجزائرية الاسبانية بلغت 17 مليون أورو خلال السنة الماضية، كاشفا عن وجود 450 مؤسسة اقتصادية إسبانية تنشط في الجزائر.
وخلال الكلمة التي ألقاها، أكد الوزير ان العلاقات الجزائرية-الاسبانية جد قوية وبالأخص في شقيها الاقتصادي والسياسي، داعيا المؤسسات الاقتصادية إلى مضاعفة شراكاتهما الاقتصادية، من خلال انشاء مؤسسات مختلطة و الاستثمار.
كاتبة الدولة للتجارة بإسبانيا ماريا لويزا:
الاستثمار بين البلدين خلق 3700 منصب شغل
أكدت كاتبة الدولة للتجارة بإسبانيا، ماريا لويزا، أنّ مناخ الاستثمار بين الجزائر وإسبانيا، خلق حوالي 3700 منصب شغل، موضحة ان بلادنا هي الزبون الخامس للأسبان، والمورد الثالث للاستثمار بها، وذلك بفضل الإجراءات التحفيزية المختلفة التي تمنحها الجزائر للمستثمرين الأجانب.
من جانبه، قال وزيرة التجارة الإسباني، إن بلاده تتفهم وضع الجزائر الاقتصادي، مشيرا إلى أنه سيتم العمل مع الجزائر في هذا الإطار.
وقد سجلت العلاقات الاقتصادية الجزائرية الإسبانية في السنوات الأخيرة وتيرة مقبولة عبر شراكات في مختلف القطاعات و تعزيز المبادلات التجارية، ففي قطاع الطاقة, تمكن البلدان في العديد من المرات من تحقيق مشاريع كبرى وإمضاء اتفاقيات من شأنها تعزيز علاقاتهما في هذا القطاع.
كما عرف البلدان تعزيز لعلاقاتهم خارج المحروقات في المجال المالي عبر إمضاء اتفاق يقضي بتحويل جزء من المديونية الإسبانية لدى الجزائر, إلى مشاريع زراعية في ميدان إنتاج الزيتون.
وبخصوص الاستثمارات المصرح بها على مستوى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار تم تسجيل 65 مشروع استثماري لمتعاملين أسبان خلال السنوات الـ 15 الأخيرة بقيمة إجمالية تقدر بـ 170 مليار دج وهو ما يسمح بإنشاء 5.665 منصب عمل.
وتم إنجاز 47 مشروعا فعليا من بين هذه المشاريع الـ 65 المصرح بها أي بنسبة إنجاز تقدر بـ 72 بالمائة بقيمة إجمالية تقدر بـ 150 مليار دج وهو ما مكن من إنشاء 1.744 منصب عملي وفقا لأرقام الوكالة.
ومن بين الدول المستثمرة في الجزائر تحتل إسبانيا المركز الرابع من حيث عدد المشاريع والمركز السابع من حيث القيمة المالية والمركز الخامس من حيث عدد مناصب العمل التي تم إنشاؤها.
وحسب أرقام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار فإن قطاع الصناعة يستحوذ على حصة الأسد من الاستثمارات الاسبانية في الجزائر بـ 82 بالمائة من إجمالي عدد المشاريع و 99 بالمائة من حيث القيمة المالية و 88 بالمائة من حيث عدد مناصب العمل.
وفي الفترة 2012-2017 بلغ عدد مشاريع المتعاملين الإسبان في الجزائر 53 مشروعا صناعيا مسجلا بقيمة مالية تقدر بـ 167,3 مليار دج ويسمح بإنشاء 4.970 منصب عملي من بينها 37 مشروع تم إنجازه فعليا بقيمة 148 مليار دج.
وفيما يتعلق بالمبادلات التجارية البينية تعد اسبانيا ثالث زبون للجزائر بقيمة 4,1 مليار دولار من الصادرات الجزائرية وخامس ممون بـ 3,1 مليار دولار من الواردات الجزائرية.
نسرين محفوف