توصف العلاقات الجزائرية-التركية بـ”التاريخية”، إذ تعززت أكثر منذ مجيء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسدة الرئاسة في بلاده سنة 2014، غير أنها شهدت قفزة قوية في السنوات الأربع الأخيرة، في ظل التوجه الجديد للجزائر، لاسيما في الجانب الاقتصادي، ومع إعادة انتخاب أردوغان لعهدة رئاسية جديدة، يتوقع خبراء استمرار تمتين هذه العلاقات وتوسيعها.
تبحث كل من الجزائر وتركيا على تعزيز الشراكة الاقتصادية أكثر، وتحقيق المزيد من التعاون في مختلف المجالات، لاسيما منها ذات الصلة بالجانب التجاري والصناعي، وجانب الاستثمارات، ورغم أن البلدين قطعا شوطا كبيرا في تطوير العلاقات الاقتصادية بينهما، إلا أنهما يؤكدان أنه مزال الكثير لتحقيقه سويا وفق المصلحة المشتركة التي طالما كانت السمة المميزة في هذه العلاقات.
ويرجع الفضل في تمتين العلاقات بين البلدين إلى عدة عوامل، من أهمها توافق وجهات النظر السياسية، التي كان لها انعكاس مباشر على الجانب الاقتصادي، خاصة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى التوجه الاقتصادي الجديد للجزائر الذي يعد أكثر انفتاحا واستقطابا للاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الجزائر، تضاف إليها الرغبة الكبيرة لأنقرة في تعزيز تعاونها مع الجزائر وإفريقيا عموما.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة ورقلة، سليمان ناصر، أن “العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وتركيا قوية، وستعرف تطورا أكبر خلال العهدة الجديدة للرئيس التركي المعاد انتخابه رجب طيب أردوغان”.
وأضاف ناصر في تصريح لـ”الجزائر” أن “الجزائر وتركيا رسمتا سياسة اقتصادية واضحة تتجه نحو تعزيز التعاون والاستثمارات والتبادلات التجارية”، و اعتبر أنه “لا يوجد أي سبب يجعل هذه السياسة تتراجع، لاسيما وأن البلدين متفقان سياسيا، وتربطهما علاقات تاريخية، ناهيك عن جوانب أخرى تتعلق بالدين المشترك و تشابه العادات والتقاليد للشعبين”.
ويعتقد الخبير الاقتصادي، أنه فيما يخص هدف البلدين في الرفع من حجم التبادلات التجارية نحو 10 مليارات دولار، أنه بالإمكان تحقيقه، بالنظر لعدة عوامل، منها الرغبة الكبيرة لكلا الطرفين بتحقيق هذا الرقم وتجاوزه، لاسيما أن حجم الاستثمارات التركية في الجزائر تتزايد.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة أم البواقي مراد كواشي، إن العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية “ستشهد تطورا أكبر خلال العهدة الجديدة للرئيس التركي المنتخب أردوغان، وسيكون له انعكاس مباشر على مدى تلاحم العلاقات السياسية بين البلدين والتي توصف هي الأخرى حاليا بالمتطورة جدا”.
وأضاف كواشي في تصريح لـ”الجزائر” أن “التوافق السياسي بين البلدين والتوافق في وجهات النظر بين قيادتي البلدين بلغ مستوى جد متطور، لكن في الجانب الاقتصادي لم يرق بعد إلى هذا المستوى، وهو ما يسعى لبلوغه الطرفان، وقد تكون للعهدة الجديدة للرئيس التركي الفرصة الكبيرة لبلوغ هذا الهدف، بالموازاة مع الإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الجزائر، خاصة مع قانون الاستثمار الجديد، والإصلاحات على مستوى المنظومة البنكية وغيرها”.
وتوقع كواشي دخول استثمارات تركية بالجزائر في المرحلة القادمة، وزيادة حجم التبادلات التجارية بين البلدين.
ويرى أن هذه فرصة للاستفادة من الخبرة التركية في المجال الاقتصادي، باعتبار أن الاقتصاد التركي متطور، كما أن تركيا شهدت ازدهارا في الكثير من القطاعات التي يمكن للجزائر الاستفادة منها، منها قطاع السياحة، النقل الجوي، إضافة إلى العديد من الصناعات كصناعة النسيج وغيرها.
رزيقة. خ
الرئيسية / الاقتصاد / توقعات بتدفق الإستثمارات والرفع من حجم التبادلات التجارية:
الجزائر وتركيا.. نحو المزيد من تقوية العلاقات الإقتصادية
الجزائر وتركيا.. نحو المزيد من تقوية العلاقات الإقتصادية
توقعات بتدفق الإستثمارات والرفع من حجم التبادلات التجارية:
الوسومmain_post