الأحد , مايو 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / صراع فرنسي-إيطالي حول الكعكة الليبية:
الجزائر ومصر يواصلان التّنسيق حول ليبيا

صراع فرنسي-إيطالي حول الكعكة الليبية:
الجزائر ومصر يواصلان التّنسيق حول ليبيا

تواصل الجزائر التنسيق مع دول الجوار الليبي خاصة مصر، قبل أيام من عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في روما بإيطاليا، ومن الواضح أن دول الجوار وعلى رأسها الجزائر تريد أن يكون لديها رأي عند أي حل في ليبيا، في ظل صراع فرنسي-إيطالي حاد حول تقاسم النفوذ في هذا البلد الغني بالموارد النفطية.
قال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، إن المباحثات حول ليبيا مع نظيره الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي “كانت شاملة في إطار الرؤية الأممية والتنسيق بين دول المنطقة مصر، الجزائر وتونس ومجموعة دول جوار ليبيا”، لافتا إلى أن دور مصر في ليبيا هو دور داعم للاتفاق السياسي وجهود المبعوث الأممي واستمرار الحوار بين كل الأطراف ودور مصر لتوحيد الجيش الليبي ليتمكن من محاربة الإرهاب. في رد واضح على الانتقادات التي تطال الحكومة المصرية من خلال دورها المباشر في دعم الجناح العسكري في الأزمة الليبية الذي يمثله اللواء خليفة حفتر، المتحكم في شرق البلاد. وتابع شكري: “فيما يتعلق بالأفكار الخاصة بالاجتماع الذي قد تستضيفه إيطاليا مصر تدعم كل الجهود للوصول إلى حلول والتنسيق مع شركائها مع كل الأطراف الفاعلة لتحقيق هذا الغرض”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالي، إينزو موافيرو ميلانيزي، أنه من المتوقع أن تعقد إيطاليا مؤتمرا حول ليبيا في “الخريف المقبل” يهدف لعقد اتصالات ومحادثات مباشرة مع الأطراف الليبية، وقال: “سنرسل الدعوات إلى كل الأطراف الفاعلة في ليبيا، والمؤتمر في مرحلته الختامية ونتشاور مع مصر حول هذه الصيغة”، مشيرا إلى أن منهج إيطاليا هو “بذل كل الجهود للوصول إلى حل مرضي للشعب الليبي وهو ما من شأنه توحيد مؤسساتها وتوفير الأمن للشعب الليبي”.
وأشار، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكرى، إلى أن السرعة مهمة لعقد هذه الانتخابات إلا أن علينا أن نضمن نتائج مثمرة، لافتا إلى أنه على الأطراف الليبية تقرير موعدها مع الأخذ في الاعتبار الخطة الأممية في هذا الإطار. وأضاف أنه على الرغم من أن الانتخابات الليبية ستكون نقطة تحول، إلا أنه ينبغي أن تتم بعد انتهاء الإطار العام لها، ونعتقد أن الوضع لم يصل للاستقرار المرجو لإجراء انتخابات جادة.
وتعرف الساحة الليبية صراعا محتدما بين القوتين الأوروبيتين فرنسا وإيطاليا حول الكعكة الليبية، في من له أحقية التحكم في مفاصل حل المعضلة الليبية وبالتالي تكون لديه الأفضلية في تسيير المرحلة المقبلة، وتلعب إيطاليا على ورقة التاريخ بحكم استعمارها لليبيا ومعرفتها الجيدة بكل ما هو موجود على الأرض في هذا البلد، في الوقت ذاته ترى باريس أنها هي المسؤولة عن أي حل في ليبيا، بما أنها هي من قادت الحرب ضد نظام معمر القذافي، وأسقطته بتحالف مع “الناتو” كما أنها تعتمد على دعمها لبعض الأطراف القوية في المعادلة الليبية على رأسها اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبي في شرق البلاد.
وشنت عدة صحف إيطالية في الآونة الأخيرة، حربا إعلامية ضد الحكومة الفرنسية، بسبب تدخلاتها المستمرة في الشأن الليبي، حيث ترى روما أنها الأحق بقيادة سفينة ليبيا نحو بر الأمان، طالبة دعما واضحا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحييد باريس من خارطة الحل في ليبيا.
وبحسب صحيفة “الجورنال” الإيطالية، فقد حذرت وزيرة الدفاع إليزابيتا ترينتا، السلطات الفرنسية من تدخلها في الشأن الليبي مؤكدة أن بلادها هي “الدولة القادرة على قيادة الدولة الليبية” وأن القيادة بيد “إيطاليا” فيما يتعلق بالحالة الليبية، وقالت الصحيفة إن الوزيرة الإيطالية قالت لنظيرتها الفرنسية، فلورنس بارلي، على هامش الاجتماع الوزاري بمقر الناتو في بروكسل: “لنكن واضحين.. القيادة في ليبيا لنا”. وكانت ذات الصحيفة، قالت في تقرير سابق لها، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “يسعى إلى الاستحواذ على ثروات الطاقة في المستعمرة الإيطالية السابقة مستغلا الفوضى الليبية والفراغ السياسي الانتقالي الحالي في روما”.
وبحسب صحيفة “لاستامبا” الإيطالية فإن مباراة حامية تجرى بين روما وباريس، وأن هذه الأخيرة أطلقت العنان للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، لبسط سيطرته على البلاد وممارسة أكبر قدر من الضغوط على حكومة فائز السراج في طرابلس.وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن “حفتر يوظف انتصاراته العسكرية لتوسيع دائرة نفوذه وتهديد إيطاليا والاتحاد الأوروبي، بوقف التعاون في ملف الهجرة الحيوي للأوروبيين”.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super